الحرمان من الدعم لا يكفي.. عمرو أديب عن سرقة التيار الكهربائي: بلطجة يجب أن تتوقف    السبت فصل التيار الكهربائي عن 8 مناطق في أبوتشت قنا.. الأماكن والمواعيد    رئيس محلية النواب يكشف تفاصيل ضعف الإقبال على التصالحات في مخالفات البناء    لمدة 6 ساعات.. الجيزة: قطع المياه عن هذه المناطق خلال ساعات    عمرو أديب عن حادث طابا: خناقة ولو في أي حاجة تانية كنا هنقول    هاريس تتقدم على ترامب في الولايات السبع الأمريكية الرئيسية    أمريكا تدعو إلى زيادة تعزيز الدفاع الجوي الأوكراني    4 انفجارات ضخمة تهز مدينة عدن في اليمن    بعد الفوز بالكأس.. بيراميدز يحقق رقما غائبا منذ 13 عاما    ختام فاعليات بطولة البحر المتوسط لصيد الأسماك في الإسكندرية    برعاية رئيس الوزراء.. تفاصيل بطولة الجمهورية للشركات قبل انطلاقها غدا    مصاب في مشاجرة بين طرفين بأبو النمرس    حضور جماهيري كبير لحفل ويجز في ختام فعاليات مهرجان العلمين    نيكول كيدمان وأنطونيو بانديراس يروجان لفيلمهما الجديد في مهرجان فينيسيا    القاهرة الإخبارية: رشقة صاروخية من الجنوب اللبنانى ضد مواقع إسرائيلى    جوائز نقدية ورحلات عمرة.. تكريم 600 من حفظة القرآن الكريم بقرية في كفر الشيخ - فيديو وصور    نائب وزير الصحة تشيد بأداء قسمي النساء والتوليد والحضانات بمستشفى أجا المركزي    مخرج فيلم «شابيلا»: حكومة الصومال رحبت بفكرة العمل ووفرت لنا كل التسهيلات    "فشل".. نجيب ساويرس يعلق على إقامة نهائي كأس مصر في الإسكندرية    قرار جديد من الكهرباء بخصوص حساب الاستهلاك بالعدادات الكودية| مستند    الأحد.. نقابة الصحفيين تناقش مشروع قانون الإجراءات الجنائية    الأعلى للإعلام: رصد المواقع والصفحات المصرية التى نشرت اخبارا مغرضة عن حادث طابا    مهرجان «نبتة» للأطفال.. تعليم وترفيه واكتشاف مواهب    التونسي أنيس بن سليمان ينتقل إلى نورويتش سيتي الإنجليزي على سبيل الإعارة    "أَفَتَّانٌ أَنْتَ يَا مُعَاذُ؟!"..موضوع خطبة الجمعة اليوم يثير الجدل وعلماء يعلقون    "استايل بوك" لتنظيم أداء المذيعين وطريقة العرض توصية من "الأعلى للإعلام" للقنوات    رئيس الإمارات يوجه بتقديم 5 ملايين دولار لدعم جهود مكافحة شلل الأطفال في غزة    "المصل واللقاح": مصر خالية من الكوليرا وجدري القرود    النقل: إنشاء 7 ممرات لوجستية متكاملة ضمن خطة تطوير منظومة النقل    «مش هتحتاج تشتري جواكيت».. مركز المناخ يكشف مفاجأة صادمة عن موعد نهاية فصل الصيف (فيديو)    750 جنيهًا.. صرف منحة المولد النبوي 2024 ل 4 فئات    تقارير: فيكتور أوسيمين يقترب من الانتقال إلى الدوري السعودي    انفراد | لائحة جديدة هذا العام لجميع المعاهد السياحية بنظام الساعات المعتمدة    مسئول أمني يكشف حقيقة المشاجرة بين عامل وسياح من عرب 48 بأحد فنادق طابا    ألمانيا تعلن إنهاء انسحاب القوات والمعدات الألمانية من النيجر    نائب وزير الصحة تشيد بأداء قسمى النساء والتوليد والحضانات بمستشفى أجا المركزى    قرعة دوري أبطال أوروبا تجمع الشقيقان «مبابي» في مواجهة واحدة    عبدالغفار: حملة «100 يوم صحة» قدمت أكثر من 46 مليون خدمة مجانية خلال 29 يومًا    زوجة عاطف بشاي تكشف ل«المصري اليوم» موعد وتفاصيل صلاة الجناز على الراحل    بعد وفاتها بسبب السرطان.. من هي الإعلامية جاكلين الزقازيقي؟    