* 25 فتاة تعرضن للاعتداء.. 3 أصبن بنزيف في الرحم و7 بكسور بالغة في الأذرع * خبراء: لا يوجد شيء يرد اعتبار تلك الفتيات سوى القصاص من السفاح
"الضرب المبرح.. التحرش.. الاغتصاب" أصبح سلاحا يستخدمه سجانو السيسي ضد الحرائر المعتقلات في سجون الانقلاب لتهديدهن وإرهابهن من مواصلة الصمود، ذاك السلاح يُخلِّف وراءه سجلا حافلا يسطر بين جنباته معاناة وآلام لا تنتهي تعشنه تلك الحرائر. وفي جريمة جديدة تضاف إلى جرائم ميليشيات السيسي تعرضت 25 من الحرائر المعتقلات بسجن القناطر الأربعاء الماضي لاعتداء بالغ وصل إلى حد الضرب المبرح وحرق المتعلقات حتى الأدوية منها؛ ما أسفر عن إصابة 7 بكسور بالغة في الأذرع وكدمات، فضلا عن إصابة 3 منهن بنزيف حاد في الرحم. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تم توزيع الفتيات على عنابر الجنائيات ليكلن لهن التعذيب مرة أخرى؛ فضلاً عن توزيع البعض على سجون أخرى من بينها سجون "دمنهور" و"بنها" و"جمصة"، هذا بخلاف الحرمان من الزيارة بل ومن حضور الجلسات والعرض على النيابة؛ ومَنْ شاهد الفتيات أكد أن بعضهن منزوعات الحجاب والكثير منهن ملابسهن ملطخة بالدماء.
كذب الداخلية وبدلا من محاسبة ومعاقبة هؤلاء المجرمين على الجرائم التي ارتكبوها بحق الحرائر داخل السجون خرجت وزارة داخلية الانقلاب أمس الخميس لتنفي تعرض معتقلات سجن القناطر للنساء للتعذيب والتحرش الجنسي ونقل بعضهن بصورة تعسفية، وقالت في بيان لها إن الهدف من هذه الادعاءات هي إثارة البلبلة وجذب التعاطف والانتباه لعدد من النزيلات دون غيرهن في إشارة إلى مؤيدات الشرعية.
نساء ضد الانقلاب: الحرائر في سجون الانقلاب تاج على رؤوسنا وأضافت في بيانها أن قطاع مصلحة السجون يقوم وبشهادة عدد من المنظمات الحقوقية الرسمية وغير الرسمية بتطبيق أعلى معايير حقوق الإنسان العالمية، كما يقوم بتقديم كافة أوجه الرعاية لجميع النزلاء والنزيلات دون استثناء أو تمييز. ومما يثبت كذب وزارة الداخلية وتملصها من المسئولية ما قالته المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إنها وثقت سابقا عددا كبيرا من حالات تعذيب وتحرش بنساء تم اعتقالهن بعد الثالث من يوليو 2013 على يد قوات الأمن أثناء التحقيق ولا زال هذا المنهج مستمرا حتى هذا اليوم في مقار الاعتقال. وأضافت المنظمة في بيان لها أصدرته أمس الخميس أنها تلقت عدة شكاوي من أسر المعتقلات على ذمة قضايا معارضة السلطات الحالية بسجن النساء بالقناطر، العنبر العسكري حول تعرضهن للتعذيب والاعتداء من قبل إدارة السجن بأن قامت السجانات وأمناء الشرطة والمحكوم عليهن في قضايا جنائية (الجنائيات) بالاعتداء عليهن بالضرب المبرح مساء يوم 10/6/2014 بالعصي الخشبية والحديدية والأيدي والأرجل، ثم من قبل قوات فض الشغب مما أسفر عن إصابة كافة المعتقلات بجروح مختلفة، كما قامت إدارة السجن وزيادة في التنكيل بهن بترحيل بعضهن إلى سجون مختلفة تبعد عن أماكن سكنهن دون إخطار أهلهن. شهادات ذوي الحرائر واستعرض البيان شهادة الطالبة سلمى عبدالعال صديقة بعض الطالبات المعتقلات والتي كانت في زيارة لهن يوم 11/6/2014 قالت: "أذهب لزيارة صديقاتي المعتقلات أسبوعيا وفي يوم 11/6/2014 ذهبت للزيارة ولكني وجدت 9 من المعتقلات قد تم ترحيلهن من السجن وهن: (آلاء السيد وأسماء حمدي عبدالستار ورفيدة إبراهيم وهنادي أحمد وعفاف أحمد وشيماء عمر عفيفي وروضة جمال وعائشة الدالي والدكتورة سماح)، ومن خرج للزيارة فقط آلاء وسارة عبدالعال وأسماء نصر ومعتقلة أخرى، وأخبرتني المعتقلات أنه مساء الأمس (الثلاثاء 10 يونيو) قامت كبيرة السجانات وتدعى "سيدة فاروق" بالتعدي لفظياً على الدكتورة سماح وسبتها بألفاظ خارجة ووصفتها ومن معها من المعتقلات (ببنات جهاد النكاح) فاحتجت عليها المعتقلات، ومنهن المعتقلة شيماء عمر والتي طلبت منها التوقف عن سب المعتقلات، فلم تستجب "سيدة فاروق" وقامت بضرب شيماء عمر ونزع حجابها وجذبتها من شعرها، ثم أمرت باقي السجانات بالتعدي على البنات، فقمن بالتعدي عليهن بالضرب والسب وأخذ متعلقاتهن الشخصية، ثم استدعت بعض أمناء الشرطة الرجال منهم أمين شرطة "عامر وأحمد" والذي قام بضرب البنات بعصا حديدية".
