يرى خبراء علم النفس أن تفشي ظاهرة تعذيب وقتل المواطنين في أقسام الشرطة، يعود لعدة أسباب أبرزها إحساس العديد من رجال الشرطة بالنقص ورغبتهم في الانتقام من الآخرين. وقال جمال فرويز -أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة- إن تفشى ظاهرة التعذيب فى أقسام وسجون الشرطة يرجع إلى رغبة البعض فى الانضمام لجهاز الشرطة من البداية لإحساسهم بالنقص أمام المجتمع، بالإضافة إلى غياب الاستراتيجية الفنية لدى جهاز الشرطة فى التعامل مع المتهمين، ما يجعل من التعذيب الحيلة الوحيدة لدى الضابط للحصول على المعلومات، وإجبار المتهم على الاعتراف، واصفا ذلك ب "أسلوب الضعف".
ويري "فرويز" أن الرغبة فى الانتقام من الشعب الذى ثار عليهم دافع آخر يضاف لسابقيه يعيد بطش الداخلية، لافتا إلى أن التخلص من هذه العوامل النفسية التى تدفع الضباط للتعذيب يتمحور حول تطبيق اختبارات نفسية على راغبى الالتحاق بكلية الشرطة، وتدريب الضباط الشرطة وأمنائها وأفرادها على كيفية التعامل مع المجرمين والمتهمين. من جانبها، ترى سوسن فايد -أستاذ علم النفس السياسى بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية- أن بعض الضباط بحاجة للتأهيل النفسى وتعديل فى السلوك وترشيد لمفاهيم التعامل مع المجرمين والمتهمين، مشيرة إلى أن بعض الضباط لديهم استعدادا شخصيا للعنف، وبعضهم لديه رغبة فى التفوق على زملائه والحصول على الترقيات، فيلجأ لتعذيب المتهم، مطالبا بإخضاع ضباط الشرطة لمقابلات مع أطباء نفسيين قبل ضمهم لأكاديمية الشرطة، لاستثناء الأشخاص ذوى الميل للعنف.