يعقد اليوم الأحد مجلس الجامعة العربية، على مستوى وزراء الخارجية العرب، اجتماعا في دورته العادية ال142 برئاسة موريتانيا،والذي يعد الاجتماع الأخطر والأكثر اهتمامًا وتأثيرا، نظرًا لما تشهده المنطقة العربية من أزمات، حيث يبحث وزراء الخارجية 27 بندًا تم رفعها من المندوبين الدائمين الذين اختتموا أعمال اجتماعهم في وقت متأخر من مساء الخميس الماضي. من أبرز البنود المتوقع بحثها اليوم العدوان الإسرائيلي على غزة ومتابعة التطورات السياسية للقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، وتفعيل مبادرة السلام العربية، ومتابعة تطورات الوضع في العراق وليبيا. ومن المنتظر أن يشارك الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في الاجتماع ويلقي كلمة أمام وزراء الخارجية حول مستجدات الأوضاع الفلسطينية، كما يرفع إلى وزراء الخارجية ما يتعلق بالقضية الفلسطينية تقرير الوفد الفني الذي أوفدته الجامعة إلى غزة لتقديم مساعدات وبحث الوضع الميداني في غزة على الأرض من حيث صور التدمير التي لحقت بالقطاع ومنشآته الطبية والحيوية جراء العدوان الإسرائيلي الأخير. كما يبحث وزراء الخارجية الأوضاع في سوريا، ومن المنتظر أن يلقي رئيس الائتلاف السوري هادي البحرة، كلمة أمام الاجتماع يعقبها نقاش حول الوضع الراهن في سوريا، فيما لن يتسلم الائتلاف مقعد سوريا إنما يشارك بصورة استثنائية في الاجتماع خلال مناقشة الوضع السوري. ويتوقع أن يعقد الوزراء جلسة خاصة بليبيا يتم خلالها الاطلاع على تقرير لمبعوث الأمين العام الخاص بليبيا ناصر القدوة ، فضلا عن بحث مشروع قرار بهذا الخصوص رفعه مجلس الجامعة على مستوى المندوبين إلى الاجتماع الوزاري العربي. ويتضمن الاجتماع أيضًا مناقشة الأوضاع في العراق ، واليمن، وغيرها من الدول العربية. ومن بين الملفات الأكثر أهمية على جدول الاجتماع ملف تطوير الجامعة العربية، والذي لاقى اعتراضًا ومناقشات طويلة بين المندوبين الدائمين، وخرجت أنباء عن اختلافات كبيرة، لم ينفها المندوبون بعد الاجتماع، مشيرين إلى أن نقاشًا كبيرا جرى حول مكاتب الجامعة في الخارج، فيما خرج سفير الجزائر ومندوبها لدى الجامعة، ليؤكد في تصريحات له أن هناك أزمة وأن هناك من لا يريد التغيير، بل ووجه اتهامه للجامعة العربية التي قال إن اجتماعاتها تعددت واللجان كثرت والبرامج تشعبت والبيانات تكدست بالأطنان، وليس لذلك أو ذاك مردود على المواطن العربي الذي سئم من الجامعة ومن اجتماعاتها. وتجدر الإشارة إلى أن القرارات التي ستتمخض عنها أشغال اجتماعات وزراء الخارجية العرب ستشكل أساسا للتحركات العربية خلال الاجتماعات المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك خلال الشهر الحالي، والتي ستشكل فرصة لطرح عدد من القضايا العربية وحشد الدعم الدولي له. ومن المنتظر أن يشارك في الاجتماع "أنطونيو جوتيريس" المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، وبيير كريتيول، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين بالشرق الأدنى (الأنروا)، حيث يلقي كل منهما كلمة في افتتاح أعمال الاجتماع، كما يقدم مفوض الأنروا تقريرًا حول وضع المنظمة، وما تحتاج إليه من دعم من جانب الدول العربية.