أثار توقيع قائد الانقلاب الدموى عبد الفتاح السيسي على وثيقة إعلان مبادئ سد النهضة أمس الاثنين، بالعاصمة السودانية الخرطوم، موجة من الغضب فى الشارع المصري بعد تفريط النظام العسكري فى حق مصر التاريخي فى النيل والتنازل عن الحصة المقررة رسميا منذ مطلع القرن الماضى، وإلزام الأجيال القادمة باتفاقية تجبره على "العطش" الخراب. ورغم حالة الغموض التى فرضها العسكر على المفاوضات وإبقاء بنود الوثيقة طى الكتمان حتى تم التوقيع، رغم فضح الجانب الإثيوبي لتخاذل الانقلاب وتراخي قواده فى الدفاع عن حقوق المصريين، وتمسك أديس أبابا بمطالبها كاملة غير منقوصة، خرجت الأذرع الإعلامية لتهلل لتوقيع الوثيقة وتبارك خطوات القائد الملهم فى الاعتراف بالسد. الكاتبة الصحفية أيات العرابي كشفت –عبر صفحتها على موقع "فيس بوك" أكاذيب العسكر وفضحت ممارسات إعلامهم الفاشل، عبر 8 تصريحات أدلى بها خبراء المياه والسدود المحسوبين على الانقلاب العسكري، وسط حالة من الإجماع على أن سد "النكسة" لن يجلب على مصر سوى الخراب والعطش. المشهد الأول – ترعة "الأزرق" ونقلت العرابي فى أول مشهد، تصريح على لسان دكتور هاني رسلان -مؤيد للانقلاب-، قائلا: "سد النهضة الإثيوبي مجرد بداية لبناء سلسلة من أربعة سدود سيتحول معها النيل الأزرق بمجرد خروجه من الحدود الإثيوبية إلى مجرد «ترعة»" المشهد الثاني- ظلام الصعيد وأكمل رسلان المشهد الثاني: "السد العالي سيكون في وضع حرج حال بناء سد النهضة، والذي سيؤدي إلى نقص قدرات السد المصري من 25 إلى 40% بما سينتج عنه ظلام محافظات الصعيد إضافة إلى تعرض أراضي الدلتا للملوحة". المشهد الثالث- غرق الخرطوم وكشف علاء الظواهري -عضو اللجنة الثلاثية لتقييم مشروع سد النهضة- عن خطورة السد: "انهيار "سد النهضة" يتسبب في غرق مدينة الخرطوم، ووصول المياه إلى مصر ما يسبب أضرارا جسيمة على السد العالي". المشهد الرابع- سلامة السد ونقلت العرابي حديث الدكتور محمود أبو زيد -وزير الرى الأسبق- عن هشاشة السد الإثيوبي: "إذا حدث وانهار السد الإثيوبى فإن مدينة الخرطوم ستغرق بالمياه لمستوى 9 أمتار، وأنهم لم يستكملوا دراسات سلامة السد، وأنه معرض للانهيار لأن الخبراء قالوا إن دراسات السلامة لم تجر من الأساس".
المشهد الخامس – آثار كارثية وعادت العرابي لترصد تحليل علاء الظواهرى -أستاذ الهيدروليكا بهندسة القاهرة- حول السد الذى أقرت مصر بناءه وباركت خطواته واعترفت بحق الجانب الإثيوبي فى سلب المياه المصرية: "أثناء فترة ملء السد، وفي حالة تزامن الملء مع فترة فيضان أقل من المتوسط فإن الآثار ستكون كارثية، حيث من المتوقع فى هذه الحالة أن يؤدى ذلك إلى عدم قدرة مصر على صرف حصتها من المياه بعجز أقصى يصل إلى 19 مليار م3 (34% من الحصة) وبعجز متوسط 11 مليار م3 (20% من الحصة)، وذلك طوال فترة الملء والتي تمتد إلي 6 سنوات. وسوف يصاحب هذا العجز نقص في إنتاج الطاقة الكهرومائية من السد العالي (وجميع المنشآت الواقعة بعده) في حدود 40% لمدة 6 سنوات أيضا". المشد السادس – بوار وتشريد وأوضح الظواهرى: "التأثيرات السابقة تؤدي إلى نتائج بيئية واجتماعية خطيره، فكل 4 مليارات متر مكعب عجز من مياه النيل سوف يؤدى إلى بوار مليون فدان زراعي، وتشريد 2 مليون أسرة، وفقد 12% من الإنتاج الزراعي وزيادة الفجوة الغذائية بمقدار المنخفض من هذا الإنتاج، مما يستلزم المزيد من الاستيراد للغذاء لسد هذه الفجوة، بالإضافة إلى زيادة تلوث المياه والملوحة وعجز في مياه الشرب نتيجة انخفاض المناسيب، وزيادة تداخل مياه البحر في الدلتا مع المياه الجوفية، وتدهور نوعية المياه في البحيرات الشمالية بالإضافة إلي جميع المشاكل الاجتماعية المصاحبة. المشهد السابع – الفجوة الغذائية ونقلت العرابي عن د. نادر نور الدين -أستاذ الموارد المائية والأراضي بكلية زراعة جامعة القاهرة- مخاوفه من مجاعة تهدد مصر من استكمال بناء السد على وضعه الحالى: "أي نقص في حصة مصر التي تصلها من مياه النيل والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنويا تعني تعميق الفجوة الغذائية إلى 75%". المشهد الثامن – فيضان محتمل واختتمت العرابي عرضها لتحليلات الخبراء لمخاطر "سد النكسة" الذى وقع السيسي اتفاقية مبادئه، بتصريح الظواهرى أستاذ الهيدروليكا بهندسة القاهرة حول الكوارث المحتملة من انهيار السد المتوقع: "في حالة انهيا السد لأي سبب، سوف تصل المياه إلى سد "الروصيرص" بعد 8.5 ساعة، بارتفاع 110 أمتار، وتصل إلى سد "سنار" بعد 1.65 يوما، بارتفاع 34 مترا، ثم تصل إلى مدينة الخرطوم بعد 4.59 يوما وتصل المياه إلى ارتفاع 16 مترا، ثم تصل المياه إلى بحيرة ناصر بعد 18.27 يوما باتفاع للمياه قدره 18 مترا".