وأضافت: "وفي هذا الوقت وصل مأمور السجن فشاركهم في اعتداءاتهم وقام بالتعدي على معتقلة تدعى آية عبد الله بالضرب بعصا على رأسها مما تسبب لها في جرح قطعي في رأسها جعلها تنزف، وقام باستدعاء قوات مكافحة الشغب وقاموا بضرب البنات وإهانتهن وأخذ طعامهن وثيابهن وأحذيتهن، وبعدها تم اقتياد الدكتورة سماح إلى غرفة التأديب وتم ضربها وتعذيبها من قبل السجانات حتى خرجت من الغرفة بدون حجاب وركبت سيارة الترحيلات بدون حجاب أو حذاء. وفي تمام الساعة الثامنة صباح اليوم التالي قامت إدارة السجن بتوزيع المعتقلات السياسيات المتواجدات في العنبر العسكري وفي عنبر التحقيقات على عنابر الجنائيات وتم ترحيل بعضهن لسجون أخرى غير معلومة، وحتى الآن لم يتم عرض البنات على أي طبيب لمعالجتهن". ولعل شهادة والدة المعتقلة "دارين مطاوع" التي تداولتها وسائل الإعلام خير دليل على كذب وزارة الداخلية، حيث روت شهادتها عبر فيس بوك قائلة "حسبنا الله ونعم الوكيل.. زرت ابنتي اليوم الخميس، لا أعرف من أين أبدأ، ولا أصف ما هي فيه من تعب نفسي وجسدي"، "دخلت عند لقائها وجدتها تبكي وساعة ما شافتني انهارت من البكاء أخذتها في حضني.. وهدأتها وقلت لها "اهدي واحكي لي"...وطبعا البنات في الزيارة كلهن منهارات عند لقاء أهاليهن حولي".
هيثم أبو خليل: ما تعرضت له الحرائر إجرام ومحاولة لكسر إرادتهن وتابعت: "وبدأت تحكي: قالت الدكتورة سماح -إحدى المعتقلات- في عنبر العسكري جنبنا.. في الساعة 11 يوم الثلاثاء مساءً طلبت تشتري حاجة للأكل من الكافتيريا.. والسجانة رفضت خروجها وحصلت بينهما مشادة علشان مفيش أكل.. وصلت لضرب الدكتورة سماح والبنات اللي معاها صرخوا ... شويه وجات لهم نفس السجانة بس معاها الجنائيات ونزلوا ضرب في البنات .. ده كله في عنبر العسكري جنب دارين". وقالت: "عنبر دارين سمع صراخ وفي بنت تبع السجن قالت لهم البنات بتنضرب ف انهاروا وخافوا وقالوا الله أكبر ...بصوا لقوا الجنائيات جم عليهم لضربهم بالحديد والطوب..وضربوهم ضرب مبرح ..وراحوا قالوا لإدارة السجن السياسيين ضربونا .. البنات عند دارين لقوا كام ضابط داخلين عليهم .. البنات خافوا منهم وأوقفوهن على الحيط وفتشوهن. وهم طالعين سمعوا دارين وهي بتبكي بتقول متخافوش ربنا أقوى منهم ..قالها الضابط طيب هعلمكوا الأدب الصبح".
