تتعرض وزارة الداخلية لفاصل كبير من السخرية من مؤيدي الانقلاب قبل رافضيه، وذلك على خلفية سرقة خزينة مديرية أمن محافظة الإسكندرية. وفتحت نيابة سيدي جابر في الإسكندرية، شمال مصر، مساء الأربعاء، تحقيقات موسعة حول سرقة خزينة مديرية أمن الإسكندرية، والاستيلاء على 87 ألف جنيه، وهى حصيلة مبيعات وتوريد طوابع الشرطة، بمختلف أقسام الشرطة بالمحافظة. وكان قسم شرطة سيدي جابر تلقى بلاغا من المسؤول عن قطاع الحسابات بالمديرية، الذي فوجئ عقب حضوره إلى العمل بكسر في قفل الخزينة، واختفاء 87 ألف جنيه، قيمة متحصلات المديرية لطوابع الشرطة من جميع الأقسام الشرطية. وتم تحرير محضر رقم 16774 جنح، وبدأت النيابة العامة في التحقيق بالواقعة. جولة تفقدية وشو إعلامي ورغم تعرض خزينة داخل مديرية أمن إسكندرية للسرقة صباح الأربعاء، وفقا لرواية "أحمد.ع" المسؤول عن قطاع الحسابات بالمديرية، إلا أن مدير الأمن ترك المديرية وواقعة سرقة الخزينة، دون القبض على الجناة، ليقوم بجولة تفقدية بمنطقة الدخيلة غرب الإسكندرية، لتفقد المنطقة والخدمات الأمنية وللاطمئنان على الحالة الأمنية، مصطحبًا خلال الجولة عددًا من وسائل الإعلام، ليظهر وكأنه يقول الإسكندرية بلد الأمن والأمان، فى حين عجز عن تأمين خزينة بمديرية الأمن. الواقعة التى تم تحرير محضر بها برقم 16774 لسنة جنح سيدى جابر، وتحقق فيها النيابة، تطرح سؤال مهما مفاده: متى يلقى مدير الأمن اللواء عادل التونسى بالقبض على المتورطين فى سرقة خزينة بمديرية الأمن التى يقودها، أم سيترك الواقعة ليقوم بجولات إعلامية أخرى فى الشوارع؟ الغريب فى الواقعة أن مدير الأمن لم يترك جولته الميدانية ليحقق بنفسه فى واقعة، هى الأكثر خطورة على مدينة الإسكندرية، والأكثر أهمية من جولته فى شوارع الإسكندرية، كون سرقة خزينة بمديرية الأمن أمرا يتطلب محاسبة من يقود هذه المديرية، وهو ما يعكس غياب الأمن عن مديرية الأمن. صحيفة سيساوية: باب النجار مخلع أول السخرية جاءت من صحيفة سيساوية شديدة الولاء لقائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي وهي «اليوم السابع» التي وصفت الحادث بعنوان ساخر «باب النجار مخلع». وقالت الصحيفة في صدر تقريرها «"باب النجار مِخَلَّع"، مثل شعبى شهير ينطبق على حال مديرية أمن الإسكندرية، بقيادة اللواء عادل التونسى، والذى فشل اليوم الأربعاء، فى حماية وتأمين خزينة بمديريته، بعدما تعرضت للسرقة والاستيلاء على مبلغ 90 ألف جنيه منها، وهى حصيلة مبيعات وتوريد طوابع الشرطة، بمختلف أقسام الشرطة بالمدينة. وأضافت الصحيفة «اللواء عادل التونسى مدير أمن الإسكندرية الجديدة، تولى مهمة حماية وتأمين العاصمة الثانية لمصر، وهى محافظة من أكبر محافظات المحروسة ومن أهمها أيضًا، لتكون مهمته الأساسية حماية المواطنين وممتلكاتهم الخاصة، والممتلكات العامة للدولة، لكن ما حدث اليوم من تعرض خزينة بمديرية أمن الإسكندرية للسرقة، يكشف مدى تقاعس وإهمال وسوء إدارة وتأمين لمبنى، من المفترض أن يكون الأكثر أمنًا وأمانًا فى الإسكندرية. تبرير ساذج وللخروج من الموقف المسخرة زعم العميد شريف عبدالحميد، مدير إدارة البحث الجنائي بالإسكندرية،أن ما وقع في مديرية أمن الإسكندرية عجز مالي في الخزينة وليس سرقة كما أُشيع. ونفى عبد الحميد في تصريحات صحفية، الأربعاء، ما نشر حول واقعة سرقة 90 ألف جنيه من خزينة المديرية والخاصة بمبيعات وتوريد طوابع الشرطة بأقسام المحافظة. رغم أن مسئول الحسابات أكد في المحضر أنه فوجئ بكسر الدولاب الخاص بالأموال الموردة من طوابع الشرطة ولم يقل «عجز مالي» كما تحاول المديرية إخفاء الحقيقة. «شردي» ساخرا: «حد يتصل لهم بالبوليس» وسخر الإعلامي الموالي للانقلاب محمد شردي، من واقعة السرقة قائلًا: «حد يتصلهم بالبوليس علشان ييجي يحقق ويجيب مين اللي سرق». وأضاف «شردي»، خلال برنامج «يوم بيوم»، الذي يُعرض على فضائية «النهار اليوم»، مساء الأربعاء، أن السرقات تتم في أي وقت وأي مكان، ومن المؤكد أن أجهزة التحقيق تعمل على ضبط الجناة، متابعًا: «هيعرفوا الجناة بس مش دي القضية، الموضوع بجد حاجة تضحك». خبير أمني: الحرامي منهم فيهم ورجح اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن يكون المسئول عن حادث سرقة 90 ألف جنيه من خزانة مديرية أمن الإسكندرية هو الموظف المسئول عن قطاع الحسابات، والذي أبلغ عن كسر في قفل الدولاب المخصص بقيمة متحصلات المديرية لطوابع الشرطة. وأكد "نور الدين" خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "ساعة من مصر" المذاع على فضائية "الغد"، أن السرقة حدثت من داخل مديرية أمن الإسكندرية، مستبعدا ارتكاب أحد الأشخاص من الخارج أو مسجلين خطر في تلك الجريمة.