أجمع عدد من المحللين أن الهجوم الذي شنه عيال زايد، كما يكنون أنفسهم، على العلامة القرضاوي، وإدعاء ما لم يثبت بالدليل المادي؛ بإباحة الشيخ يوسف للعمليات الإنتحارية بحق المدنيين، إنما هو ابتزاز من الإمارات بحق المملكة العربية السعودية على سبيل ولاءات الإمارات الواضحة للإيرانيين، ورغبتها في هدم كل الرموز السنية من الرافضين لمشروعها التطبيعي مع الشيعة المحاربين لأهل السنة. هجوم معتاد
وأعتبر المحللون أن اتجاه أبوظبي معروف لدى المملكة، ولكنها تتجاهله، بالمقابل تحرص الإمارات على إذكائه بين الحين والآخر، ففي ديسمبر الماضي، نموذج لما كتبه الكاتب الإماراتي سالم حميد، المقرب من أمن الدولة الإماراتي ومدير مركز "المزماة" الذي يصدر دراساته بمباركة ولي عهد أبوظبي، مقالا بعنوان "الإمارات تتكلم عالمكشوف"، أغرق فيه السعودية بالشتائم وسخر من دينها "الوهابي الإرهابي"!
وحمل "حميد" السعودية والفكر الوهابي كافة مآسي المسلمين.. حسب زعمه. وأدعى أن الدين الإسلامي بريء من هذا الفكر والذي وصفه ب"الدين السعودي المستحدث" والمعروف ب"الوهابي".
وزعم الكاتب الإماراتي، أن السعودية تحتل ما يقارب 4 آلاف كيلو متر مربع من أراضي الإمارات، وتسرق يوميًا نحو أو أكثر من 650 ألف برميل من النفط من وذلك منذ العام 1803.
ابتزاز السعودية
وكتب الباحث والصحفي الموريتاني، محمد الشنقيطي، مقالا بعنوان "الإمارات تشن حملة لابتزاز السعودية بمهاجمة القرضاوي"، كشف فيه أن أهداف هجوم عبدالله بن زايد ووزير الشؤون الخارجية الإماراتي ووزير الخارجية البحريني، أكبر منذ ذي قبل قائلا: "أعتقد أن الأهداف هذه المرة أكبر من مجرد شخص الشيخ القرضاوي، وإنها ترجع إلى خشية بعض الأطراف من أي تقارب سياسي ولو كان سلاما باردا بين الدولة المركزية في الجزيرة العربية وهي السعودية، وبين القوى السياسية الإسلامية، التي دخلت بعض الجهات حربا خرقاء ضدها، أدت إلى استنزاف الأمة ماديا ومعنويا، وانكشاف دول الخليج العربية سياسيا واستراتيجيا، وفتح أبواب العنف والاضطراب والخراب في المنطقة كلها، خدمة لجهات دولية طامعة لا تريد لهذه الأمة أن ترفع رأسها".
وأوضح أن "هذه القوى الإسلامية هي العمق الاستراتيجي الحقيقي للسعودية وللخليج أمام الاختراق الإيراني، والتواطؤ الأمريكي، والصلف الروسي".
وأكد "الشنقيطي" أن الهجوم المبتذل على الشيخ "القرضاوي" ومحاولة اغتياله معنويا ليسا أمرا جديدا، ولكن المريب برايه "هو التوقيت، والسياقات السياسية الإقليمية التي جاء فيها، فمن المعيب حقا أن يتم التطاول على هامة علمية حملت هم الأمة، فحملتها الأمة في قلوبها".
مستغربا: "كيف يصدق عاقل أن تستهدف دول عربية علماء الأمة، وطلائعها وخيرة أبنائها، وهي تواجه إيران التي تستنفر كل من فيه رائحة تشيع، لتضرب به الكيان العربي فيعمقه، وتمزق به أحشاءه؟!.
لماذا الآن؟
وتحت هذا العنوان كتب بالأمس الإعلامي عزام التميمي مقالا، قال فيه إن الهجوم الذي تعرض له العلامة القرضاوي، إنما جاء "بسبب احتفاء عاهل المملكة العربية السعودية الملك سلمان بالشيخ القرضاوي، الذي كان في الأواخر من رمضان يؤدي مناسك العمرة، ويرى هؤلاء أن تغريدة عبد الله بن زايد ربما كانت تعبيرا عن استيائه هو وأشقائه من استقبال الملك سلمان للشيخ القرضاوي، بما لذلك من دلالة على توجه محتمل لدى المملكة في عهد سلمان نحو إنهاء حالة القطيعة مع التيار الإسلامي الأكبر والأهم في العالم، تيار "الإسلام السياسي" المتمثل بجماعة الإخوان المسلمين".
وأضاف "لا يخفى على المراقبين للشأن الخليجي والإسلامي أن الموقف السعودي المعادي للإخوان خلال السنوات الأخيرة من عهد الملك عبد الله، كان إلى حد بعيد بتحريض من حكام أبو ظبي، الذين كان لهم دور بارز أيضا في المكيدة التي أحبطها السعوديون وكان الإماراتيون يأملون من ورائها – ويشاركهم في ذلك الانقلابيون في مصر – حمل الملك عبد الله على عزل شقيقه سلمان من ولاية العهد، إلا أن المنية عاجلته، فجرت الرياح بما لم تشته سفن محمد بن زايد وإخوانه ومن تواطأ معهم داخل الديوان الملكي السعودي".
وشاركه الرأي الباحث جمعة محمد لهيب، فقال في تغريدة له على فيس بوك "كمتابع..السعودية فيها جناحان، واحد ضد الثورات وضد حماس والاخوان مع الامارات، وآخر يسعى ليترأس العالم الاسلامي ويكون أبا للجميع ويتخوف من تركيا ولا يعاديها، ويريد قلب ظهر المجن على ايران".
وأضاف "ليس عند التيار الثاني وهو مايمثله الملك سلمان أي مشكلة مع الإخوان وحماس بل يسعى لاحتواء كل الجماعات..التيار الاول منزعح جدا، رأينا ردة فعله بعد زيارة القرضاوي للمملكة من بعد اجتماعه بحماس واخوان اليمن!. استضافة الملك سلمان
وألمحت الكاتبة الصحفية الأردنية، إحسان الفقيه، إلى مهاجمة وزير خارجية الإمارات، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الدكتور يوسف القرضاوي، كان بسبب استضافة المملكة للقرضاوي فقال في تغريدة على حسابها على "تويتر ": "الدواعش يا ابن زايد يُكفرون من لا يشتم الحُكّام.. الشيخ القرضاوي كان بضيافة خير ملوك العرب.. الدواعش أنفسهم ضحكوا من جهلك رغم أن أكثرهم أجهل منك".
وتابعت "قل لي من تستضيف في بيتك لأخبرك عنك.. خير الملوك استضاف علماء أجمعت عليهم الأمة.. وأنت تستضيف دحلان وتشكيلة من مسوخ العالم.. وتمنحُ جنسيتك لدعيّ".