"لمبة الجاز" الحل الوحيد أمام أهالي الفيوم.. وأصحاب الورش يهددون بالعصيان المدني تزايدت معاناة سكان محافظة الفيوم مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة بصورة كبيرة هذا العام، نتيجة استمرار انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة تتراوح ما بين الساعة والثلاث ساعات بإجماليٍّ قد يصل إلى 10 ساعات على مدار اليوم عن معظم مدن ومراكز المحافظة وسط تجاهل تام من قبل المسئولين! تفاقمت الأزمة بالريف عن المدن بصورة بدت أكثر وضوحًا، حيث لجأ الأهالي إلى استخدام المولدات الكهربائية، ومن هنا تبدأ معاناة جديدة حيث البحث عن السولار اللازم لإضاءتها. في الوقت الذي لجأ فيه آخرون إلى استخدام الكشافات الكهربائية والبطاريات أو الشموع لمواجهة الأزمة المستمرة. بعد مقتل طفل تحت عجلات اللودر بسبب انقطاع التيار الكهربائي المواطنون يمنعون أطفالهم من الخروج ليلًا ولجأ آخرون إلى لمبة الجاز حيث العودة إلى الحياة البدائية، ومنهم من فضل العيش على ضوء القمر بعيدا عن ضوضاء وصيحات الداعين على النظام الحالي الذي تسبب في إفشاء الأزمة. أوضحت أميمة رمضان -أحد سكان مركز أبشواي- أنها تمنع أبناءها من الخروج بعد المغرب، خوفًا عليهم من أي حوادث، وخاصة بعد مقتل الطفل إسلام حسن ميزار الشهر الماضي تحت عجلات اللودر أمام الأستاذ الرياضي بمدينة أبشواي بسبب الظلام الذي خيّم على المنطقة. قال ع. م -أحد سكان مركز يوسف الصديق- ساخرًا: الكهرباء عندنا بين البنين.. يعني لا قاطعة ولا منورة، اختراع جديدة زي اختراع الكفتة. استكمل حديثه قائلا: ناشدنا المسئولين أكثر من مرة لوضع حل لهذه المشكلة، ضعف التيار الكهربائي أدى إلى إتلاف الأجهزة الكهربائية والمنزلية ولكن دون جدوى. فيما هدد عدد كبير من أصحاب الورش والمحال التجارية بالمنطقة الصناعية بمدينة الفيوم بعدم دفع فواتير الكهرباء لهذا الشهر، مؤكدين أن هذه الورش الصغيرة مصدر رزقهم الوحيد للإنفاق على أسرهم، فيقول م. ح صاحب ورشة: بتصاعد الأزمة فإن الحكومة تسكب الزيت على النار أمامنا وتجبرنا على العصيان المدني أو النهب والسرقة والبلطجة، مادامت مصانع رجال مبارك المتهربين من الضرائب تعمل ليل نهار وورشنا الصغيرة مقطوع عنها النور.