يحقق الانقلاب مقولة "من أعان ظالما على ظلمه سلطه عليه" .. .. فبعد مسيرة من الانبطاح أمام العسكر والمشاركة في الانقلاب على الشرعية الدستورية والشعبية في 30 يونيو، انقلب النظام على حلفائه من الشباب والأحزاب والإسلاميين، كما توعد قائد الانقلاب مرارا بأنه ليس لديه فاتورة لحد، وسجن كثيرًا ممن شاركوا بالانقلاب ووفروا غطاء شبابيا أو ثوريا -حسب إعلام الانقلاب- ومنع كثيرا من السلفيين وأعضاء حزب النور من الخطابة، ولم يتوقف عن تهديداته عبر وسطاء والشخصيات المقربة من القيادات الانقلابية بضرورة حل حزب النور. وآخر محطات التسلط الانقلابي على رفقاء الانقلاب، ما تضمنته الكتب الدراسية بالمرحلة الثانوية، حيث أكد أحد الدروس بأن حزب النور غير دستوري. وفي هذا السياق، أعلن حزب "النور" رفض توصيفه بأنه حزب "غير دستوري"، وفيما أقر المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، هاني كمال، وجود عبارات في المنهج الدراسي لطلاب الصف الثالث الثانوي تتعلق بحزب النور السلفي، دعا إلى تقديم طلب فيما يراه البعض خطأ للنظر في تعديله من عدمه. والفقرة التي أثارت استياء الحزب، من كتاب التاريخ للصف الثالث الثانوي العام، للعام الدراسي الجديد 2014-2015، جاءت تحت عنوان "تطور وقائع ثورة 25 يناير". وجاء نص الفقرة كالتالي: "تصدرت الجماعات الإسلامية المشهد، وأظهروا أنفسهم أمام الناس بأنهم مفجرو الثورة، وساعد ذلك على صعودهم والسماح لهم بتكوين أحزاب سياسية مثل (الحرية والعدالة) و(النور) و(الإصلاح)، رغم مخالفة ذلك للدستور وللمادة الثمانة من قانون الأحزاب، التي تحظر قيام أحزاب على أسس دينية بشكل مباشر أو غير مباشر". وأوضح رئيس حزب النور، يونس مخيون، في بيان له الثلاثاء، أن "لجنة وضع كتاب التاريخ للصف الثالث الثانوي قامت بوصف الحزب في الباب الثاني (من الكتاب) بأنه حزب قام بمخالفة الدستور والقانون". وأشار إلى أن "اللجنة ليس من حقها ولا من صلاحياتها الحكم على شرعية الأحزاب من عدمها". وتساءل رئيس حزب النور السلفي: "كيف يتسنى للجنة عند وضع منهج تعليمي أن تحكم على حزب تتعامل معه الدولة ومؤسساتها أنه حزب غير دستوري وغير قانوني؟"، مطالبا ب"محاسبة المسئولين عن وضع منهج كتاب التاريخ وتدخل رئيس الوزراء إبراهيم محلب شخصيًا". المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم المصرية، هاني كمال، قال في تصريحات إعلامية: "تم إضافة ثورتي يناير 2011، ويونيو 2013 بكتاب تاريخ الصف الثالث الثانوي في تعديل تم بالمناهج، وفي الفصل الثامن ذكر المؤلفون جملا بسيطة دون تحليل، ومنها ما جاء عن حزب النور". وأضاف أن أي خطأ يراه البعض من جانبهم في الكتاب يتقدمون بطلب للوزارة للنظر في تعديله من عدمه إذا ثبت أنه صحيح، علاوة أن وزير التربية والتعليم (محمود أبو النصر) لا يؤلف الكتب ولا يتدخل في عمل مؤلفي المناهج.