أكد الشاعر والكاتب الصحفي عبالرحمن يوسف أنه على يقين بإن الانقلاب العسكري سيسقط قريبا جدا بإذن الله تعالى، وأن سقوطه مرتبط فقط باتحاد حراك الشارع واقتناع الثوار بإن مطالبهم واحدة، موضحا أنه في تأخير سقوط الانقلاب فوائد عدة منها "أن الله يفضح من لا خير فيهم، ويجعل كل من في قلبه مثقال ذرة من استبداد يتورط في تأييد الوضع الحالي" قال "يوسف" في مقالة صحفية بعنوان "في ذكرى مجرزة الأربعاء الأسود" :بعد مرور عام على مجزرتي رابعة العدوية والنهضة نستطيع أن نقول بكل ثقة، وبعد بحث واستقصاء، إن الغالبية العظمى من الذين أيدوا الفضَّ نادمون على تأييد ما حدث في ذلك الأربعاء الأسود". وجه الكاتب خلال مقاله 6 رسائل هامة لكل من "الشهداء والمصابين والمعتقلين، والذين شتموا وشمتوا في دماء المعتصمين السلميين،ولكل من شارك بالقتل، ولأجهزة الإعلام التي مهدت للمجزرة قبل وقوعها، وباركتها وبررتها، وللدول التي دعمت الانقلاب وباركت المجزرة، وللسذج الذين أيدو الفضَّ ثم ندموا بعد أن رؤوا القتل وعواقبه" وجه رسالته الأولى لأهالي الشهداء والمصابين والمعتقلين بقوله : طوبى لكم، ولا تحسبوه شرا لكم، بل هو خير، والله ثم والله إن هذا اليوم سيظل خالدا في تاريخ مصر إلى الأبد، وقريبا جدا سيتحول موقف كل مصري من هذه المجزرة إلى مفخرة يفخر بها، أوعارٍ يحاول إخفاءه كي لا يعيش في الخزي هو وذووه" مضيفا " وأقول لشهداء الحرس الجمهوري والمنصة ورابعة والنهضة ورمسيس وما بعدها ... الحقوا بإخوانكم من شهداء ثورة الخامس والعشرين من يناير، في جمعة الغضب، وفي محمد محمود، وفي مجلس الوزراء، (وفي أي يوم أو موقعة استشهد فيها الثوار)، وفي سائر محافظات مصر من أقصاها إلى أقصاها، فجميعكم مات من أجل مطالب عادلة، وقتلكم من قتلهم وهم سلميون، عزّل، فمن من ارتقى من الشهداء له الجنة، بإّذن الله وله شفاعة في أحبابه وأعزائه، وله الخلد في سجل الشرف في هذه الدنيا. وتابع :الي المصابين وذويهم أقول لهم " ستكون إصاباتكم مدعاة فخر لكم ما كتب الله لكم أن تعيشوا، أما المعتقلون وذووهم فأقول لهم اصبروا، فالفرج قريب، وإياكم واليأس، واعلموا أن سجناءكم في خير كبير ما دمتم صابرين، واعلموا أن كل يوم يمر يزيد به المعتقل رفعة عند الله، واحتراما عند الناس، وتزيدون به أنتم في الدنيا والآخرة". ووجه يوسف رسالته الثانية إلى الذين شتموا وشمتوا قائلا لهم " لا شماتة، ولا شتيمة !، لسنا مثلكم، ومهما فعلنا لن نبلغ عشر معشار انحطاطكم. فكل من شمت في قتلى ذلك اليوم أذله الله (حَدَثَ ويَحْدُثُ وسَيَحْدُثُ) ! أما الرسالة الثالثة فكانت لكل من شارك بالقتل : "حسابك قريب، أقرب مما تتخيل، وسوف يكون حسابا عسيرا، ولن يكون الحساب بمجزرة حقيرة كالتي ارتكبتموها، بل سيكون بمحاكمة عادلة، ولكن هذه المرة لن تستطيع إتلاف الأدلة، ولن تتمكن من تهديد الشهود، ولن تقدر أن تهرب من تنفيذ العقوبة،، حسابك أيها القاتل هنا في مصر، وليس في "لاهاي"، وليس في أي مكان آخر سوى مصر، محاكمات هدفها العدل لا الانتقام، وطريقها القصاص لا الثأر !" ووجه الرسالة الرابعة لأجهزة الإعلام التي مهدت للمجزرة قبل وقوعها، وباركتها وبررتها بعد ارتكابها، قائلا لهم "غالبيتكم لا خلاق له، ولا علاقة له بالإعلام، ولستم إلا تشكيلا عصابيا من المخبرين، وحسابكم ربما يكون من الناس في الشوارع قبل أن تصلوا لقفص المحاكمة وتأكدوا أنه لن تنفعكم يخوتكم التي جهزتموها للهرب، ولن تنفعكم "تربيطاتكم" في الدول اياها ! فأنتم شركاء في الدم، وشركاء في النهب، وشركاء في الانتهاكات، وشركاء في إفساد الحياة السياسية" الرسالة الخامسة كانت للدول التي دعمت الانقلاب وباركت المجزرة قائلا لهم "ستعلمون مكانة مصر بعد أن تتحرر من أذنابكم، أما ملياراتكم التي بددتموها على سفهاء النظام الساقط فهي دين شخصي على هؤلاء القتلة، ولا علاقة للأمة المصرية بهذه الديون، هؤلاء مجموعة من اللصوص، ومؤامراتكم واتفاقاتكم معهم مشكلتكم، لن تنالوا دولارا واحد مما دفعتموه تأييدا ودعما للانقلاب !" اما الرسالة السادسة فكانت لمن وصفهم بالسذج الذين أيدوا الفضَّ ثم ندموا بعد أن رؤوا القتل وعواقبه" قائلا لهم "مبارك لكم بوادر صحوة إنسانيتكم، ولكن كفارتكم – إن كانت لكم كفارة – أن تجهروا بالحق، وأن تعينوا الأحرار الذين ما زالوا في الشارع، وأن تعملوا من أجل عودة دولة الحرية لمصر، كما ساعدتم على عودة دولة الأسياد والعبيد، وإلا فأبشروا بالخسران في الدارين، وعلى كل من سَلَّطَ لسانه على هؤلاء المعتصمين، وكل من حرّض عليهم، عليه اليوم أن يفعل أضعاف ما فعله آنذاك".