حسن الرداد يكشف حقيقة تجسيد دور «سفاح التجمع»    أبرز جهود «إيد واحدة».. دعم صحي للأكثر احتياجا (فيديو)    تنسيق الجامعات 2024.. موعد إعلان قبول طلاب الثانوية العامة بجامعة بنها الأهلية    قواعد تقليل الاغتراب 2024.. للكليات المناظرة وغير المناظرة    عاجل.. نيوم السعودي يتحرك لضم بديل "زيزو" من الأهلي    روسيا: قلقون من أنباء توقف عمل الأمم المتحدة داخل قطاع غزة    الفطرة انتكست والغيرة ماتت".. أمين الفتوى ينتقد ما يحدث في بعض الأفراح (فيديو)    كواليس القبض على المتهم بسرقة فيلا محمد أبو العلا في الشيخ زايد    ضبط مالك مطبعة في الجيزة بحوزته 1.6 مليون مطبوعة منتجات دوائية وغذائية    الكرملين: لم نجر أي محادثات أو اتفاقيات مع رئيس شركة «تيليجرام»    مراسل القاهرة الإخبارية: الساعات القادمة ستشهد ردًا من حزب الله على القصف الإسرائيلى    بالصور- مفتي الجمهورية وقيادات الأوقاف يؤدون صلاة الجمعة بمسجد ناصر في القليوبية    مصرع مسن غرقا في مياه ترعة بالدقهلية    بعد انسحاب لاعبين.. كريم عبدالتواب إلى نهائى سباق 100 متر عدو في بارالمبياد باريس    ضبط آلاف العقاقير الطبية بدون ترخيص بالقاهرة    الجنايات تستكمل محاكمة متهمي خلية العجوزة الثانية في 10 سبتمبر المقبل    سورة اقرأها في الثلث الأخير من ليلة الجمعة.. رددها 15 مرة    ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.. الأزهر يجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد كارثة سد النهضة وانضمام جنوب السودان لاتفاقية عنتيبي.. السيسي ضيع حقوق مصر في مياه النيل

فى ظل حالة الترهل التي تعيشها دولة العسكر بقيادة عبدالفتاح السيسي، أصبحت حدود مصر تتآكل ويُعتدى عليها من كل النواحي، خاصة من جانب الاحتلال الصهيوني الذي ضرب باتفاقيات السلام عرض الحائط، واحتل مدينة رفح ومحور صلاح الدين، بل واحتل معبر رفح البري دون أي رد أو احتجاج من عصابة العسكر، كما تنازل السيسي عن جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، وباع مدينة رأس الحكمة والمواني المصرية، والكثير من المستشفيات لعيال زايد في الإمارات.
في نفس السياق يعمل السيسي على بيع الممتلكات والثروات المصرية والأصول السيادية، والأدهى من ذلك ضياع نهر النيل واستيلاء أثيوبيا على حقوق مصر في مياه النهر بعد بناء سد النهضة الذي عجز السيسي وعصابته عن اتخاذ، أي موقف إزاء التعنت الأثيوبي دفاعا عن حقوق مصر، ما يهدد بتعطيش الشعب المصري.
