اعترفت سلطات الانقلاب بحجم الكارثة التي تنتظر البلاد من شح مائي بسبب قلة الفيضان السنوي وبناء سد النهضة الإثيوبي الذي أثر على حصة مصر المائية، ما أدى لبوار آلاف الفدانين من أراضي الفلاحين بالوجه البحري. وقال صلاح بيومى، نائب رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، إن مصر ستواجه أزمة فى المياه خلال الفترة المقبلة، وإن فيضان النيل العام الحالى كان الأقل على مدى 45 سنة مضت، موضحا خلال ورشة عمل عن جهود الدولة لتطوير مرفق المياه، أمس الثلاثاء، بمشاركة الاتحاد الأوروبى، أن خطة إدارة الموارد المائية خلال الفترة المقبلة، تعتمد على معالجة مياه الصرف الصحى وتغطية القرى بالصرف الصحى. فيما أكد مصدر ب"الرى" في حكومة الانقلاب أن انخفاض مياه النيل الواردة من إثيوبيا للثلث بسبب «الجفاف». وأوصى باستغلال كل الموارد المائية، واستخدام المياه المعالجة لرى الأشجار وبعض المحاصيل بدلاً من إهدار مياه الشرب على تلك الاستخدامات، مطالباً المواطنين بالتعاون مع الشركة لتقليل إهدار المياه، فى وقت يتوقع فيه العلماء انخفاض حصة مصر من مياه النيل بسبب التغيرات المناخية. وأضاف أن هناك خطة مستمرة للصيانة والتشغيل لشبكات المياه والصرف، نظراً لانتهاء العمر الافتراضى لعدد من الشبكات سنوياً. من جهته، أكد مصدر مسئول بوزارة الموارد المائية والرى انخفاض مياه النيل الواردة إلى مصر من الهضبة الإثيوبية خلال العام المائى الحالى «2015- 2016» إلى الثلث، والمقدرة بما يقرب من 60 مليار متر مكعب، موضحاً أن الجفاف الذى ضرب الهضبة الإثيوبية بفعل ظاهرة «النونو» تسبب فى العجز فى الوارد من المياه. وقال إن ظاهرة الجفاف تتكرر كل 21 عامًا، وتقسم إلى 3 مراحل، «فيضانات عاتية، ومتوسطة، وفقيرة»، وأن ما تشهده الهضبة الإثيوبية فى المرحلة الحالية من فيضان هو فى مرحلته المتوسطة، ومن المتوقع أن تأتى الفيضانات العاتية خلال السنوات المقبلة، حيث مرت مصر بالمرحلة الفقيرة ثم المتوسطة التى نعيشها حاليًا، وطالب المصدر كل مواطن بالقيام بدوره والالتزام بعدم الإسراف فى استخدام المياه. ونقلت صحيفة "الوطن" المؤيدة للانقلاب عن النائب في برلمان العسكر سلامة الجوهرى إهمال الحكومة ملف تلوث مياه الشرب، واستعان «الجوهرى»، خلال الجلسة العامة لمجلس النواب، أمس، بزجاجة مليئة بالمياه الملوثة، ملوحاً بها: هذه المياه الملوثة نشربها يوميًّا والحكومة لا تهتم. وطالب الحكومة بضرورة التغلب على إهمال مياه الشرب، منتقدًا فى الوقت نفسه إجراءات مشاريع الصرف الصحى فى المحافظات. وكانت محافظات الوجه البحري قد شهدت في الآونة الأخيرة بوار آلاف الفدانين من الأراضي الزراعية بسبب الشح المائي الذي تشهده البلاد، بعد تنازل قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي لأثيوبيا عن حق مصر في رفض بناء سد النهضة والسماح لها ببناء السد الذي سيخفض حصة مصر بنسبة 20% من المياه.