أكدت مصادر ليبية، أن انقسامات وخلافات تضرب صفوف الانقلابي خليفة حفتر، خلال الفترة الحالية، حيث تسعى عدد من القيادات العسكرية إلى الإطاحة به، تمهيدًا لإبعاده عن أي حكومة قد تنبثق عن الحوار الداخلي المزمع عقده برعاية أممية. جاء ذلك في الوقت الذي خرج فيه محمد الحجازي -المتحدّث باسم ما يسمى عملية الكرامة- ينفي تعرض خليفة حفتر لمحاولة اغتيال أول أمس، كما خرج حفتر نفسه لينفي تعرض قواته لموكب رئيس حكومة الأزمة عبد الله الثني، في أثناء زيارته مدينة بنغازي، مطلع هذا الأسبوع. وذكرت وكالة "رويترز" عن مصدر حكومي رافق عبد الله الثني، يؤكد قيام مجموعة مكونة من 70 مسلحًا قامت بتوقيف موكبه في أثناء محاولة مغادرة مدينة المرج، شرق بنغازي، مركز قيادة حفتر. كما أكد وزير الداخلية في حكومة الأزمة، عمر السنكي، أنّ "أحد الضباط التابعين لحفتر قد أخبرهم بأن طائرة الثني لم تُمنح إذنًا للهبوط في بنغازي، لكنّ الطائرة تمكنت من الهبوط في المدينة، حيث عقد الثني اجتماعات عدّة مع قادة عسكريين فيها. وقال خبراء في الشأن الليبي: إن حفتر يخشى أن يُخرجه الحوار الحالي، من دوائر صناعة القرار والنفوذ، وهو الهدف الذي يحاول تحقيقه رئيس حزب تحالف القوى الوطنية محمود جبريل، باعتباره يرى أن وجود حفتر كرأس حربة في المشهد السياسي والعسكري سيحرمه من فرصة اعتلاء السلطة في ليبيا. وأكدوا أنّ حفتر بنفيه الأخير، أخذ خطوة للوراء، خصوصًا بعد ظهور بوادر انقسام قبلي ومناطقي حول جدوى عملية الكرامة من جهة، وظهور منافسين له من داخل قواته المسلحة، من جهة أخرى. وأفادت مصادر قبلية ليبية، أن الاجتماع الذي عقدته قبيلة البراعصة المهيمنة على مدينة البيضاء، ثاني أهم معقل مؤيّد لحفتر في شرق ليبيا بعد مدينة المرج، شهدت انقسامات حول حفتر، إذ يؤيّد بعض قياديي القبيلة تولّي العقيد فرج البرعصي الذي أقاله حفتر من قيادة المنطقة الدفاعية، الجبل الأخضر، بعد اتهامه بسرقة قرابة مليون دينار، وقيامه بهدم وحرق منازل معارضين لحفتر وقتلهم، من دون حصوله على أوامر بذلك.