مثل الزائدة الدودية في جسد "السلفية" خرج ياسر برهامي، نائب رئيس ما يسمى ب"الدعوة السلفية" بالإسكندرية، ينعي ويتباكى على دماء الشهيد "زهران علوش"، قائد "جيش الإسلام" في سوريا، والذي قتل أمس في غارة للطيران الروسي، واصفًا إياه في محاولة مكشوفة لغسيل سمعته الانقلابية ب"أحد أفاضل الدعاة في سوريا"!. وكثيرا ما يظهر "برهامي" الآن بعدما لفظته بيادة العسكر، في ثوب الواعظ تراه متوجعاً متألماً لحال الأمة المنكوبة، مع أنه أيد نكبتها ودعم من زادها ألما على ألم، ولا بأس من خلط ذلك الحزن بشيء من دموع التامسيح البريئة على موقعه "أنا السلفي"، والتي لا صدق لدموعها في واقع الحقيقة إلا النفاق والخداع للسذج والمغفلين من حزب الكنبة.
بكى لي ظالمي ميتًا وأَدْرِي ... بضحكِ فؤادهِ بين الضلوعِ وأكذبُ ما يكونُ الحزنُ يومًا ... إِذا كان البكاءُ بلا دموعِ
برهامي قتل علوش! قال "برهامي" في بيان له: "إنا لله وإنا إليه راجعون فقدت الأمة الإسلامية والشعب السوري الشقيق فضيلة الأخ المجاهد الشيخ الداعية زهران علوش، أحد أفاضل الدعاة من أهل العلم القادة المجاهدين على منهج أهل السنة والجماعة".
وبلسان يقطر عسلا أكد برهامي أن "علوش ربى أجيالاً على التوحيد، وإتباع منهج السلف رضوان الله عليهم، ومن أكثر قادة المجاهدين السوريين فهمًا وإدراكًا للواقع، والتزاماً بمنهج السلف وله قبولا عالمياً واسعًا".
وحول مربط الفرس قال برهامي، متهمًا نفسه عندما هاجم بوتين صديق السيسي، قائلاً: "تترك الطائرات الروسية داعش يتحرك بحرية داخل مناطق سوريا ، وتستهدف زهران علوش، وهو من أكثر من حارب الفكر التكفيرى المنحرف والمقاومين لانتشار فكر داعش بالفكر ثم بالقوة .. نسأل الله أن يتقبله مع الشهداء"!
المفارقة أن "برهامي" في نفس الوقت لا ينفي ولا يتنكر من تأييد السيسي، الذي أيد ضربات الروس في سوريا، بل إن برهامي لم يتحرج عندما أعلنها السيسي صريحة أنه يؤيد بقاء السفاح بشار الأسد في سوريا، فأيهما نصدق برهامي الذي أيد السيسي وبوتين، ام برهامي الذي قتل "علوش" واليوم يمشي في جنازته؟!
بين "بلال" و"علوش" ويحاول "برهامي" في استماتة غريبة أن يمسح ما علق به من نجاسة "الانقلاب"، في ثوب شهداء سوريا مثل "علوش"، زاعما ان كلاهما ينتمي إلى ذات المدرسة "السلفية"، موحياً للآخرين خلال نعيه ل"علوش"، أنه يدعم الثورة والثوار في سوريا، حتى يتخفف من وزر الانقلاب الدموي بمصر، والذي خاض فيه هو واتباعه إلى ركبهم.
قد لا يخطئ المتابع أن "برهامي" لا يتحرك من تلقاء نفسه، ولا تخرج من فمه فتوى او تصريح إلا مدموغاً بختم الأمن الوطني – أمن الدولة سابقاً- وهو ما يفسر التضارب بين أقواله وأفعاله، فبينما يؤيد القتل والإعدام بحق رافضي الانقلاب في مصر، إذ هو يدعي أنه يؤيد الثوار في سوريا!
تناقض "برهامي" ومحاولة غسل تاريخه القذر، يكشفه الشيخ سلامة عبد القوي مستشار شيخ الأزهر في حكومة د.هشام قنديل، في فضحية مدوية لقيادات الدعوة السلفية بالإسكندرية وحزب "الزور" ، تؤكد تنازلهم عن دماء الشهيد سيد بلال، في مقابل الحفاظ على علاقاتهم بضباط أمن الدولة.
وسرد "عبد القوي" رواية أحد المحامين المشاهير الليبراليين الذين قاموا برفع قضية سيد بلال ضد داخلية الانقلاب؛ حيث أكد له أنه كان أول محامٍ قام برفع القضية وذهب إلى المشرحة وصور الجثة، ووثق عمليات التعذيب، ودلل على روايته بعدد من الشهود الأحياء.
وقال "عبد القوي" -نقلاً عن المحامي-: "وأنا في بيتي في الإسكندرية جاء إلى منزلي ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، وشخص آخر من قيادات السلفية، فتخيلت أنهم جاءوا لشكري على جهدي في القضية.. بما أن الشاب من ينتمي للدعوة السلفية؟؟ فوجدتهم يسألوني عن سبب رفعي للقضية؟ ومن الذي كلفني بذلك؟".
وتابع: "أوضح لي برهامي ومرافقه أن لهم علاقات طيبة بضباط أمن الدولة، وهم يريدون المحافظة عليها، بزعم استخدامها في خدمة الدعوة واستمرار فتح المساجد، وأن استمرار القضية سيسبب لهم أضرارًا في تلك العلاقة؛ مما دفعني لطردهم خارج المنزل".
وهنا يجب أن أذكر أن الشيخ محمد إسماعيل المقدم في درسه الأسبوعي يوم السبت بمسجد أبو حنيفة بشارع لافيزون بالإسكندرية بعد دفن بلال بحوالي يومين سأله بعض شباب السلفيين وعن موقف "الدعوة السلفية" من مقتل أحد أعضاءها وهو الشهيد سيد بلال، يبرر الدكتور محمد إسماعيل المقدم تخاذل صديقه "برهامي" بقوله:"إننا أصحاب دعوة ولسنا نظام يواجه نظام أخر .. ولدينا أنشطة وأعمال دعوية ومساجد يجب أن نضعها في الاعتبار عندما نتكلم عن المواجهة .. و من يريدنا أن نتظاهر فأقول له كيف .. ؟!! يعني نعمل مظاهرة وتيجي واحدة متبرجة تقف فيها بجوارنا !!
الشهيد "زهران علوش"، قتل في غارة جوية روسية في ضواحي دمشق، أيدها السيسي الذي أيده برهامي بدوره، واستشهد من قبله "سيد بلال" وتاجر برهامي بدمائه، وأكل بها خبزًا مع العسكر في دولة مبارك، والرسالة الآن تقول :"لا يخدعكم برهامي مرتين، ولا تكونوا تجارب مختبر لمن يتباكى ويتلوى ويتقلب على منابر الانقلاب، فكم من قائل غير فعال، وكم من مثرثر ليس له من ثرثرته إلا الكذب والظلم لنفسه وأمته".