كوميديا سوداء تلك التى شهدتها مصر في الأيام السبعة الماضية، بعدما توالت الأحداث على رؤوس الشعب المنكوب مصحوبة ب«تاتش الانقلاب»، فغرق الإسكندرية في مياه الأمطار لتُخلف وراءها 9 قتلي صعقا بالكهرباء، وفرغت لجان الانتخابات من المواطنين فبارك المتنطعون لقائد الانقلاب، وجاءت المؤشرات العالمية لتفضح تراجع دولة العسكر واحتلال القاهرة بجدارة صدارة المدن الأسوأ سمعة في العالم. الفنان المبدع أحمد بحيري عاد ليلخص حال مصر في عهد الانقلاب العسكري عبر الحلقة ال 21 من برنامجه اللاذع «الأسبوع في كيس»، والذى افتتحه بالاستياء من المشهد المأساوي في عروس البحر المتوسط : «مرة واحد مصري غرق.. مات محروق!». المشهد الانتخابي كان الأبرز لفضح مرحلة "الاستربتيز" التى وصل إليها أنصار الحكم العسكري، بعدما اعتبر البعض أن عزوف الناخبين جاء خوفا على السيسي من برلمان يقلص من صلاحياته المطلقة، فيما لعب حزب النور دوره على أكمل وجه في المسرحية الهزلية منذ "خلع ملابسه" في 3 يوليو للعمل بهمة في "فرن الانقلاب" حتى ارتداها غاضبا بعد "صفر البرلمان" مهددا ب"حل الحزب" في انتظار تدخل عسكري لاقناعه بمواصلة دور "المحلل" وخلع ملابسه من جديد. واعتبر بحيري أن الإسكندرية فضحت عجز العسكر في إدارة شئون الوطن، بعدما سخرت الدولة أجهزتها بالكامل لحل أزمة يوم واحد في محافظة واحدة، ولكنها فشلت بجدارة، فغرقت عروس البحر المتوسط في مستنقع الانقلاب وظهر في المقابل "المعدية البشرية" وأكد العسكر على أهمية مصطلح "الجيش بيقولك اتصرف". وتابع أن الدولة التى أهملت كافة القطاعات "المرور والتعليم والصحة والإسكان والنظافة وغيرها" لتدار ذاتيا وتفرغت لمحاربة الشباب وقمع المعارضين لحكم العسكر، تعاملت مع كارثة الإسكندرية بإقالة المدني الوحيد "خيال المآتة" في دولاب المحافظة "هاني المسيري" وأبقت على 8 لواءات في رئاسة الأحياء واستعانة ب لواء جديد "أمين عز الدين" لتولي المحافظة، في رسالة ضمنية أن المدنيين هم السبب!. وقارن الفيديو بين تعامل الإعلام مع الأزمات في عهد الرئيس الشرعي محمد مرسي والهجوم الحاد على السلطة المنتخبة رغم تكاتف الجميع لإفشال حكم الثورة، فيما خرست الألسنة وتواري الهجوم مع نكبات العسكر وظهرت المبررات والتمريرات وكثرت الشماعات، ووحده واجه المواطنين مصيره الأسود بعد تنصل المسئولون –غير المسئولين- من المسئولية. ورصد بحيري توالي الأزمات من الإسكندرية إلى أسوان، وصولا إلى إقالة محافظ البنك المركزي هشام رامز بعدما اعترف بتسبب تفريعة السيسي في أزمة الدولار وتعيين طارق عامر المتهم في قضايا فساد، لتكتمل الكوميديا باعتقال حسن مالك المنهوبة أمواله واتهامه بالتسبب في الأزمة .. لتتوالي المشاهد السوداء في كوميديا العسكر.