في مشهد مهيب، شيّع الآلاف من أهالي محافظة القليوبية ومدينة الخانكة بعد صلاة الجمعة اليوم من مسجد أبو مترد بمدينة الخانكة، جثمان الحاج الدكتور منصور عبد الظاهر غنية أحد كبار الإخوان المسلمين بالمحافظة وسط حالة من الحزن على فقدانه. ولد الدكتور منصور عبدالظاهر غنية بقرية كفر شبين التابعة لمركز شبين القناطر محافظة القليوبية، في الثاني من شهر أبريل لعام 1938م، نشأ فيها منذ نعومة أظفاره ثم انتقل في عام 1942م إلى الخانكة مع عائلته ولا يزال مقيم بها حتى وفاته، التحق بالثانوية العامة في شبين القناطر ثم حصل بعدها على كلية العلوم عام 1962م ثم حصل على دبلومه في معهد الدراسات الإسلامية، التحق بركب الدعوة في عام 1951م وكان ذلك بعد إتمامه الابتدائية القديمة، كان له نشاط ملحوظ في المدينة من أعمال خدمية لأهالي المدينة فشارك وبعض إخوانه في مشروع محو الأمية. اقتنع الأستاذ منصور عبد الظاهر عن علم ويقين بالمنهج الإسلامي في تغيير المجتمعات وصلاحيته لكل زمان ومكان واختلاف هذا المنهج عن أى منهج وضعي، وكان عضواً سابقاً بالمكتب الإداري لمحافظة القليوبية حيث كان مسئول عن قسم نشر الدعوة بالمحافظة. بوفاة الحاج منصور طويت صفحة من صفحات جهاد جماعة الإخوان المسلمين حيث قضى عدة سنوات بالسجن الحربي في عهد جمال عبدالناصر من أجل إعلاء كلمة الدين وتحرير الأوطان، واعتقل غنية في يوم الواحد والثلاثون من شهر أغسطس سنة 1965 وخرج من المعتقل في يوم الثالث من شهر أبريل لعام 1974م . أحب العلم الشرعي غاية الحب وتعمق في وتعلق قلبه وعقله وفكره بالقرآن دستور الأمة وعكف في مشوار حياته على قراءته وتدبره وتعلمه والاستزادة من العلم الشرعي والفقه الإسلامي وأصول الفقه ليكون الزاد على فهم دعوة الإسلام الوسطية ما إن خرج من السجن حتى استأنف رحلته مع تعليم الناس الإسلام واستكمالاً لجهاد لا ينقطع فقام بعمل دروس العلم في المساجد وتنظيم الدورات لأئمة المساجد لكيفية تجديد الخطاب الدعوي من خلال عمله كمسئول عن قسم نشر الدعوة في محافظة القليوبية وكان نتاج تلك الدورة أن قام بتأليف كتاب (مع الدعوة والدعاة ) ويعتبر من الكتب القيمة فقد استخلص فيه من كتاب الله عز وجل أصناف الناس في القرآن وكيف تعامل القرآن مع كل صنف ليستفيد الدعاة والخطباء من ذلك. وكان بيته مفتوحا للجميع من طلبة العلم وشباب الأمة وشباب الإخوان فلا يغلق بابه أمام أحد ابتغاء لمرضاة الله وحملا لدعوة الإسلام وتوريثها بين شباب الأمة.