لم يخرج قرار سلطة الانقلاب بالتحفظ على أموال اللاعب محمد أبو تريكة "بطل النادي الأهلي ومنتخب مصر", عن كونه استكمالا لمسيرة الانقلابيين الانتقامية في استهداف كل الشرفاء والأحرار الذين أعلنوا رفضهم للانقلاب الدموي. لقد استطاع أبو تريكة -صاحب الشعبية الجارفة في عالم الكرة المصرية- بفضل أفعاله الإنسانية والوطنية أن يكون مضرب المثل بين أبناء جيله والأجيال التالية له.
دعم غزة ارتبط اسم محمد أبو تريكة بعشاق الكرة المصرية في فلسطين بعد موقفه الرائع الذي قام به عقب إحرازه هدفاً في مرمى السودان ببطولة كأس الأمم الإفريقية 2008 برفع قميص داخلي مكتوب عليه “تعاطفاً مع غزة”، وهو ما أشعل حماس الجماهير العربية وقت تعرض غزة للقصف الوحشي من جانب العدو الصهيوني، وكان موقف محمد أبو تريكة برفضه خوض مباراة السلام بين رموز وأساطير الكرة في العالم بدعوة من بابا الفاتيكان نظراً لوجود اللاعب الإسرائيلي موسى بن عيون، حيث كتب أبو تريكة عبر حسابه بموقع “تويتر”: "عفواً نحن نربي أجيال” تعقيباً على رفضه اللعب مع محتلي الأرض. أبو تريكة حرص أيضاً أثناء تحليله لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل على الدعاء لنصرة غزة في صلاة الفجر مع طاقم التحليل. كما ضرب أبو تريكة المثل بالبرازيل بدعايته للإسلام مع صديقه وائل جمعة بفضل زيارته للجالية الإسلامية في بلاد السامبا.
مجزرة بورسعيد كان أبو تريكة "الماجيكو" أكثر لاعبي الأهلي تقديراً للشهداء، وحرص على زيارة بعض الأسر في منازلهم بالسويس والقاهرة, ولم ينس الشهداء دوماً في ذكراهم، ورفض المشاركة مع فريقه في مباراة السوبر المحلي أمام نظيره إنبي، حيث كانت تلك المباراة هي الأولى للأهلي عقب أحداث مجزرة بورسعيد، مؤكدا تضامنه مع روابط الأولتراس على عدم استئناف النشاط الرياضي قبل القصاص لضحايا بورسعيد.
يوم للعمال والفقراء اشتهر أبو تريكة بفعل الخير فقد كان بشكل دوري يخصص يوما للعمال والفقراء للاقتراب من سور النادي الأهلي حين كان لاعباً لتوزيع هداياه وبعض الأموال عليهم. كما يعتبر أبو تريكة من اللاعبين القلائل ارتباطاً بمسقط رأسه بعد وصوله لقمة النجومية، حيث يحرص بين الحين والآخر على زيارة منزل عائلته الريفي بقرية ناهيا، وأداء الصلاة بالمسجد الكبير.
دعمه للثورة أعرب أبو تريكة عن سعادته بثورة 25 يناير واصفا إياها بأنها كانت خير تعبير عن طموحات وأحلام شباب مصر. وكشف أبو تريكة في تصريحات خاصة ل"العربية نت" في ذلك الوقت عن أنه كان ينوي المشاركة في المظاهرات من بدايتها، ولكنه فضّل الظهور في وقت متأخر لكي لا تسلط عليه الأضواء بدلا من الأبطال الحقيقيين للثورة, وفي أول انتخابات رئاسية بعد الثورة أعلن أبو تريكة تأييده للرئيس الشرعي محمد مرسي وبرنامجه الانتخابي.
رفض الانقلاب أعلن أبو تريكة رفضه للانقلاب العسكري منذ اليوم الأول وكل ما ارتكبه من مجازر راح ضحيتها آلاف المصريين وعلى رأسها مذبحة رابعة العدوية، كما كشفت مصادر عن رفضه مقابلة السيسي ضمن الوفد الرياضي قبيل انتخابات رئاسة الدم, كما أعلن عبر حسابه على تويتر مقاطعته لرئاسة الدم. وفي السياق رفض أبو تريكة مصافحة وزير الرياضة الانقلابي السابق "طاهر أبو زيد" في نوفمبر 2013 أثناء مراسم تسليم الميداليات وكأس البطولة، للمرة الثامنة في تاريخه، والثانية على التوالي، عقب تغلبه على أورلاندو بيراتيس الجنوب إفريقي بهدفين مقابل لا شيء. يذكر أن أبو تريكة قرر اعتزال كرة القدم وهو في أوج عطائه بملاعب كرة القدم، وعقب قيادته الفريق الأحمر للفوز بلقب دوري أبطال إفريقيا، والصعود لنهائيات كأس العالم للأندية بالمغرب، ويعود ذلك إلى الضغوط الإعلامية التي مورست على اللاعب المعروف برفضه للانقلاب العسكري.