جنوب السودان دخلت على نفس الاتجاه وتحالفت مع أثيوبيا من خلال إعلانها الموافقة على الاتفاقية الإطارية لاتفاقية عنتيبي الخاصة بدول حوض النيل، وهو ما آثار حالة من الصدمة بين المصريين، إذ أن أحد بنود الاتفاقية هو إنشاء مفوضية حوض النيل التي، تهدف إلى إعادة تقسيم حصص الدول من المياه، الأمر الذي يهدد الحق التاريخي لمصر في مياه النيل.
كانت بريطانيا قد وقعت نيابة عن مصر اتفاقية في عام 1929، ووقعت مصر بعدها اتفاقية عام 1959 مع دول الحوض، والتي تضمنت بند الأمن المائي، الذي يقضي بعدم السماح بإقامة مشروعات على حوض النيل، إلا بعد الرجوع إلى دولتي المصب مصر والسودان.
جنوب السودان
يشار إلى أن حصة مصر التاريخية من مياه النيل التي تقدر ب (55.5 مليار متر مكعب من المياه)، باتت مُهددة بشكل فعلي بسبب إصرار أديس أبابا على بناء سد النهضة على ضفاف مياه النيل الأزرق، ورفضها التوقيع على أي اتفاقيات قانونية ملزمة بشأن ملء وتشغيل السد مع دولتي المصب مصر والسودان.
فيما أعلنت جوبا في أغسطس من العام الماضي 2023، تشكيل جنوب السودان لجنة لمراجعة اتفاقية مياه النيل لعام 1927.
وقال مايكل مكوى لويث، وزير الإعلام بجنوب السودان: إن "المجلس قرر تشكيل لجنة فنية لمناقشة قضية مياه النيل، وأنه يتعين على اللجنة الخروج بموقف واضح، بشأن قضية المياه كموقف يمثل حكومة جنوب السودان".
ولفت لويث في تصريحات للصحفيين إلى أن الاتفاق منح مصر حق استخدام 85 % من إجمالي المياه، وأن دول حوض النيل وقتها لم تكن قد نالت الاستقلال، أما الآن فقد أصبحنا مستقلين ولنا الحق في أن نقرر بأنفسنا، وأن نستخدم مياهنا بالطريقة التي نريدها .
وانتهت اللجنة المشكلة من جنوب السودان من أعمالها، وقررت الانسحاب من اتفاقية المياه الموقعة العام 1927 وصدقت حكومة جنوب السودان نهاية الأسبوع المنصرم، على الانضمام إلى ما يعرف بالاتفاقية الإطارية لدول حوض النيل المعروفة باسم عنتيبي التي ترفضها مصر والسودان جملة وتفصيلا؛ لكونها تلغي اتفاقيتي 1927 و1959 اللتان تحددان حصة مصر السنوية من مياه النيل.
النصاب القانوني
وكشفت تقارير اثيوبية أنه بانضمام جوبا إلى اتفاق عنتيبي يكتمل النصاب القانوني لتأسيس مفوضية حوض نهر النيل، وبالتالي البدء في إجراءات تأسيس المفوضية بعد 60 يوما من إيداع جمهورية جنوب السودان وثائق التصديق لدى الاتحاد الأفريقي، وكان الجزء الثالث من الاتفاقية يشترط تصديق برلمانات 6 دول على الأقل، لتأسيس المفوضية التي سيكون مقرها الدائم في أوغندا.
وقالت التقارير: إن "تأسيس المفوضية يعتبر خطوة كبيرة في مسار تنفيذ اتفاق عنتيبي الذي ظل متعثرا طوال 14 عاما، بعد أن وقعت 5 دول على اتفاق عنتيبي الإطاري، هي إثيوبيا ورواندا وتنزانيا وأوغندا وبورندي".
وأوضحت أنه وفق اتفاق عنتيبي ، تتمثل أهمية المفوضية بأنها ستكون الجهة المسؤولة قانونيا عن جميع الحقوق والالتزامات الخاصة بمبادرة حوض النيل، والتواصل مع كافة الجهات المسؤولة، كما سيتمثل دورها في تعزيز التنسيق بين الدول الأعضاء لإدارة الموارد المائية بشكل مستدام وعادل، بعيدا عن نظام الحصص المائية السائد حاليا .
