بعد احتلال دام 6 سنوات انتصرت مصر في حرب بين مصر و"إسرائيل" انتهى بهما الحال إلى مفاوضات وثقت بتوقيع اتفاقية سلام بين الطرفين. ففي مثل هذا اليوم ال17 من سبتمبر عام 1978 الذكرى ال34 على اتفاقية السلام التي وقعتها مصر مع إسرائيل بعد حرب الانتصار في السادس من أكتوبر عام 1973، والتي وقعت في منتجع كامب ديفيد الرئاسي بولاية ميريلاند القريب من عاصمة الولاياتالمتحدة عام 1978 بين الرئيس المصري أنور السادات ومناحم بيجن، رئيس وزراء إسرائيل، بإشراف الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، حيث أطلق على الاتفاقية اسم المنتجع الرئاسي التي وقعت فيه. كانت البداية بمفاوضات بعد إعلان الرئيس السادات عام 1977 استعداده للسفر إلى إسرائيل وإلقاء خطاب من داخل الكنيست، والذي قال مقولته التي حفرت في ذاكرة الشعب المصري والعالم العربي حينها: "ستدهش إسرائيل عندما تسمعني أقول الآن أمامكم، إنني مستعد أن أذهب إلى بيتهم، إلى الكنيست ذاته ومناقشتهم"، وألقى السادات بالفعل خطابًا أمام الكنيست الذي شدد فيه على فكرة السلام بين مصر إسرائيل، انتهى بدعوة السادات بيجين إلى زيارة مصر. ونتج عن هذه الاتفاقية حدوث تغييرات على سياسة العديد من الدول العربية تجاه مصر، وتم تعليق عضوية مصر في جامعة الدول العربية من عام 1979 إلى عام 1989، رفضا لتوقيع مصر على هذه الاتفاقية، ولكن من جهة أخرى حصل الزعيمان مناصفة على جائزة نوبل للسلام عام 1978، بعد الاتفاقية لجهودهما الحثيثة في تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط. وبعيدا عن البعد الدبلوماسي، فقد انقسم الشعب المصري حول قبول هذه الاتفاقية بين مؤيد ومعارض، وكانت أبرز مطالبات المعارضين لها عدم عرضها على البرلمان المصري والإفصاح عن تفاصيلها التي تبقى سرية حتى اليوم. وبعد 33 عاما من الاتفاقية قامت ثورة 25 يناير التي جعلت الشعب المصري شريكا في اختيار مصيره، وتعالت الأصوات المطالبة بمراجعة اتفاقية كامب ديفيد، كما كثرت الأصوات المطالبة بإلغاء الاتفاقية، وانتقد د. محمد عصمت سيف الدولة، مستشار الرئيس محمد مرسي للشئون العربية الاتفاقية مطالبا بضرورة تعديلها. كما اعتبرت بعض الأوساط العربية الاتفاقية مثّلت زلزال سياسي أثر على كافة مناحي المنطقة العربية والإسلامية، وأنها أعطت الشرعية والضوء الأخضر للعدو الصهيوني للتمادي في مخططاته الإجرامية والتهويدية بحق الأرض العربية والفلسطينية المحتلة، كما جاء على لسان المهندس ياسر خلف، الناطق الإعلامي لحركة الأحرار الفلسطينية، خلال ورشة عمل نظمتها الحركة في الذكرى ال34 لتوقيع اتفاقية مؤكدا أن العدو الصهيوني حصل بالمفاوضات والاتفاقيات الهزيلة ما لم يحصل عليه بالحرب. وفي تصريح للدكتور عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، وأستاذ العلوم السياسية والقانونية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة الذي قال فيه: إن جمهورية مصر العربية زمن مبارك كانت رهينة للإدارة الأمريكية والعدو الصهيوني، وأن مصر بعد اتفاقية كامب ديفيد أصبحت دولة عظمى داخل قمقم، مؤكدا أن الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك كان يسير ضمن مؤامرة كبرى مع العدو الصهيوني من أجل تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء المقاومة وأن الثورة المصرية قد وضعت حدا لهذه المؤامرة.