أكد طارق الزمر رئيس حزب البناء والتنمية أن المبادرة المصرية بخصوص وقف العدوان على غزة كشفت دور النظام فى المنطقة، لتدعيم الغطرسة والعدوان الإسرائيلي في المنطقة منذ 1978 حيث أصبحت كامب ديفيد اتفاقية حاكمة على العديد من الأوضاع فى المنطقة، .ومتحكمة فى معظم مسارات العمل والحركة ومسيطرة على أى اتجاه للتغيير أو الاصلاح فيها واعتبر الزمر -في مقاله اليوم عبر موقع الجزيرة مباشر مصر- اعتبر أن العدوان الصهيوني يفضح مدى العلاقة بين الانقلاب والكيان الصهيونى فى محاصرة غزة ومحاولة السيطرة عليها بعد إحكام الحصار عليها معتبرا أن أوسلو هى الأقرب لتحمل تبعة مثل هذا العدوان على غزة، على الرغم من أن الحقيقة التى تغيب عمن يفكر بهذا المنطق أنه لولا كامب ديفيد ما كانت "أوسلو"، بل وما كانت "وادى عربة". وأوضح الزمر أن الثمن الذي يدفعه المقاومون في غزة غاليا من دمائهم ليحاولوا الصعود مرة أخرى فى مواجهة قصف نيرانى مكثف يعتمد بالأساس على الغطاء السياسي والاستراتيجي الذى وفرته كامب ديفيد أكثر مما يعتمد على القدرة العسكرية والتفوق التقني في ظل ضمان الحكومات المصرية لأمن إسرائيل، واعتبر الزمر أن "كامب ديفيد" - قامت بتقويض القضية الفلسطينية بتحويلها أولا إلى قضية حكم ذاتى وصولا إلى اعتبارها مجرد قضية لاجئين مؤكدا أن العدو لايمكن أن يفرط بها بل ولا يمكن أن يتنازل عن وجود نظام مصرى يحميها ويدافع عنها ويلتزم بكل استحقاقاتها خطوة تلو أخرى وهذا ما يجعلنا نؤكد على أن أقرب توصيف للنظام الذى دشن الاتفاقية -وهو نظام السادات- ومن بعده النظام الذى حرص عليها لعدة عقود -وهو نظام مبارك-، ومن بعده النظام الذى يتأسس الآن لاستكمال ذات المسيرة أنه " نظام كامب ديفيد ". فأهم واجباته هو الدفاع عنها، وأكبر أهدافه هى الأهداف التى تضعها له وأهم أسباب بقائه مرتبطة بمدى التزامه بها!! وأشار إلى تشابك المسارات المصرية والفلسطينية فلا يمكن تصور أن تنجح الثورة المصرية فى ظل بقاء قوى كامب ديفيد متنفذة وحاكمة فى المشهد المصرى، وهى قوى حرص صانعو النظام على تشبيكها وتركيبها داخل المجتمع بحيث تكون قابلة للعودة التلقائية لحكم مصر بدواعى المصالح المشتركة بل والمخاطر الواحدة. وقال: إن العدو الصهيوني لا يتصور قبول إسرائيلي بنظام ديمقراطى فى مصر،لأنه فى الحقيقة سيفرز القوى ذات الشعبية وهى القوى التى لا ترغب إسرائيل فى التعامل معها مما يكشف كون الانقلاب على ثورة 20 يناير من المؤسسة العسكرية صاحبة العلاقات المتميزة مع إسرائيل بالتعاون مع مؤسسات الدولة العميقة التى تربت فى عصور الاستبداد، وتعودت على مناخاته ولا تطيق أن تعيش بعيدا عن الفساد الذى يتيحه لها إضافة إلى رجال الأعمال الذين لا يحيون فى غير البيئة الفاسدة التى يوفرها لهم النظام الفاسد!!