اقتحم العشرات من ضباط "حرس الحدود" والمخابرات في الكيان الصهيوني صباح الثلاثاء باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة بحراسة أمنية مشددة. ونقلت وكالات الأنباء الفلسطينية عن أحد العاملين في مركز "كيوبرس" المختص بشئون القدس والأقصى؛ إن 56 ضابطًا عسكريًا اقتحموا المسجد الأقصى منذ الصباح بلباسهم العسكري وأسلحة حراسهم، ونظموا جولة استكشافية في باحاته. وأوضح أن هذا تزامن مع اقتحام 51 مستوطنًا متطرفًا للأقصى، وتجولوا في أنحاء متفرقة من باحاته بحماية مشددة من القوات الخاصة وقوات التدخل السريع، إلا أن المصلين تصدوا بهتافات التكبير تلك الاقتحامات. وأضاف أن مجموعة من السياح أدوا صلاة توراتية خلال اقتحامهم الأقصى، إلا أن الحراس استدعوا عناصر شرطة الاحتلال، وحدث جدالًا بينهم ولم يتم إخراجهم، لافتًا إلى أن من السياح من علق العلم الإسرائيلي على القميص الذي يرتديه. وأشار إلى أن شرطة الاحتلال المتمركزة على البوابات شددت من إجراءاتها على دخول المصلين للأقصى، واحتجزت هوياتهم الشخصية ودققت فيها، لافتًا إلى انتشار عناصر الاحتلال بشكل مكثف في باب الساهرة ولا تزال شرطة الاحتلال تواصل للشهر السادس على التوالي منع عشرات النساء ضمن "القائمة الذهبية" من دخول الأقصى، ويواصلن رباطهن عند باب حطة في بلدة القدس القديمة. من جهته، أدان رئيس لجنة المقابر الإسلامية في القدس الحاج مصطفى أبو زهرة اقتحامات ضباط جيش الاحتلال و"حرس الحدود" للأقصى صباح اليوم، وتدنيس حرمته وقدسيته. وقال أبو زهرة: إن انتهاكات الاحتلال للمسجد الأقصى مستمرة على قدم وساق، ووصلت ذروتها اليوم باقتحام عشرات الضباط للمسجد ومن ذوي الرتب العالية، لافتًا إلى أن المسجد تحول اليوم إلى ثكنة عسكرية في انتهاك لقدسيته. ودعا الأمة العربية والإسلامية لأن تصحو على هذا الاعتداء الصارخ لحرمة المسجد الأقصى المقدس، وأن يحرره الله عز وجل من براثن الاحتلال. يذكر أن المسجد الأقصى يتعرض لسلسلة انتهاكات واقتحامات يومية من قبل المستوطنين وشرطة الاحتلال، وسط قيود تفرضها على دخول المصلين، مما يثير حالة من الاحتقان والغضب في صفوف الفلسطينيين. وتصاعدت في الآونة الأخيرة اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، ومحاولاتهم لأداء صلوات وطقوس تلمودية في باحاته، في إجراءٍ غير مسبوق ينذر بموجة استهداف وتصعيد جديدة غير مسبوقة ضد المسجد خلال الفترة المقبلة. وكثفت جمعيات ومؤسسات تنضوي تحت ما يسمى "اتحاد منظمات الهيكل" المزعوم دعواتها للمستوطنين للاستعدادات المبكرة والمشاركة الواسعة في اقتحامات جديدة ومتصاعدة ومكثفة للمسجد الأقصى، تمهيدًا لموسم الأعياد التلمودية الذي يبدأ قبل الربيع وتصل ذروته في عيد الفصح العبري نهاية نيسان القادم. وتأتي هذه الدعوات تزامنًا مع تصريحات لقادة أحزابٍ يمينية ووزراء بحكومة بنيامين نتنياهو لعدم الالتزام بالتفاهمات التي جرت مع الجانب الأردني بخصوص أعداد المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى. وفي المقابل، واصلت قوات الاحتلال استهدافها للمصلين من الرجال والنساء، عبر سلسلة إجراءات اتخذتها بحقهم، تتمثل في منعهم من الصلاة وإبعادهم عن الأقصى لفترات متفاوتة، وتشديد الخناق عليهم عند البوابات، وملاحقتهم، واحتجاز الهويات، بالإضافة إلى قطع مخصصات التأمين الصحي عن بعضهم. وتحولت ساحات الأقصى اليوم الثلاثاء إلى ثكنة عسكرية عقب اقتحام عشرات الضباط من جيش الاحتلال والمخابرات المسجد، بزيهم وعتادهم العسكري، في انتهاكٍ واضح لحرمته وقدسيته.