من عجائب الشامخ أنه في اليوم الذي تُحقق فيه قناة "مكملين" المناهضة للانقلاب العسكري أعلى نسبٍ للمشاهدة، ينال "توفيق العكاشة"، صاحب قناة الفراعين، حكما قضائيا بعودة قناته مجددا، المدعومة من المخابرات المصرية والممولة إماراتيا، بحسب "عكاشة" نفسه، ليكمل دوره في خداع جمهوره المتعطش لفاصل من الدعارة الإعلامية والكوميديا السوداء المطعمة برسائل المخابرات. فقد قضت الدائرة الثانية بمحكمة القضاء الإداري، اليوم الأحد، بقبول الدعوى المقامة من شركة فرجينيا للإنتاج الإعلامي، المالكة لفضائية الفراعين، والتي تطالب بوقف تنفيذ القرار الصادر من مجلس إدارة المنطقة الحرة الإعلامية بإيقاف نشاط الشركة وقناة الفراعين لمدة سنة، من 3 مارس الماضي، بعدما أوقفت إدارة المنطقة الحرة الإعلامية البث نهائيا على "الفراعين"، بناءً على شكاوى وإنذارات مقدمة ضدها، وبيانات من خلال "سي دي"، وتم بحث هذه الأدلة، وتم التأكد من المخالفات للبندين الأول والثاني من لائحة المنطقة الخاصين بالأمن القومي واحترام خصوصية الأفراد.
المدهش أن "عكاشة" حصل من محكمة أسرة مدينة نصر على حكم آخر بإلغاء قرار منعه من السفر، ورفع اسمه من قوائم الممنوعين من السفر إلى الخارج؛ وذلك بعد تسديده مبالغ نفقة نجله "يوسف".
التوقعات المرئية
أمس فقط، كانت صفحة "ادعم توفيق عكاشة" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تتوقع حكما بعودة القناة، وكتبت عبر الصفحة "إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ"، وقبل ساعات شكرت الصفحة من اعتادوا إرجاعه للمرة الرابعة، قائلة "كعادته هى الجهة الوحيدة التى تنصفنا فى مصر، قناة الفراعين الفضائية تعود لمحبيها بحكم قضائى".
وكشف "العكش"- في بيان صياغته ركيكة عبر الصفحة ذاتها، أسماه "بيان قناة الفراعين"، تقدم فيه بالشكر لكلمة "القضاء"، ول"أبناء قناة الفراعين" الذين "ذاقوا مرارة العزل الإعلامى لأربعة أشهر، وأضيروا "دون ذنب"، متهما من أبعدوه بالمنافقين الذين لم يتذكروا دوره "قبل وإبان وبعد حكم الجماعة الإرهابية، وفى ثورة الثلاثين من يونيو".
ولم يستقر البيان على موعد محدد، فقال "إن العودة في غضون أيام"، ثم قال "فقد تعود بعد شهر رمضان المعظم مباشرة أو بعد إجازة عيد الفطر".
وأضاف أن ذلك وفق ما تقرره "السيدة"، رئيس مجلس الإدارة، في إشارة لشقيقة توفيق عكاشة التي صدر لها حكم القضاء الإداري، اليوم، لافتا إلى أن حياة الدرديري من بين العائدين، وأن توفيق عكاشة لن يظهر إعلاميا، مدعيا رفضه محاولات الإدارة عودته؛ "حتى لا يتخيل البعض أن القناة هى قناة النجم الأوحد"، متجاهلا أن الحكم القضائي قضى بعودة القناة دونه.
"الفراعين" المديونة
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يتم فيها وقف قناة الفراعين وإعادتها، ففي أكتوبر 2015، أعلنت مدينة الإنتاج الإعلامي عن أنها اضطرت لقطع البث عن قناة "الفراعين"؛ بعد إصرار إدارة القناة على عدم دفع المستحقات المتأخرة عليها لصالح "المدينة"، التي أرسلت بدورها عددا من إنذارات الدفع ل"العكش"، إلا أن "عكاشة" لم يستجب للإنذارات مطلقا ولو بإجراء جدي، بل أعلن عن أنه لن يسدد ولن يدفع أو يجدول ديونه المقدرة بنحو مليون جنيه.
مخالفة صاحبها
وبعيد الانقلاب ودون حكم قضائي أو دعوى قضائية، هاجم العكش أسياده "السيسي" و"حازم الببلاوي" و"عدلي منصور"، فألقت داخلية "السيسي" القبض على توفيق عكاشة في سبتمبر 2013، وأغلقت "الفراعين" دون حكم أيضا، وتم تسويد الشاشة وقطع البث عن برنامج مصر اليوم، وطلب مخرج البرنامج فاصلا سريعا؛ لأن هناك بعض أفراد الأمن يريدون القبض على توفيق عكاشة، ولا يعرفون الأسباب وراء ذلك، ولا التهم الموجهة إليه.
سلف ودين
وتحدى توفيق عكاشة، الذي كان يتغنى دوما بأن لحم "كتافه" من خير المخابرات، وأنهم "أكلوه لحكم ورموه عضما"، في أغسطس 2012، أن يقبض عليه من قبل الداخلية، وذلك بعدما أعلن تلفزيون ماسبيرو الرسمي عن وقف بث "الفراعين" لمدة شهر، وتوجيه إنذار لها بسحب ترخيصها إذا استمرت تجاوزاتها، وذلك بعد تهديدات وجهها على الهواء مباشرة إلى الرئيس الدكتور محمد مرسي، استحل فيها دم الرئيس الشرعي للبلاد، وإنذاراه بأن معه "رجال وحوش أسود"، وفي فيديو آخر يحذر الشعب "الإسرائيلي" من نتائج تولي مرسي الرئاسة، وأنه سيكون خطرًا على إسرائيل.
وكما يقولون "آخر خدمة الغز علقة"، كان جزاء العكش تصويرا واضحا للحظة ضرب النائب كمال أحمد له ب"الحذاء" على رأسه في مجلس نواب العسكر، والدنيا "سلف ودين".
- توفيق عكاشة يعترف لأول مرة: كان فيه تمويل إماراتي لقناة الفراعين والدولة أوقفت هذا التمويل - توفيق عكاشة: المخابرات المصرية أكلتني لحما ورمتني عظما
