صعدت قوات داخلية الانقلاب اعتداءاتها بحق النساء المعارضات للانقلاب العسكري، قبيل الذكرى الثانية لمجزرة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، واعتقلت ميلشيات الانقلاب سيدة، بعد مداهمه منزلها، فجر اليوم الأربعاء، بمحافظة الفيوم. يأتي ذلك بعد أيام قليلة من اعتقال سلطات سجن جمصة شديد الحراسة، المهندسة رحمة مجدي زوجة الصحفي أسامة عز الدين الأحد الماضي، أثناء زيارتها له بالسجن. وقررت محكمة بلقاس بالمنصورة حبس "رحمة" 15 يومًا على ذمة التحقيق، بتهمة محاولة إدخال رسالة لزوجها أثناء زيارته. يذكر أن الصحفي أسامة عز الدين، مراسل قناة مصر 25، اعتقلته قوات الأمن منذ عام ونصف، وحكم عليه بالحبس 3 سنوات بتهمة حيازة كاميرا. من جانبه، أدان التحالف الثوري لنساء مصر الانتهاكات التي تمارسها قوات الأمن ضد النساء مطالبًا كل مناصري الحقوق والحريات، وكل منظمات المجتمع المدني بالتدخل لوقف هذه الانتهاكات. وقال التحالف - في بيان له نشره عبر صفحته الرسمية على موقع "فيس بوك"، اليوم-: "الانتهاكات من قبل الانقلاب بحق المرأة المصرية لم تعد من قبيل ما يمكن للعقل توقعه أو تقبله؛ مشيرة إلى اعتقال قوات الانقلاب المهندسة "رحمة مجدي"، زوجة الصحفي المعتقل "أسامة عز الدين"؛ على إثر زيارتها لزوجها أول أمس . وأضاف البيان: "قد يظن البعض أنها ربما تكون تضييقات عابرة اعتاد أهالي المعتقلين على الكثير منها؛ في حين استمرت نيابة الانقلاب اليوم في تعنتها وقررت بحبس "رحمة" 15 يومًا بتهمة إدخال رسالة لزوجها من أحد أصدقائه أثناء زيارته". وناشد كل من ما زال بداخلهم ضمير ينبض، من أجل إنقاذ الطفل الصغير "يس" والذي تركه الآن والده ووالدته والكثير من أفراد عائلته ما بين معتقل أو مطارد، فليس أقل من أن نتكاتف الآن جميعًا من أجل إعادة أمه له، مطالبا بسرعة الإفراج عن المهندسة رحمة، والإفراج عن كل فتاة وأم معتقلة، حيث يقبع منهن 98 فتاة وسيدة في معتقلات الانقلاب". منع المياه عن المعتقلات وفي سجن القناطر، منعت إدارة السجن دخول المياه المثلجة للمعتقلات، في ظل ارتفاع درجات الحرارة الشديد هذه الأيام، كما منعتهن من شراء المياه المعدنية من الكافيتريا وأجبرتهم على الشرب من مياه الحنفيات، التي لا تصلح للاستخدام الآدمي. وأكدت المعتقلات أن مياه الحنفيات ذات رائحة ولون كريه، حيث أنها قريبة لمياه الصرف الصحي، مشيرات إلى أنها لا تصلح للشرب أو الاستحمام، وأنهن كن يشترين زجاجات المياه المعدنية لتغنيهن عن استخدام مياه الحنفيات. الانتهاكات بحق الحرائر وفي أحدث إحصائية لها، رصدت منظمة هيومن رايتس مونيتور اعتقال الداخلية أكثر من 3000 سيدة منذ الانقلاب وحتى مارس الماضي، ما زال 56 منهن قيد الاعتقال. وأحالت السلطات الحالية 25 سيدة وفتاة للمحاكم العسكرية، منهن 2 حضوريًا، والبقية مطلوبات على ذمة قضية عسكرية. وتعتبر الطالبة إسراء ماهر، المعتقلة من داخل جامعة المنصورة، أول معتقلة تحصل على حكم عسكري، حيث صدر بحقها حكمًا بالسجن عامين وغرامة 50 ألف جنيه. أما أحكام الإعدام، فكانت من نصيب 4 سيدات، أبرزهن سامية شنن، والتي تعتبر السيدة الأولى التي يصدر بحقها حكم بالإعدام حضوريا في أحداث كرداسة. أما الحالة الثانية، فهي سندس عاصم الذي صدر ضدها حكم بالإعدام في ما يعرف بقضية التخابر الكبرى، بالإضافة إلى سيدتين حكم عليهما غيابيًا بالإعدام في أحداث المنيا. كما صدر بحق 5 معتقلات أحكام بالسجن المؤبد، أبرزهن الأختان هند ورشا المعتقلتين على خلفية أحداث رمسيس الأولى، كما صدر بحق 3 سيدات أخريات أحكام بالإعدام غيابيًّا. ومنذ الانقلاب وحتى نوفمبر الماضي، تم رصد 1147 حالة تحرش خلال مشاركة النساء في تظاهرات سياسية وأثناء اعتقالهن واحتجازهن، منهن 623 بميدان التحرير وواحدة أثناء الاحتفال بالانقلاب. كما أكدت المنظمات الحقوقية أن هناك ما يقرب من 50 حالة اغتصاب حالة قامت بها قوات الأمن ضد النساء والفتيات ، وثقت منها 20 منذ الانقلاب وحتى مارس الماضي، منهن 12 حالة بسجن الأبعادية. أما الشهيدات، فقد قتلت سلطات العسكر أكثر من 90 سيدة منذ الانقلاب وحتى الآن.