كشفت مصادر في بنوك وشركات صرافة مصرية، عن أن البنوك بدأت مبادلة العملات مع شركات الصرافة بالأسعار العالمية وبعيدا عن استخدام الجنيه المصري في عملية المبادلة للمرة الأولى وذلك عبر تعليمات شفهية من البنك المركزي. ونقلت "رويترز" عن مصدر مصرفي بأحد البنوك العامة قوله اليوم الخميس، "البنك المركزي وجه البنوك عبر تعليمات شفهية نقلت لمسؤولي قطاع الالتزام بالجهاز المصرفي وبدء تبادل العملات العربية والأجنبية بين شركات الصرافة من جهة والبنوك من جهة دون أن يكون الجنيه وسيطًا في عملية المبادلة للمرة الأولى." وأوضحت رويترز أن هذا يعني أن تقوم البنوك بتقديم الدولار لشركات الصرافة مقابل الحصول على العملات العربية منها بالسعر العالمي لتبادل العملات. وقال مسؤول في بنك خاص إنه يجري الآن تبادل العملات العربية والأجنبية مباشرة "بعد أن كانت في السابق تتم عن طريق بيع العملات مقابل الجنيه المصري، موضحًا أن التعليمات الجديدة هي "عملات مقابل عملات". وقال مدير تنفيذي في إحدى شركات الصرافة لرويترز "بدأنا بالفعل منذ فترة في الحصول على الدولار من البنوك مقابل مبادلتها بعملات عربية لدينا وخاصة الريال السعودي والدرهم الإماراتي.. المبادلات تتم بإيصالات رسمية وبالأسعار العالمية". وارتفع اليوم الخميس الدولار في السوق السوداء لما يقارب العشرة جنيهات مرة أخرى، ووصل سعر الدولار في تعاملات ما بين البنوك 8.78 جنيهات بعد خفض البنك المركزي سعر الجنيه 12 في المئة الأسبوع الماضي، ويباع الدولار للأفراد في البنوك بسعر 8.88 جنيهات. وسعى البنك المركزي من خلال خفض سعر الجنيه وعدة عطاءات استثنائية طرح فيها نحو 2.4 مليار دولار إلى التصدي لمشكلة شح الدولار وتوفير العملة الصعبة للمستوردين والقضاء على السوق السوداء. وبعد ركود استمر بضعة أيام في السوق السوداء عقب إجراءات البنك المركزي سرعان ما عاد النشاط فيها بقوة ليقترب سعر الدولار من مستوى عشرة جنيهات. وهبط سعر الجنيه في السوق السوداء يوم الخميس إلى ما بين 9.93 و9.95 جنيهات للدولار مقارنة مع 9.40 جنيهات الخميس الماضي. وهبطت احتياطيات مصر من النقد الأجنبي من 36 مليار دولار في 2011 إلى حوالي 16.5 مليار دولار في نهاية فبراير.