أثار إعلان "حزب الله" اللبناني، اليوم الأحد، عن مقتل اللبناني "سمير القنطار" المعروف بلقب "عميد الأسرى" في غارة إسرائيلية، على مبنى سكني في منطقة جرمانا في دمشق، الكثير من اللغط حول الأسير اللبناني في سجون الاحتلال الإسرائيلي الذي تحول بفضل حزب الله وبشار الأسد إلى قاتل للشعب السوري. وكان حزب الله قد أعلن -في بيان له اليوم- أنه "عند الساعة العاشرة والربع من مساء يوم السبت (أمس) أغارت طائرات العدو الصهيوني على مبنى سكني في مدينة جرمانا في ريف دمشق، ما أدى إلى استشهاد عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية الأسير المحرر الأخ المقاوم والمجاهد سمير القنطار وعدد من المواطنين السوريين"، حسب بيان حزب الله. وأبدى العديد من نشطاء مواقع التواصل أسفهم على أن تكون نهاية القنطار بهذا الشكل حيث يقتل الرجل الذي ظل في سجون الاحتلال أسيرا طيلة ثلاثين عاما، داخل الأراضي السورية وهو يدافع عن نظام قمعي طائفي ويشارك في قتل وإبادة شعب حلم بالتغيير والحرية.
وكان "القنطار" يلعب دورًا غير معلوم ضمن صفوف "حزب الله" الذي يشارك في القتال إلى جانب قوات النظام السوري، الذي تسبب في قتل الآلاف السوريين وتهجيرهم وهدم منازلهم، وأقام مجازر جماعية بشعة ضد الشعب السوري. وعادة ما يتحفظ الحزب عن نشر تفاصيل المهام الأمنية والعسكرية التي يقوم بها مقاتلوه داخل الأراضي السورية حتى بعد مقتلهم. ونعى بسام القنطار، شقيقه على حسابه في موقع "تويتر"، من دون أن يذكر تفاصيل بشأن وفاته. كذلك، نعت القنطار، قوات "الدفاع الوطني" السورية التابعة للنظام على صفحتها في موقع فيس بوك، باعتباره أحد قادتها. وقالت قوات الدفاع عبر صفحتها: إن "جثمان القنطار أرسل إلى مستشفى في العاصمة دمشق". من جهتها، ذكرت وسائل إعلام سورية في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد أن عددًا من الصواريخ أصاب مبنى في منطقة جرمانا في العاصمة السورية دمشق، ما أدى إلى سقوط ضحايا عدة. مع اندلاع الثورة في سورية، اتخذ القنطار موقفًا داعمًا للنظام، ولكن أشخاصًا موالين للحكومة على وسائل التواصل الاجتماعي، قالوا إن الانفجارات غارة صهيونية يُعتقد أنها قتلت القنطار الذي دانته الاحتلال بمسؤوليته عن هجوم وقع عام 1979 وأدى إلى قتل أربعة أشخاص. وأفرج الاحتلال الإسرائيلي عن القنطار في 2008 في إطار صفقة تبادل للسجناء مع "حزب الله"، ومع اندلاع الثورة في سورية، اتخذ القنطار موقفًا داعمًا للنظام، وأسهم في تمويل مليشيا تابعة له في محافظة السويداء، جنوبي سورية.
ويأتي استهداف القنطار بعد أشهر من استهداف سلاح جو الاحتلال الإسرائيلي لقائد في الحرس الثوري الإيراني ومجموعة من قادة ومقاتلي حزب الله، بينهم ابن القائد العسكري السابق في الحزب عماد مغنية، بغارة على منطقة الجولان السورية في يناير من العام الحالي. وهو ما رد عليه "حزب الله" باستهداف دورية لجيش الحتلال على حدود لبنان الجنوبية مع فلسطينالمحتلة في الشهر نفسه.