تدخل الثورة السورية عامها السادس مثقلة بإرث من الدماء والخراب والمعتقلين والمشردين والمهجرين، وحرب عالمية مستعرة على أرض الشام لاتبقي ولا تذر يتنافس تحت نيرانها 30 دولة اختلفت بينهم المسميات وتباينت الدوافع وتنافرت الخلفيات وتوحد الهدف على تدمير عاصمة الخلافة الإسلامية وإذهاق أرواح الأبرياء وفضح هوان المسلمين. حصاد مرير دفعته ثورة الأحرار فى سوريا تحت وطأة براميل بشار وغارات بوتين ومذابح الحرس السوري وحصار حزب الله وجدلية داعش، لتكون المحصلة أطلال من بلد عريق يئن بداخله بحسب تقارير أممية منذ فبراير 2011 وحتى يناير 2016، 250 ألف قتيل، وأكثر من 500 ألف مصاب، و170 ألف معتقل، و4 ملايين لاجئ ومشرد، يزيدون بمعدل 42 ألف شخص يجبرون على ترك منازلهم يوميا تحت وطأة القصف والتهجير، فضلا عن 400 ألف محاصر يعانون الموت البطيء.
وبين معطيات تفوح منها رائحة البارود ونتائج تسيل منها الدماء، أطلق نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج #كلهم_خذلونا ، ليرصد معاناة الشعب السوري من حاكم مخبول جلب الخراب على بلاده من أجل البقاء فى السلطة عنوة، وأطماع طائفية لإيران وجيوبها فى المنطقة، وصراع دولي للسيطرة على مقدرات الأمة، ما لبث أن اعتلي صدارة التريندات على الصعيد العربي.
الموت قدر
د. حاكم المطيرى –رئيس حزب الأمة الكويتي- تفاعل على الوسم الكاشف، قائلا: "الموت قدَرٌ مقدور على العرب هذه الأيام.. فإما أن يموتوا مقبلين فينالوا حريتهم، أو يموتوا مدبرين ويبقوا في عبوديتهم"، مضيفا: "يعلنون الحرب على داعش، ويشنونها على الشعوب العربية! #كلهم_خذلونا".
وكتب الناشط السياسي موسي العمر: "قهر الرجال.. هنا سوريا.. سوريا التي ما خذلت من طرق بابها قط.. اليوم تُخذل #كلهم_خذلونا"، فيما رد المعتصم بالله: "هي نتيجة تغير شعار الثورة من مالنا غيرك يا الله إلا مالنا غير امريكا واذنابها الغرب. حسبي الله ونعم الوكيل على كل خاين اللهم لا تأخذنا بما فعل السفهاء منا. اللهم اغفر لنا وانصرنا على القوم الكافرين الظالمين. رحمتك فينا يارب".
وغرد أبو خالد الحمصي: "صحيح أن الكل خذلونا ولكن نحن خذلنا بعضنا قبل اﻵخرين عندما شكلت مئات الكتائب وكانت وراء كل المصائب بدل أن نكون جيشا" واحدا" ، يعقوي أماكن الخلل والضعف وعندما يهاجموا فإنهم على قلب رجل واحد"، فيما علق أحمد عثمان: "لا يهمنا كلهم مادام الله معنا هذه الكبوة ولله رحمة من الله لنتوحد لكي نحب بعضنا لا ان نقتل بعضنا ولله ربكم كبير بإذن الله سوف نعود اقوياء اشداء على الكفار".
وعلقت أم حفص الأنصارية: "إن الله يمحص الناس.. وإن في هذه الحرب خندقان فقط، خندق يجتمع فيه الباطل والكفر والخيانة، وخندق يجتمع فيه التوحيد.. فاختاروا الخندق الذي تكونون فيه"، فيما كتب مصطفي خطيب: "اللهم اقهر من قهر المظلومين من السوريين واهلك الروس والإيرانيين وجعل هلاكهم على يدي المجاهدين حماة الدين".
سننتصر بالله
وكتب أحمد موفق زيدان: " تخليتم عن جمجمة العرب وهو العراق.. واليوم تتخلون عن قلبكم الشام #كلهم_خذلونا"، مضيفا: " من خذل ثورة الشام هو من ترك مدنها عريانة أمام القصف الروسي والمليشيات الطائفية الحاقدة، ولم يقدم لها مضاد طيران واحد"، فيما علق الإعلامي محمد صالح: "كلهم خذلونا.. هكذا بضمير الغائب الجمعي، ولك أن تسند كما تشاء".
وغرد صاحب حساب "المشتاق" قائلا: "الإسلام لن ينتصر بجنيف أو مجتمع دولي، وإنما سينتصر بالله.. فمتى ما أتبعناه ووحدناه كالإله وتوحدنا تحت رايته كعبيد فالنصر حليفنا"، فيما رد حمد الغماس رئيس مجلس إدارة قناة «المجد» الفضائية: "ما أقساها إذا انطلقت من قريب ينتظر نصرة من أهله.. لكم الله يا أهل سوريا".
ولخص الشاعر الكويتي أحمد الكندري المشهد: "كلهم خذلونا مع كل قطرة دم من 500 ألف شهيد، ومع كل دمعة أم، ومع كل أرملة ثكلى، ومع كل رجل ذاق قهر الرجال»، وأضاف: «ستسألون عنهم يا من خذلتم الشعب السوري"، وختم الصحفي جمال سلطان: "أخشى أن تصيبنا جميعا لعنة الدم، إذا خذلنا دماء الشعب السوري، لا أصدق أن الجميع عجزوا عن مجرد توصيل شحنة مضادات طيران.. كلهم خذلونا".