بعد المذبحة التي حدثت في مدينة حلب السورية على يد قوات بشار وبراميله المتفجرة والطيران الروسي، والتي راح ضحيتها مئات الأطفال والنساء والعجائز، وأعرب معها ملايين المسلمين عن حزنهم للمحرقة التي تحدث بتواطئ المجمتع الدولي. أعلنت روسيا اليوم السبت 7 مايو، أن الهدنة المؤقتة السارية في مدينة حلب في شمال سوريا، تم تمديدها بمبادرة من موسكو لثلاثة أيام إضافية، بحيث باتت تنتهي في الدقيقة الأولى من فجر الثلاثاء بالتوقيت المحلي.
وشكلت هذه الهدنة متنفساً لسكان المدينة بعد أسبوعين من الاختباء في مداخل الأبنية أو الكهوف أو أقبية المنازل، هرباً من المعارك الطاحنة التي استمرت طوال أسبوعين بين القوات الحكومية والفصائل المعارضة، وأسفرت عن مقتل 285 شخصاً.
وعاد قسم من الأهالي إلى منازلهم، اليوم السبت، وفتحت المدارس في المنطقة التي تسيطر عليها فصائل المعارضة بعد أسبوعين من القصف الدامي العنيف.
ويقول أبو محمد (45 عاما) الذي عاد مع زوجته وأولاده الستة إلى حي الكلاسة بعد أن نزحوا إلى ريف إدلب "نزحنا الأسبوع الماضي بسبب اشتداد الغارات الجوية وحصول مجازر في الحي. واليوم قررت العودة بعد أن أكد لي أقاربي أن الغارات الجوية توقفت. أتمنى أن يستمر الهدوء وألا اضطر مرة أخرى للنزوح".
وفي مدرسة حي الشعار، قال الأستاذ براء "تقريبا جميع الطلاب عادوا اليوم للمدرسة ولم يتغيب سوى البعض ممن نزحوا ربما لخارج المدينة. أشعر بالنشاط والتشوق لتدريس الطلاب من جديد".
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه "بهدف منع تدهور الوضع، وبمبادرة من الجانب الروسي، تم تمديد نظام التهدئة في محافظة اللاذقية وفي مدينة حلب من يوم 7 مايو لمدة 72 ساعة".
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن ملتزمة الحفاظ على هذه الهدنة لأطول وقت ممكن والهدف هو "التوصل إلى الالتزام بوقف الأعمال القتالية في سائر أنحاء سوريا".
ولكن المعارك مستمرة في مناطق أخرى في محافظة حلب وفي محافظات دير الزور في الشرق ودمشق وحمص في الوسط ودرعا في الجنوب بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة، وبين القوات السورية والجهاديين وحتى بين الفصائل المعارضة والجهاديين ومعظمهم من الأجانب.
ويسعى الغرب منذ أشهر لدفع روسيا والنظام السوري إلى تركيز المعارك ضد الفصائل الإرهابية (داعش وجبهة النصرة) والتوصل إلى حل للحرب الدائرة منذ 2011 بعد أن أوقعت أكثر من 270 ألف قتيل وأدت إلى نزوح الملايين وتسببت بكارثة إنسانية على نطاق واسع.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها إنه تم تمديد نظام التهدئة في محافظة اللاذقية وفي مدينة حلب اعتباراً من الساعة 00,01 من يوم 7 مايو لمدة 72 ساعة، كما أكد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي، أن "وقف الأعمال القتالية خفض حدة العنف في حلب، والولاياتالمتحدة ملتزمة الحفاظ على هذه الهدنة لأطول فترة ممكنة".
وأثار استهداف المستشفيات في الأحياء الخاضعة لسيطرة بشار والفصائل المقاتلة على حد سواء في حلب، غضبا دوليا، ووجهت بريطانيا انتقاداً شديد اللهجة إلى روسيا، على خلفية منعها صدور بيان عن مجلس الأمن الدولي الخميس 5 مايو يدين الهجوم العسكري للنظام السوري على مدينة حلب، في الوقت الذي أنكرت روسيا المجازر التي تحدث في حلب خلال الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن.
وشهدت مدينة حلب على مدار الاسبوعين الماضيين تصعيدا عسكريا أسفر عن مقتل اكثر من 285 مدنيا بينهم نحو 57 طفلا، بحسب حصيلة للمرصد السوري.
وفي حين تتهم الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا النظام السوري بتأجيج العنف، تشدد روسيا، حليفة دمشق، على دور الجيش السوري في مواجهة الجماعات التي تسميها ب"الإرهابية" في حلب.
ومع انهيار الأوضاع الإنسانية في مدينة حلب السورية بالتزامنة مع القصف الجوي لطائرات بشار الأسد بالبراميل المتفجرة، تكثر الحالات المأساوية التي يعيشها السوريون في هذه الظروف الأليمة.
ومن ضمن القصص المأساوية ما نشرته صحيفة "هافينجتون بوست"، وهي لطبيب الأطفال محمد وسيم معاذ؛ الذي نذر نفسه لخدمة أطفال مدينته حلب وسط الحرب الضارية التي تضربها، وأصرّ على البقاء في هذا "الجحيم" رافضًا المغادرة إلى أن ذهب ضحية غارة استهدفت، الأربعاء 27 أبريل 2016، مستشفى القدس الذي يعمل فيه.
وارتفعت معدلات القتل في الاطفال خلال عمليات القتل وحرق المدينة، كما راح عشرات النساء ومئات العجائز والمرضى، حتى أصبحت المدينة رواية كبيرة لعشرات القصص الإنسانية من القتل والتهجير.