في تقرير نشرته مساء الجمعة ، قالت شبكة "رويترز" الأمريكية للأخبار، إن الإمارات تستعين بشركة "إسرائيلية " بهدف التجسس على المعارضين و تجبر آبل على تحديث "نظام التشغيل "، بتكلفة برنامج "تجسس" يسميه مطلقوه "الثغرات عن بعد" تصل قيمته إلى نحو مليون دولار. وأكدت الشبكة إن الاختراق الذي أحدثه برنامج التجسس "الإسرائيلي" المزروع بطلب من "أبوظبي" على الهواتف الذكية من نوع "آبل" شديد الخطورة في رصد الأهداف المطلوبة وتصويرها والتعرف على حركتها ورصد سلوكياتها المختلفة وتوظيفها كما تشاء.
واعتبرت "الشبكة" أن ما انكشف يمثل فضيحة جديدة لنظام "الامارات" لم يسبق لأي نظام عربي أن تورط بمثلها، حيث تبين أن استعانة أبوظبي بشركة قرصنة إسرائيلية من أجل اختراق هواتف المعارضين والتجسس عليهم، وهو ما اضطر شركة "آبل" الأمريكية العملاقة الى إدخال تحديث على أنظمة التشغيل العاملة لديها حتى تغلق الثغرة التي تنفذ منها الشركة الاسرائيلية لصالح الامارات، مع العلم أن "آبل" لا تملك بشأنها شيئا.
اكتشاف البرنامج
ويعود الفضل في اكتشاف البرنامج إلى المحامي والناشط السياسي الإماراتي أحمد منصور عندما تلقى رسائل نصية، يوم 10، و11 أغسطس الجاري.
وقالت الرسائل إنها ستكشف أسرارا عن أشخاص قيل إنهم تعرضوا للتعذيب في سجون دولة الإمارات العربية، بمجرد أن يضغط المستخدم على الروابط الإلكترونية المرفقة.
وقال مختبر بجامعة تورونتو الكندية "سيتيزن لاب" –تعاون معه أحمد منصور بعد ارتيابه في محتوى الرسائل- إنه إذا ضغط الناشط الحقوقي على تلك الروابط كان سيؤدي ذلك إلى تثبيت برنامج خبيث على هاتفه "أي فون 6".
وقالت الشركتان اللتان تعاونتا في اكتشاف تلك الثغرات، وهما مختبر "سيتيزن لاب" وشركة "لوك أوت"، إنهما لم يعلنا أي تفاصيل قبل أن تصدر "أبل" تحديثا لعلاج المشكلة.
وأضاف المختبر: "وبمجرد تثبيت هذا البرنامج الخبيث على هاتف "منصو" كان سيصبح جاسوسا رقميا في جيبه، قادرا على توظيف كاميرا الهاتف والميكرفون للتجسس على كل الأنشطة في محيط مكان الهاتف، وكذلك تسجيل مكالماته على برنامج فايبر ورسائل واتس آب وغيرها من التطبيقات، فضلا عن تعقب حركته".
وأعرب الباحثون عن اعتقادهم بأن برنامج التجسس صممته مجموعة "إن إس أو" (NSO)، وهي شركة إسرائيلية متخصصة في الحرب الإلكترونية، وتبيع أجهزة المراقبة، والتي تطور برمجيات للحكومات، تستهدف بشكل سري هواتف مستخدمين، وتجمع منها معلومات.
وقالت شركة لوك أوت: "إنها أكثر حزمة تجسس تعقيدا رأيناها على الإطلاق".
من جانبها أصدرت شركة إن إس أو بيانا، اعترفت فيه بأنها تصنع تقنية تستخدم في "محاربة الإرهاب والجريمة"، لكنها قالت إنها ليس لديها علم بحوادث محددة، كما لم تشر إلى برنامج تجسس بعينه تورطت فيه.
وأصدرت شركة أبل، الخميس، بطاقة تصحيح لعلاج تلك الثغرة الأمنية الخطيرة في أجهزة آيفون وآيباد، بعدما اكتشف الباحثون أن هاتف المعارض الإماراتي البارز استهدف بطريقة تسلل إلكترونية لم تكن معروفة من قبل.
وتعاون خبراء سيتيزن لاب مع شركة لوك آوت للأمن الإلكتروني، وحددوا أن الرابط كان سيثبت برنامجا يستغل ثغرة تجهلها أبل وغيرها. وكشف الباحثون عن هذا الأمر الخميس.
وقال الباحثون إنهم نبهوا شركة أبل التي طورت تصحيحا ووزعته كنسخة تحديث أوتوماتيكية إلى ملاك أجهزة آيفون6.
وأكد فريد سانشيز، المتحدث باسم أبل، أن الشركة أصدرت الدفعة التصحيحية بعدما اتصل بها باحثون.
ونسب مختبر “سيتيزن لاب” الهجوم إلى شركة (إن.إس.أو جروب) الإسرائيلية،