قال الكاتب الصحفي فهمي هويدي في مقاله الممنوع من النشر، اليوم الأربعاء، لأسباب غير مفهومة، إن أحمد أبو الغيط لم يفاجئنا حين وصف الربيع العربي باعتباره «مؤامرة»، ولم ير فيه إلا ما حل ببعض الأقطار من خراب وفوضى، موضحا أن مسؤولا بمواصفاته وتاريخه لا يستغرب منه مثل ذلك الكلام، خاصة وأنه وزير خارجية مبارك لمدة سبع سنوات الذي ينظر أن ثورة 25 يناير جزءا من مؤامرة. وأضاف هويدي في مقاله المنشور على مدونته الشخصية بعد رفض نشره في صحيفة الشروق دون أسباب، أنه حينما يكون الرجل صديقا للإسرائيليين ومعاديا للفلسطينيين وفخورا بإفشاله دعوة انعقاد القمة العربية لوقف العدوان الوحشي الإسرائيلي على غزة فإن خصومته للربيع العربي تصبح مبررة، لكن المشكلة أن يصدر هذا الكلام عن الأمين العام لجامعة الدول العربية، وهى صفة كانت تفرض عليه أن يكون أكثر حذرا واحتشاما في الحديث عن رياح التغيير التي هبت على العالم العربي في عام 2011 معبرة عن شوق العرب إلى الحرية والعدل.
وأكد أن انحياز أبو الغيط الصريح إلى الثورة المضادة وتعبيره الجارح عن إدانة انتفاضة الشعوب العربية لا يهين المشاعر العربية فحسب، ولكنه يهين المنصب الذي يشغله باعتباره أمينا للجامعة، حتى إذا كان الرجل مناسبا لمرحلة الانكسار وانهيار النظام العربي، وأصبح رمزا للسقوط الذي صرنا إليه، فليس مفهوما أن يبالغ في ذلك وأن يصل به إلى القاع بحيث يخاطبنا من منتهاه.
وتساءل هويدي: " ما هي الجهات التي عبر السيد أبو الغيط عن رأيها فيما جهر به؟ الإجابة سهلة ولا تكلف الباحث أكثر من متابعة بعض التصريحات الرسمية والاتصالات لبعض الأصوات التي تتردد في المنابر الإعلامية المقروءة والمرئية والمسموعة، وهى ذات الأصوات التي تتحرك ضمن معسكر الثورة المضادة، الذي ظننا أنه مخاصم فقط للحلم العربي، لكن اكتشفنا بمضي الوقت ما هو أنكى وأمر، إذ تبين لنا أنه متصالح أيضا مع إسرائيل!".