تعليقا على خطاب عبدالفتاح السيسي، قائد الانقلاب، ظهر اليوم السبت، والذي دعا فيه إلى ضرورة المشاركة في "انتخابات الدم"؛ أجمع عدد من السياسيين والخبراء الموالون للانقلاب على أن هذه الانتخابات ستحظي بأقل نسبة مشاركة على الإطلاق؛ خصوصا إذا قارناها بانتخابات 2011 بعد ثورة يناير، والتي شارك فيها 62% من جموع المسجلين في كشوف الانتخابات والذي بلغ ساعتها 52 مليون ناخبا. ويحذر هؤلاء الساسة من تفاقم الأوضاع السياسية والاقتصادية، مؤكدين أن الشعب "زهقان" ولن يشارك في الانتخابات بالصورة التي يرجوها قادة الانقلاب. هاشم ربيع: المصريون محبطون الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، يتوقع ضعف إقبال الناخبين على اللجان. ويفسر ذلك بأن الناخبين محبطون لأن نسبة المرشحين في الانتخابات ضعيفة على حد قوله ما يحصر الناخب في اختيارات محددة وهو مايراه يسهم في تكاسل بعض المواطنين عن التصويت، موضحًا أن الشباب يفتقدون روح الثورة في البرلمان المقبل، إضافة إلى ارتفاع نسبة البطالة التي يعاني منها معظمهم. وتابع في تصريحات صحيفة اليوم أن الناخبين يفضلون الذهاب إلى العمل فضلا عن النزول إلى لجان الاقتراع، وذلك في غضون الأزمة الاقتصادية التي لم تمر بها مصر.
وحيد عبد المجيد: الشعب سيقاطع وخطاب السيسي لن يؤثر أما الدكتور وحيد عبدالمجيد، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، فيؤكد أن "انتخابات الدم" سوف تشهد عزوفا كبيرا من جانب المواطنين عن المشاركة، مشددا على أن خطاب السيسي اليوم لن يؤثر في نسبة المشاركة. وفي تصريحات صحفية اليوم السبت يرى عبدالمجيد أن خطاب السيسي الذي دعا فيه المواطنين إلى ضرورة المشاركة في "انتخابات الدم"؛ يكشف أن هناك مؤكدة وصلت إلى السيسي بشأن عزوف الكثير من الناخبين عن التصويت في انتخابات مجلس النواب. سبب آخر يراه عبدالمجيد في عزوف الناخبين وهو عدم توافر مناخ انتخابي إيجابي جيد يثير الحماس في نفوس المواطنين، بحسب تصريحاته. وأوضح أن غياب المناخ الانتخابي الإيجابي، جاء نتيجة ضعف المنافسة بين الأحزاب والقوائم، فضلًا نوعية المرشحين المستقلين المتشابهين في برامجهم الانتخابية كونهم أصحاب أموال وممثلين للعائلات. ورجح مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن تكون نسبة المشاركة في هذه الانتخابات هي "الأقل" في تاريخ البرلمان المصري، متوقعا أن تكون نسبة المشاركة بين 10% و15%، وألا تزيد عن 20%. السناوى: مشاركة منخفضة ويقر عبدالله السناوى، الكاتب والمحلل السياسي المشهور بكراهيته الشديدة للإسلاميين عموما والإخوان خصوصا، بتراجع نسبة المشاركة في "انتخابات الدم" عن سابقتها في 2012 والتي بلغت نسبة التصويت فيها 62%. وبنبرة كسيرة قال السناوى في تصريحات ل"مصر العربية": خلال ساعات سيظهر لنا الرقم الحقيقى وحجم المشاركة، لكنها فى غالب الأحوال لن تضاهى الاستحقاقات الماضية". أما عن تفسيره لأسباب عزوف الناخبين عن المشاركة يرى السناوي أنها الهجوم المتكرر على ثورة يناير، ورموزها فى الإعلام، واختراق حرمة الحياة الخاصة، وتجفيف المجال العام؛ محذرا من التمادي في هذه السياسات لأنها تعني بحسب تصريحاته عودة الجماعة "الإخوان" التى (ثار!) عليها الشعب قبل سنتين في إشارة إلى الانقلاب على ثورة يناير والتجربة الديمقراطية أو عودة الماضى في إشارة إلى فلول الحزب الوطني الذين بات لهم فرصة ذهبية لاقتناص البرلمان باعتبارهم جمهور السيسي وموالوه. صادق: الملل أصاب المصريين ويفسر الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، تراجع نسبة التصويت في "انتخابات الدم" عن سابقتها لعدة عوامل أولها، تأجيل مواعيد الانتخابات أكثر من مرة، لافتا إلى أن المواطنين سئموا من تكرار عمليات التصويت على مدار السنين الأربع الأخيرة، فلم يعد هناك صبر ولا رغبة فى النزول مرة أخرى خصوصا مع استمرار نفس الأوضاع. وأوضح أستاذ السياسة، في تصريحات صحفية اليوم السبت أن السبب الثانى فى عدم رغبة الناس فى المشاركة، هو عدم معرفتهم بشكل كافٍ بالمرشحين، لاعتماد النظام الانتخابي هذه المرة على عدد كبير من الفردي، وصل 448 مقعد فردى فى مقابل 120 للقائمة، التى ضمت هى الأخرى شخصيات غير معلومة لعدد كبير من الناخبين. وأشار إلى أن الإعلام الرسمى، لجأ إلى حيلة الترهيب والتخويف فى وقت متأخر، باستخدام فزاعة عودة جماعة الإخوان، وترديد شعارات النزول، وهى غير مقنعة بشكل كاف على حد قوله. وأشار إلى أن مقارنة الاستحقاق الذى انطلق اليوم بالخارج بالاستحقاقات التى جاءت عقب ثورة يناير فى 2011 غير صحيح، ﻷن الوقت تغير عن السابق، ووقتها كان يوجد حشد شعبي كبير لعدم عودة الحزب الوطنى القديم، وكانت توجد مكينة انتخابية واسعة تابعة لجماعة الإخوان المسلمين. لكن هذه الاستحقاق لا يوجد فيه أليات للحشد، خصوصا مع حالة الملل الموجودة بين عدد ليس بالقليل من الناخبين على حد وصفه.