في تحدٍ صارخ لمصر وقائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي، يسعى رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو لعقد اجتماع لحكومته في محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر. يبدو أن نتنياهو يريد أن يزيد الطين بلة، من خلال تمسكه بالبقاء في معبر رفح وممر فيلادلفي (محور صلاح الدين) خلال المفاوضات التي جرت على مدى الأسبوعين الماضيين في الدوحةوالقاهرة. ويهدف نتنياهو من هذا الاجتماع، إقناع أعضاء حكومته بأهمية التمسك بمطلبه هذا، فضلا عن التأكيد بأن تمسكه بالبقاء في هذا الممر جدي. هل يستطيع نتنياهو عقد اجتماع بمحور فلادفيا؟ الإجابة القاطعة هي لا، وهذا ما يبرهن به رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" رونين بار بعد سؤال نتنياهو له عما إذا كان بإمكان وزراء الحكومة السفر لحضور اجتماع في ممر فيلادلفي في ناقلات جند مدرعة، حسب ما أفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل". لكن بار رفض هذا المقترح، بسبب حجم الإجراءات الأمنية اللازمة لتأمين مثل هذا الحدث غير المسبوق في منطقة حرب نشطة. ورفض الشاباك تقديم تفاصيل، قائلا: "نحن لا نتطرق إلى الترتيبات الأمنية والحوار بين رئيس الشاباك والمستوى السياسي". إسرائيل تصادق على "خرائط محور فيلادلفيا" كشف الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد، أن مجلس الوزراء الأمني في إسرائيل قرر المصادقة على خرائط تحدد بقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا على حدود قطاع غزة مع مصر. وفي منشور على منصة "إكس"، الجمعة، نقل رافيد، الصحفي بموقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي، معلوماته عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى شارك في الاجتماع. وأضاف المسؤول: "وافقت أغلبية من 8 وزراء على الخرائط التي رسمها الجيش الإسرائيلي، وصوت ضدها فقط وزير الدفاع يوآف غالانت، بينما امتنع وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير عن التصويت". وحسب المسؤول الإسرائيلي، فإن "هذا التصويت يعد قرارا ببقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا". وذكر المسؤول أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قال في الاجتماع: إن "كارثة 7 أكتوبر أصبحت ممكنة نتيجة أن محور فيلادلفيا لم يكن في يد إسرائيل"، في إشارة إلى هجوم حماس المباغت قبل نحو 11 شهرا. وأشار نتنياهو إلى أن "هذا الواقع لن يعود مرة أخرى، إسرائيل عازمة هذه المرة على إبقاء هذه الحدود في يدها". مواجهة كلامية وصراخ بين نتنياهو وجالانت حول محور فلاليفيا ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن اجتماع المجلس الوزاري المصغر الذي عُقد مؤخرا بشأن محور فيلادلفيا، شهد مشادات كلامية حادة وصراخا بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت. وفي تفاصيل الاجتماع، تصاعدت حدة النقاش بين نتنياهو وجالانت حول مسألة إبقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا، حيث كان لكل منهما موقف مختلف حول الاستراتيجية العسكرية في المنطقة، وبحسب الصحيفة، فقد اندلعت مواجهة كلامية بين الطرفين، حيث عبر نتنياهو عن تأييده لاستمرار التواجد العسكري في المحور، مؤكدا على أهمية السيطرة الكاملة على الحدود كإجراء ضروري للأمن الإسرائيلي. من جهة أخرى، اعترض جالانت على هذه الرؤية، مشيرا إلى أن التمسك بموقف نتنياهو قد يعقد الوضع ويزيد من المخاطر الاستراتيجية، وعبر عن قلقه من أن هذه السياسة قد تؤدي إلى تصعيد الوضع وإضعاف قدرة الجيش على التركيز على جبهات أخرى. وأكدت الصحيفة أن الاجتماع كان متوترا للغاية، حيث تصاعدت الأصوات وشهدت نقاشات حادة، مما عكس الانقسام الداخلي حول كيفية التعامل مع القضايا الأمنية المعقدة المتعلقة بمسألة محور فيلادلفيا. وكان ممر فيلادلفي شكل أبرز النقاط العالقة في مفاوضات هدنة غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس على مدى الأسابيع الماضية. إذ تمسك الجانب الإسرائيلي بالبقاء في محور صلاح الدين (فيلادلفي)، وهو شريط ضيق من الأرض يبلغ طوله 14.5 كيلومتر على امتداد الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر. في حين طرح الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة) عددا من البدائل لوجود القوات الإسرائيلية في ممري فيلادلفي ونتساريم الذي يمر عبر وسط القطاع، إن الطرفين لم يقبلا أي منه، حسب ما أكد مصدر مصري، كما رفضت القاهرة مرارا وتكرارا بقاء القوات الإسرائيلية عند معبر رفح أو صلاح الدين.