تستحوذ قضية توفير الخبز المدعم للمواطنين على أهمية اجتماعية واقتصادية كبيرة، خاصةً في ظلِّ ما يعانيه الواقع الحالي لإنتاج وتوزيع الخبز المدعم بالعديد من المشكلات التي تحول دون تحقيق الهدف من تقديم الدعم لرغيف الخبز. "الحرية والعدالة" يرصد في السطور التالية اقتراحات وحلول القوى السياسية والشعبية بهدف تطوير أسلوب إنتاج الخبز البلدي المدعم، واستحداث آليات توزيع الخبز المدعم بما يضمن وصول الخبز المدعم للمواطنين، خاصةً في المناطق الأكثر تكدسًا. يقول محمد عبد الفتاح الكرار أمين حزب الحرية والعدالة بأسوان: إنه لا بد من وضع آليات جديدة لتطوير منظومة الخبز في المحافظة يتم العمل بها خلال الفترة القادمة, ليسهل الرقابة عليها، كما لا بد أيضًا من تفعيل حقيقي لمشروع فصل الإنتاج عن التوزيع، وفرض رقابة صارمة على المخابز؛ لمنع تسرب الدقيق والغش في إنتاج الرغيف، وعمل مراجعة شاملة للاشتراكات بالتعاون بين التموين واللجان الشعبية في القرى. وأضاف محمد عبد ربه حسن "أمين عام حزب الثورة بأسوان" أنه يجب تحرير سعر الدقيق, وفتح المجال للقطاع الخاص لاستيراد الدقيق وشرائه من المزارعين أو من المطاحن المحلية, وأن يتم إعطاء الدعم على رغيف الخبز من نقابة المخابز. من جانبه حمل مصطفي مندور "أمين حزب الأصالة بأسوان" مسئوليةَ أزمة الخبز بالمحافظة لحسام العربي "مدير عام التموين بأسوان"؛ لأنه على حدِّ قوله متباطئ في تطبيق القوانين, إلى حد التواطؤ, مشيرًا إلى أن الأزمة ليست في القوانين ولكن في تطبيقها. وطالب حمدي طاهر "عضو أمانة حزب الحرية والعدالة" بإنشاء هيئة عليا لحماية إنتاج الخبز من متخصصين يتسمون بالنزاهة والسمعة الطيبة ولديهم القدرة علي تحليل العينات المسموح بها من القمح ومنتجاته، ويكون دورها مراقبة جودة القمح المتفق على استيراده واستلام القمح المحلي ومراقبة جودته ومراقبة التخزين في الشون والصوامع. كما طالب "عبد الستار بدوي- مدرس أول" بفصل إنتاج الخبز عن توزيعه، ووضع المراقبة الجيدة للمخابز التي تهرب الدقيق للسوق السوداء، واقترح بخلط دقيق الذرة بدقيق القمح من المنبع للقضاء على تجارةِ الدقيق في السوق السوداء. كما اقترح "عبده المناعي- بقال" استلام الخبز من المخابز كاملة الحصة وتوزيعه عن طريق جمعيات أهلية أو شركات أو شباب وتوصيلة إلى المنازل مقابل اشتراك شهري؛ الأمر الذي سيمنع حدوث الكثير من المشاجرات بين المواطنين للحصول على رغيف الخبز. وأكد عبد الموجود عبد النعيم، صاحب مخبز، صعوبة إنتاج رغيف خبز مطابق للمواصفات، لأن ذلك سيكبد أصحاب المخابز خسارة كبيرة، نظرا لارتفاع التكلفة المباشرة وغير المباشرة، وأنه لو لم يتم صرف فروق السولار والحوافز المقررة للمخابز فسوف يسبب مشكلة كبيرة لأصحاب المخابز، والذي يؤدي إلى بيع الدقيق لمواجهة مصروفاته. وأشار حسن أبوراس "رئيس الجمعية النوبية بغرب أسوان" إلى أنه لا بد من إعادة النظر أيضًا في سياسات الاستيراد، خاصةً أنه كانت هناك مافيا الاستيراد في النظام البائد تسيطر على عملية الاستيراد؛ حيث إنها كانت تستورد أردأ أنواع القمح بشكلٍ يضرُّ الدولة والأفراد ويحقق مآربها الشخصية. ويضيف أن المصريين هم الوحيدون في العالم الذين يطلقون على رغيف الخبز كلمة "العيش"، وهذه الكلمة تعني العيش والحياة لما يمثل لهم من أهمية كبيرة، ويتابع قائلاً: "من الصعب أن يتم تغيير العادات الغذائية في مجتمع ما؛ لأن ذلك يحتاج إلى سنوات طويلة قد تمتد إلى عدة أجيال، مشيرًا إلى أن استخدام رغيف الخبز يقل مع ارتفاع المستوى المعيشي للفرد.