كشفت حادثة سقوط الطائرة الروسية في سيناء عن عورات أجهزة الأمن المصرية التي تستعرض قوتها على النشطاء والثوار والصحفيين، في الوقت الذي تعجز فيه عن تأمين المنشآت الحيوية على امتداد حدود الوطن، بينما تفرغت ميليشيات الانقلاب لتأمين النظام المركزي وحماية عبدالفتاح السيسي على حساب الأمن العام. وفى الوقت الذى كشفت فيه وسائل الإعلام العالمية عن عيوب بالجملة في منظومة أمن المطارات المصرية بوجه عام، وشرم الشيخ على وجه الخصوص، توالت الصفعات على وجه داخلية الانقلاب بعدما فضحت صحيفة "إندبندنت" البريطانية العريقة، عن استخدام أجهزة مزيفة للكشف عن المفرقعات. وأكدت الصحيفة -في تقرير مطول- أن الأجهزة المستخدمة في تأمين مطار شرم الشيخ للكشف عن القنابل مزيفة، مشيرة إلى أن فرق التحقيقات اكتشفت أن رجال أمن أحد الفنادق في منتجع مطل على البحر الأحمر شوهدوا وهم يحملون بأيديهم أجهزة تشبه «جهاز الكفتة» وهو جهاز مزور انتشر حول العالم من صنع بريطانيين يقبعان في السجن حاليا. التقارير الصحفية المتعلقة بمنظومة الأمن المصرية المهترئة شأن باقي أجهزة دولة الانقلاب، نسفت جهود سلطات الانقلاب في محاولات تطمين السياح العالقين، خاصة في ظل توالي قرارات تعليق العديد من الدول الرحلات الجوية إلى مصر–بحسب "روسيا اليوم-. صحيفة "الصن" البريطانية التقت طرف الخيط لتفتش عن جدوى أجهزة كشف القنابل، حيث أكد خبراء المفرقعات أن الأجهزة المستخدمة في شرم الشيخ "عديمة الجدوى"، مشيرة إلى أن حراس الأمن الذي يحرسون الفنادق بما في ذلك المنطقة الدبلوماسية التي يقيم فيها السفير البريطاني، اكتشفوا أن الأجهزة مزيفة لا تحتوي على أي بطاريات، أو أضواء تحذيرية. اللافت في الأمر، أن أحد خبراء الأمن البريطانيين أكد أن الجهاز التي يمتلكه أفراد الأمن في المنتجع السياحي الأهم في مصر، يعد نسخة مزيفة من جهاز مزيف بالأساس وغير قادر على كشف المتفجرات، قام محتالون ببيعه في وقت سابق لعدد من الحكومات في الشرق الأوسط قبل أن يفتضح أمرهم. وكانت أجهزة الأمن البريطانية قد أعلنت قبل عامين القبض على محتالين أدينوا ببيع أجهزة كشف قنابل مزيفة لحكومات في الشرق الأوسط، بينهم رجل الأعمال البريطاني جيمس مكورميك والذي حكم بالسجن لعشر سنوات عام 2013 لبيعه ماسحات مزيفة للقنابل بقيمة خمسين مليون جنيه إسترليني للشرق الأوسط، بالإضافة للثنائي بنسوينرز سمويل وجون تري، اللذين أدينا بتهمة مشابهة العام الماضي 2014. ومع تواصل النكبات على منظومة الأمن في مطارات مصر، كشفت وكالة "أسوشيتد برس" عن عيوب في مطار شرم الشيخ بينها تعطل جهاز الكشف بالأشعة السينية المستخدم لمعاينة أمتعة الركاب، إضافة إلى التقصير في تفتيش المسافرين قبل الصعود إلى الطائرة. وشدد التقرير على وجود خلل في عمل جهاز الكشف على البضائع المنقولة جوا في منطقة الشحن، كما ذكر أحد الموظفين أنه كان يتم "إطفاء الجهاز لتقنين الكهرباء"، وأنه صالح تماما وكان يتم تشغيله عند عمليات التفتيش التي يجريها خبراء دوليون بشكل دوري. استخدام أجهزة مزيفة للكشف عن المتفجرات وتعطل جهاز الكشف بالأشعة السينية، والحديث عن تلقي عناصر الأمن في مطار شرم الشيخ لرشوة من أجل التعجيل بمرور الحقائب، يكشف بجلاء حجم الخلل الأمن الفاضح في منظومة العسكر، ويعزز من التكهنات التي أثيرت على سقوط طائرة "أيرباص 321" التابعة لشركة "كوجاليم آفيا" الروسية نتيجة لعملية إرهابية. أمن السيسي المزيف، الذي حاول أن يثبت كفاءة مصطنعة باعتقال الشباب والحرائر وعودة زوار الفجر والتنكيل بالصحفيين، لم يتسبب فقط في انهيار سمعة مصر الأمنية عالميا وزيادة مخاوف السائحين من السفر إليها، وإنما ضرب السياحة في مقتل وذبح الاقتصاد المحتضر بسكين الإهمال والفشل.