فى مصر الانقلاب تراجعت الدولة فى كافة المؤشرات العالمية على نحو مخيب حتى باتت تحتل دائما قاع الترتيب بين تلك الدول التى لا تمتلك حضارة 7 آلاف سنة، وإن تفضلت على غيرها بحكم ديمقراطي لا أثر فيه لتوغل العسكر على السلطة، بينما فى المقابل تصدرت دولة السيسي المشهد دائما فى كافة المؤشرات السلبية المعنية بتفشي الفساد والتخلف وانتشار الأمراض وانهيار مفاصل الدولة. منظمة الشفافية الدولية وضعت دولة العسكر فى موقعها اللائق عن الحديث عن تزايد الفساد فى 9 دول عربية خلال العام المنصرم على نحو لافت، مشيرة إلى أنه مع الأخذ فى الاعتبار بالوضع السياسي المتوتر فى لبنان والحرب المستعرة فى اليمن، تأتي مصر فى مركز متقدم للغاية على رأس القائمة العربية الأكثر فسادا. وأوضحت المنظمة -فى تقريرها- الصادر صباح اليوم الثلاثاء، أن 61% من مواطنى الدول المعنية "اليمن ومصر والسودان والمغرب ولبنانوالجزائر وفلسطين وتونسوالأردن"، يعتبرون أن الفساد ازداد انتشارا خلال السنة المنصرمة، غير أن البيانات تتفاوت بشكل كبير بين مختلف البلدان. وأضاف التقرير أن نسب الذين يعتقدون أن الفساد ازداد تصل إلى 92% فى لبنان و84% فى اليمن و75% فى الأردن، مقابل 28% فى مصر و26% فى الجزائر، بينما اعترف 77% من المستطلعين فى اليمن و50% فى مصر أنهم دفعوا رشوة لقاء خدمة عامة. وكشف أن الرأى العام فى لا يري تعامل حكومة السيسي على صعيد مكافحة الفساد إيجابيا، ويعتبر عمل السلطات سيئا برأى غالبية من المواطنين بنسبة تص إلى 58% فى مصر، مشيرة إلى أن عدم الرضا على قادة فاسدين وأنظمة فاسدة شكل محركا أساسيا لرغبة المنطقة فى التغيير، وخصوصا خلال تظاهرات الربيع العربى. واعتبر التقرير أنه بعد خمس سنوات تشير الدراسة إلى أن الحكومات لم تبذل سوى القليل لتطبيق القوانين ضد الفساد، معتبرة أن نقطة الأمل الوحيدة بين الدول تبقي تونس، خاضة أنها الوحيدة بين دول "الربيع العربي" التى لم تنزلق إلى الفوضى أو الديكتاتورية.