لم يكتف بابا الكنيسة تواضروس الثاني بزيارته للأراضي المحتلة والتطبيع مع الكيان الصهيوني باستقباله في مطار تل أبيب، ولكن أراد أيضًا أن يورط شيخ العسكر أحمد الطيب؛ حيث قالت الكنيسة، في بيانها، اليوم السبت: إن تواضروس أكد في اتصال هاتفي تلقاه من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، فور وصوله إلى القدس، “أنه لن يدخل رام الله، أو القدس زائرًا، إلا بصحبة شيخ الأزهر”. الأمر الذي يبين أن بابا الكنيسة الذي دعم وخطط للانقلاب على الرئيس محمد مرسي في مصر، لم يعترض على زيارة القدس بتأشيرة إسرائيلية، ضاربًا بمشاعر المصريين جميعًا والمسلمين والعرب الذي يزعم الانتماء إليهم وقرارات المجمع الملي المقدس، عرض الحائط، ولكن يريد توريط أحمد الطيب معه، والذي يقوم الآن بالتحضير لمؤتمر في فبراير المقبل عن شرعية زيارة القدس تحت سلطة الكيان الصهيوني، وذلك لشرعنة هذه الزيارات للتطبيع مع إسرائيل، خاصة أن هناك مئات المؤتمرات والقرارات الدينية والشرعية أكدت على حرمة هذه الزيارات. إلا أن شيخ العسكر أحمد الطيب يريد التحايل على هذه القرارات الراسخة في نفوس العرب والمسلمين، ليخرج من جديد في مؤتمره القادم يعلن فيها أن العدو الأساسي هو التيارات الإسلامية تحت الزعم بخطورة "داعش"، ومن ثم يتم التحضير لاختلاق فتاوى جديدة يمرر من خلالها شيخ العسكر أن زيارات القدس ربما تكون دعمًا للفلسطينيين والمقدسات هناك، خاصةً أن أكبر قيادتين دينيتين قد زارا القدس برعاية صهيونية وهما مفتي العسكر علي جمعة وتواضروس. وأصدر"تحالف دعم الشرعية"، بيانا رفض فيه الزيارة. وكان المتحدث باسم الكنيسة المصرية، بولس حليم، قال في تصريحات سابقة إن "قرار المجمع المقدس بعدم سفر المسيحيين للقدس لم يتغير، رغم سفر بابا الكنيسة، تواضروس الثاني، إليها في مهمة دينية". وبحسب مصدر أمني بمطار القاهرة الدولي، غادر القاهرة، أول أمس الخميس، البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، متوجهًا على رأس وفد كنسي رفيع، إلى القدس عبر تل أبيب، في أول زيارة لشخصية تعتلي كرسي البابوية المصرية، منذ 35 عامًا. كما غادر على نفس الرحلة، حاييم كورين، سفير إسرائيل، متوجهًا إلى تل أبيب لقضاء عطلته الأسبوعية، بحسب مصادر أمنية بمطار القاهرة الدولي. وتأتي الزيارة الأولى للقدس من قبل البابا، رغم قرار أقره المجمع المقدس للكنيسة في 26 مارس /آذار عام 1980، في أعقاب اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، يقضي بمقاطعة زيارة الكنيسة للديار المقدسة، واعتبرتها "تطبيعًا مع إسرائيل التي تحتل القدسالشرقية (تضم أغلب الأماكن المقدسة المسيحية)". وقال الكاتب الصحفي وائل قنديل إن هناك رابطاً بين قفزة تواضروس الثاني، بابا الكنيسة المصرية، في مستنقع التطبيع الديني، وظهور باسم يوسف، المذيع الساخر، في حلته الشرق أوسطية النموذجية، في حفل جوائز "إيمي الأميركية"، في الوقت الذي تم فيه الإعلان عن قرب افتتاح ممثلية للعدو الصهيوني في أبو ظبي. وأضاف قنديل في مقاله اليوم بصحيفة "العربي الجديد" اليوم السبت "أنك لو أجريت عملية تركيب للمشاهد الثلاثة، ودققت فيها جيدًا ستكتشف أنك بصدد لحظة شرق أوسطية، نموذجية، وفقًا لأحدث نسخة من كتاب الشرق الأوسط الجديد تساعد لفهم الصورة أكثر، موضحًا أنه إضافة لكل هذه الأخبار نجد أن هيئة كبار العلماء التابعة للأزهر قرّرت في اجتماعها، برئاسة أحمد الطيب شيخ الأزهر، عقد مؤتمر عالمي عن القدس الشريف، في فبراير المقبل، من أسبابه "مناقشة ما يثار حول زيارة المسجد الأقصى، ومدى تأثيرها وانعكاساتها علي القضية الفلسطينية، ومصلحة الشعب الفلسطيني الشقيق"، من خلال ما وصفه الخبر اجتهادًا جماعيًا. وأشار إلى أن قضية التطبيع الديني قتلت بحثًا واجتماعات وتوصيات، منذ "كامب ديفيد" و"أوسلو"، وهناك قرارات معلنة وموثقة، ترفض زيارة القدس الشريف، تحت الاحتلال الصهيوني، باتفاق المؤسستين الدينيتين الأكبر، في مصر، الأزهر والكنيسة، متسائلا: "ما الذي استجدّ لإطلاق نفير الهرولة نحو العدو مرة أخرى؟ ".