«جوا الزنزانة إنسان.. واللي بيعذبه حيوان» تدوينة لخصت مشهد مأساوي لأبطال خلف أسوار العسكر لا يقبلون الضيم ولا ينزلون على رأي الفسدة، ولا يرضون الدنية فى دينهم أو وطنهم، فى مواجهة آلة قمعية استبدادية تجرد من الأدمية من أجل ترسيخ أركان حكم فاشي واستعادة الدولة البوليسية بوجهها القبيح. هاشتاج #جوا_الزنزانة ليس كغيره من اللافتات التى عرفت طريقها إلى صدارة تريندات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يرصد معاناة عشرات الألاف من الأحرار داخل المعتقلات يكابدون آلام التعذيب والتنكيل ويواجهون صعق وقمع الانقلاب، فى صمود وثبات أعجز أكابر العسكر وفضح عجزهم أمام أصحاب القضايا والمتمسكين بتحرير الوطن من قبضة الطواغيت دون أن تحاصرهم القيود أو تحجبهم الأسوار. وزين مقطع الأحرار وهم يصدعون بالحق ويرددون داخل محاكم الانقلاب ووسط جحافل مليشيا السيسي هتافات «يسقط حكم العسكر يسقط كل كلاب العسكر» الهاشتاج، فى مشهد أتعب مراقبيه وكشف عورات الجبناء والمنبطحين على عتبات الجنرال والمتنطعين على موائد الظلم، ليؤكد أن من هم داخل السجون هم وحدهم الأحرار. وسيطرت لغة الأرقام التى لا تكذب على تعاطي النشطاء مع «جوا الزنزانة» لتفضح جريمة السيسي بحق الوطن، باعتقال 3686 طالبا بات مستقبلهم نظريا على المحك لرفضهم السير ضمن قطيع العبيد، فيما ارتقي 31 شهيدا بالإهمال الطبي المتعمد من أصل قرابة 285 شهيدا لقوا نحبهم داخل أسوار العسكر تحت وطأة التعذيب، وحاصر الانقلاب 234 محاميا داخل الزنازين لحرمان المعتقلين من الدفاع فى عدالة مبتورة، فيما حاربت دولة ال 50% العلماء لتكتظ السجون ب 223 أستاذا جامعيا. ولم يسلم الأطباء من مقصلة الفاشية فضاقت القضبان ب 166 طبيبا، بينما تجسدت الجريمة فى أقبح صورها باعتقال وانتهاك مستقبل 3200 طفل دون ال18 عاما فى ذبح علني لمستقبل الوطن، بينما كشفت الصحافة عن واقعها المرير وكونها تعيش أسوأ عصورها على الإطلاق حيث لم ينج 166 صحفيا من قبضة التعتيم وكبت الحريات رغم مقتل قرابة 12 إعلاميا برصاص السيسي، وكشفت مأساة 800 سيدة وفتاة واقع المجتمع المرير. الناشط أبو حبيبة علق على مشهد المعتقلات المكتظة بعشرات الآلاف من الأحرار، قائلا: «جوا الزنزانة.. أشرف إنسان قاريء، وحافظ للقرآن، على بابه سجان آدمي جواه حيوان يهينه، هو الحر يتهان الحر جدع»، فيما لخص جهاد صقر المأساة: «جوا الزنازين أبطال.. خلف زنازين الظلم والقهر أحرار، تفانوا في خدمة وطنهم، وكان جزائهم الاعتقال والتنكيل بهم». صفحات حقوق الإنسان على مواقع التواصل لم تنس أبطال معركة الصمود، فعلقت صفحة الشهاب على قرابة 25 صورة تجسد مأساة المعتقلات وتسرد حكايا الأحرار: «جوه السجن انسان زي وزيك محبوس ظلم..أوعي تنساه»، وكتبت صفحة إكسر كلابش: «صباحكم حرية ياساكني الزنازين.. حقهم في رقبتنا». وكتب صاحب حساب شمس بلادي: «آلا لعنة الله على الصامتين، من أغمضوا عيونهم ليخدروا ضمائرهم»، وحذر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي من الصمت جريمة ربما تفوق فاشية العسكر خاصة وأن لغة الأرقام وضعت مصر التى تتذيل كافة المؤشرات العالمية فى عهد العسكر على رأس لائحة أحكام الإعدام فى العالم فى جريمة إعدام وطن تبدأ من «جوا الزنازين».