أردفت: "يوم الأربعاء الساعة 11 صباحا لقوا ضباط شرطة دخلوا عليهم وكانوا رحلوا 8 من عنبر العسكري والضابط وقفهم ..ومسك دارين من شعرها وهبدها في الحيط مرتين ..وضربها بونية في ظهرها ... ووزعهم على العنابر بتاعة الجنائيين ... بشعرهم ومن غير شبشب وبلبس النوم .. وقام مودّي دارين عند الحمامات في طرقة صغيرة ..ولا يوجد معها أي شيء ..وجلست من تعبها على الأرض وكلها صرارير وقطط.. وباتت ليلة من الخوف والبكاء؛ ربنا يجعلها لعنة عليهم .وطبعا عنيها مورمة وطلعالي محطمة نفسيا وتقولي أول مرة أشوف القسوة دي في حياتي". "ولما جه معاد الزيارة لقت السجانة بتقول لها لكِ زيارة دارين قالت لها مش طالعة بشعري.. قالت لها أمّال كنتوا بتروحوا رابعة إزاي ...ردت دارين عليها وقالت لها بقولك مش طالعة بشعري .. قامت بنت ناولت لدارين طرحة وشبشب وطلعت لي".
ختمت قائلة: "أول مرة في حياتي أشوف نظرة الحزن بالشكل ده في عين بنتي.. قالت لي ادعي لي يا أمي أطلع من هنا.. وهمّ ربع ساعة زيارة بعد ما كانت ساعة قبل كده، ورجعت مصدومة من اللي الحاصل.. حسبنا الله ونعم الوكيل."
فيما يقول المحامي على سعد: تعود بداية الأحداث إلى تنظيم المعتقلات عدة مسيرات في حوش السجن في أثناء فترة الاستراحة، ضمن فعاليات انتفاضة السجون الثانية، فقامت إدارة السجن بإرسال مجموعة من السجانات ومجموعة أخرى من المجندين وبعض السجينات على ذمة قضايا جنائية؛ وذلك لتأديب المعتقلات على هذه المظاهرات. اقتحم أولئك عنبر المعتقلات السياسيات وقاموا بالاعتداء على البنات بالضرب والركل بالأقدام في بطونهن، مما أدى إلى إصابة بعضهن بنزيف حاد في الرحم، وتم التحرش بجميع الطالبات، وإجبارهن على خلع ملابسهن، ولم يسمح لهن بارتداء الحجاب. وبعد انتهاء حفلة الضرب والتعذيب هذه تم نقل بعض المعتقلات إلى عنابر العزل الانفرادية، ونُقل 9 من طالبات جامعة الأزهر إلى سجني دمنهوروبنها، وتم تهديد المعتقلات بالاغتصاب إذا قمن بالمظاهرات أو الاعتراض على أوضاع الاعتقال مرة أخرى". زيارة السيسي لفتاة التحرير قام عبد الفتاح السيسي برفقته الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والإنتاج الحربي والفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة بزيارة ضحية التحرش بميدان التحرير ليلة الاحتفال بتنصيب السيسي رئيسا وذلك بمقر مستشفي الحلمية العسكري للاطمئنان على حالتها الصحية ودعمها معنويا وأهداها "بوكية ورد". وقال لها "حقك علينا، معلش، ماتزعليش، حقكوا علينا، احنا آسفين، احنا مش كويسين، وأهم حاجة أنتم لأن مصر مش ها تبقى إلا بيكم".
وتابع "لن أكلم وزير الداخلية ولكن سأكلم كل جندي في مصر، شرطة أو جيش، من الصعيد أو الفلاحين وكل حتة، بكلمكم انتم، أكلم كل ظابط صغير، وأقوله مش ممكن أبدا يحصل ده ويستمر عندنا في مصر، وقال إنه يتكلم عن كل مصر، وأقول للقضاء عرضنا ينتهك في الشوارع، حتى لو كان حالة واحدة غير مقبول، ونحن كدولة لن نسمح بحدوث هذا مرة أخرى، وسيكون لنا إجراءات في منتهي الحزم والقانون سيكون بمنتهى الحزم في تنفيذه، وأقول لكل ست مصرية أنا آسف وأعتذر لكم جميعا".
جاءت هذه الزيارة في الوقت الذي انتهكت فيه أعراض الحرائر في السجون، بما يعني الازدواجية في التعامل بين شعبه ومؤيدي الشرعية. فيما اعتبرت نهاد أبو القمصان -رئيس المركز المصري لحقوق المرأة- أن زيارة عبد الفتاح السيسي لضحية التحرش الجماعي بميدان التحرير، رد شرف لكل فتاة وسيدة مصرية، مضيفة أن ما حدث ليس اغتصابا لفتيات وإنما اغتصاب لجسد الوطن ومحالة لتشويه صورة العهد الجديد.