مبادرة حوض النيل
حول هذه الأزمة قال الدكتور محمد نصر الدين علام وزير الري الأسبق: إن "موافقة برلمان جنوب السودان، على اتفاقية عنتيبي، لا يدخلها حيز التنفيذ؛ نظرا لعدم توفر الأغلبية المطلوبة، موضحا أن اتفاقية عنتيبي، لن تدخل حيز التنفيذ؛ لأن جنوب السودان لم تكن ضمن الدول التسعة، التي شاركت في مبادرة حوض النيل وقتها (كينيا – رواندا – بورونديتنزانيا الكونغو أوغندا إثيوبيا السودان – مصر ).
وأضاف علام في تصريحات صحفية أن انضمام جنوب السودان يجعل العدد الكلي 10 دول، والثلثان 7 دول وليس 6، مشيرا إلى أن مصر والسودان رفضتا هذه الاتفاقية، ودعم موقف الدولتين الكونغو وبروندي، ولم تتحقق الأغلبية من الدول ال 9 وقتها، كما زعموا، أن توقيع الأغلبية (الثلثين أي 6 دول) يدخل الاتفاق حيز التنفيذ، وهو ما لم يحدث.
وأوضح أن انضمام جنوب السودان يجعل من دول حوض النيل 10 دول وليس 9، وفي ظل بقاء الدول الأربعة السابق ذكرها على موقفها الرافض للتوقيع، مصر والسودان والكونغو وبروندي، لم تتحقق الأغلبية الكافية وليس لها قيمة وهي والعدم سواء.
سياسة الأمر الواقع
وقالت الباحثة في الشؤون الخارجية، أميرة الشريف: هناك قوى إقليمية ودولية تريد وضع مصر تحت ضغوط فرض سياسة الأمر الواقع، مشيرة إلى أن إثيوبيا نجحت في خلق هذه الحالة خلال بنائها نحو 95 % من الأعمال الإنشائية لسد النهضة الذي سيضر بحصتي مصر والسودان من مياه النيل.
وشددت أميرة الشريف في تصريحات صحفية على ضرورة التعامل مع الإجراء الذي قررته دولة جنوب السودان ليس بإصدار بيان يرفض أو يتحفظ على ما قامت به، بل باتباع سياسات محسوبة بدقة من قبل خارجية الانقلاب وأجهزة دولة العسكر السيادية لإحباط المخططات الخبيثة تجاه مصر في ملف المياه.
وحذرت من تعاطي الاتحاد الأفريقي مع الأمر، وقبول تأسيس مفوضية للأعضاء في الاتفاق التأمري، موضحة أنه بهذا القبول ستقوم تلك الدول بفرض سياسة الأمر الواقع، ومن ثم الدخول في مشاريع يسمونها تنموية، ولكنها في حقيقتها مشاريع تخريبية؛ إذ تسمح ببناء سدود في مجاري نهر النيل تخصم من حصة مصر السنوية.
ولفتت أميرة الشريف إلى أن البصمات الإثيوبية واضحة جدا فيما يجري، خاصة أن إعلان جنوب السودان الانضمام إلى ما يسمى اتفاق عنتيبي جاء بعد زيارة مفاجئة لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى الخرطوم، ولقائه قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، كما تريد أديس أبابا تعزيز موقعها في جنوب السودان عبر مشاريع تنموية، بينها اتفاق للربط البري بين الدولتين بقيمة استثمارية تتجاوز النصف مليار دولار.
وطالبت دولة العسكر بإعادة طرح قضية المياه على الساحة الدولية مجددا، والاستفادة من الحكم التاريخي لمحكمة العدل الدولية، الصادر العام 1989، بأن اتفاقيات المياه شأنها شأن اتفاقيات الحدود، لا يجوز تعديلها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.