قادة المخابرات الإسرائيلية تناولوا الإفطار مع مدير المخابرات المصرية، وعادوا بقرار ضرب حماس لإفشالها المبادرة المصرية خاص كشف "باراك رافيد" -المحلل السياسي بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليوم الجمعة 18/7/2014- عما قاله إنه (كواليس قرار شن العملية البرّية)، مؤكدا أن القرار اتخذ عقب عودة قادة المخابرات الإسرائيلية من مصر مساء الخميس، بعدما تناولوا الإفطار مع مدير المخابرات المصرية وعادوا بقرار ضرب حماس لإفشالها المبادرة المصرية . "هآرتس" قالت: اتخذ قرار البدء بالعملية البرية للجيش الإسرائيلي ضد قطاع غزة بعد جلسة سرية عقدها المجلس الوزاري في الكرياه في تل أبيب مساء أمس (الخميس)، وبعد سلسلة خطوات تمويه إعلامية قامت بها رئاسة الحكومة في محاولة لتفادي انتباه "حماس"، والإيحاء بأن إسرائيل ليست في وارد توسيع عمليتها في الساعات الأربع والعشرين المقبلة. وأشار مسئول صهيوني كبير إلى أنه مساء يوم الأربعاء سافر إلى القاهرة رئيس الشاباك يورام كوهين ومندوب رئيس الحكومة يتسحاق مولخو ورئيس القسم السياسي الأمني عاموس غلعاد، وتناول أعضاء الوفد الإسرائيلي الإفطار مع رئيس الاستخبارات المصرية العامة محمد التهامي ونوابه الكبار. وبعد اجتماع دام بضعة ساعات عاد الوفد إلى إسرائيل، وكانت الخلاصة التي حملها معه كوهين ومولخو وغلعاد إلى رئيس الحكومة هي أن حماس تشددت أكثر في مواقفها حيال وقف النار. وقال المسئول الإسرائيلي للصحيفة الإسرائيلية: "لقد اكتشفنا أننا والمصريين وأبو مازن (محمود عباس، الرئيس الفلسطيني) متقاربون في المواقف حيال الحاجة إلى التوصل إلى وقف النار والسبل لتحقيق ذلك، لكن اكتشفنا أن حماس لها موقف مختلف تمامًا وأنها تحاول تفجير مساعي الوساطة المصرية بالقوة وتصعيد المواجهات". وأضاف أنه بعد عودة الوفد من القاهرة إلى إسرائيل مساء الخميس وفي ظل التقديرات المتشائمة بشأن حظوظ التوصل إلى وقف النار، بدأ في ذلك المساء يتبلور قرار شن العملية البرية . بي بي سي ورويتر يشاركون في خداع الفلسطينيين وكشفت الصحيفة الاسرائيلية عن أنه تم استخدام بي بي سي ورويتر في خداع الفلسطينيين، فقبل العملية البرية قامت رئاسة الحكومة بسلسلة محاولات تمويه إعلامية، وسربت لشبكة بي بي سي البريطانية ووكالة رويترز للأنباء تقارير تحدثت عن وقف لإطلاق النار بين إسرائيل و"حماس" سيدخل حيز التنفيذ الساعة السادسة صباح يوم الجمعة . وعندما حاول عشرات الصحافيين الاتصال بالناطق باسم رئيس الحكومة للتأكد من صحة هذه التقارير، لم يستطيعوا الحصول على رد، وعندما سأل المراسلون وزراء في المجلس الوزاري عن صحة هذه المعلومات قالوا لهم إنهم ليسوا على علم بأي تطور في اتجاه وقف النار. وكان الهدف من عملية التضليل والمعلومات المتضاربة تكوين انطباع لدى "حماس" بأن إسرائيل لا تنوي توسيع العملية العسكرية وأنها تسعى إلى وقف النار. وفور انتهاء الجلسة وقبل نصف ساعة من بدء العملية البرية، أبلغ مكتب رئاسة الحكومة الإدارة الأمريكية قرار توسيع العملية واجتياح غزة. وبعد دخول القوات الإسرائيلية إلى القطاع تحدث نتنياهو مع وزير الخارجية جون كيري. دور السيسي في جهود الغرب لاحتواء حماس وسبق لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أن قال في دراسة عن دور الرئيس السيسي في أزمة غزة الحالية بعد العدوان الصهيوني: إن (السيسي غير قادر أو مستعد ولا يصلح للعب دور في حل أزمة الصراع بين غزة وإسرائيل؛ لأنه منحاز لإسرائيل والغرب ويعتبر حماس "إرهابية"). وقال المعهد في دراسة كتبها "إيريك تريجر" تحت عنوان (مصر السيسي ونزاع غزة) أو Sisi's Egypt and the Gaza Conflict بتاريخ 14 يوليه الجاري 2014 ، أن ل"السيسي دورا في جهود الغرب لاحتواء حماس" حتى في فترات الهدوء قبل الحرب. وكشفت ردود أفعال إسرائيل على المبادرة المصرية أن لهم يدا في صياغتها، كما أكدت ذلك صحيفة يديعوت احرونوت بدليل: قول وزير المالية (يئير لبيد) أن المبادرة المصرية تحرم حركة حماس من أية إنجازات حقيقية على الأرض، وتضمن ألا تقدم تل أبيب أية تنازلات، وقول رئيس "الموساد" السابق داني ياتوم إن السيسي "يرغب برؤية حماس وهي تنزف". تقوية السيسي على حساب "حماس" أيضا نقلت صحيفة معاريف اليوم الجمعة عن مسئول إسرائيلى قوله: إن تل أبيب مهتمة ب«تقوية» الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى والرئيس الفلسطينى أبومازن على حساب حركة المقاومة الإسرائيلية «حماس». وأوضح المسئول الإسرائيلى أن «السبيل الوحيد لتحقيق إسرائيل لانتصار حقيقى فى المعركة مع حماس، وتحسين الوضع الصعب فى غزة يتحقق بتعزيز اعتماد حماس فى المستقبل على إسرائيل ومصر، وعلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن)». وأضاف المسئول الإسرائيلى، أن بلاده «مهتمة بأن تنتهى عملية الجرف الصامد باغتيال أحد كبار القادة فى الجناح العسكرى لحركة حماس مثل مروان عيسى، أو محمد ضيف على غرار عملية عامود السحاب التى اغتالت فيها إسرائيل أحمد الجعبرى».