على الرغم من المجازر الصهيونية المتواصلة بحق المدنيين الفلسطينيين، إلا أن حركة حماس تخوض حربا شرسة، وتحقق انتصارات نوعية ، محققة توازن الرعب مع العدو المتغطرس بطائراته ودباباته، فيما توقع بين صفوفه القتلى والمصابين، الذين يجري التكتم على أعدادهم، خشية من انهيار معنوي كبير، بصفوف الجيش الصهيوني. وأعلنت المقاومة الفلسطينية الثلاثاء الماضي عن كمائن نوعية قتلت خلالها جنودا إسرائيليين، ودمرت آليات في جباليا وشرق رفح بشمال وجنوب قطاع غزة، في حين اعترف الجيش الإسرائيلي بإصابة 28 عسكريا في المعارك خلال الساعات الماضية. و قالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة حماس: إن "مقاتليها تمكنوا الثلاثاء في عملية مركبة من استهداف دبابة ميركافا بقذيفة "الياسين 105″ وإيقاع طاقمها بين قتيل وجريح". وأضافت القسام أن مقاتليها أجهزوا بعدها على 7 جنود إسرائيليين كانوا خلف الآلية المستهدفة من مسافة صفر شرق معسكر جباليا شمالي القطاع. وفي عملية منفصلة وصفتها بالمركّبة أيضا، قالت كتائب القسام: إنها "استهدفت قوة إسرائيلية خاصة تحصنت في منزل بشارع مدارس مخيم جباليا وأوقعت أفرادها بين قتيل وجريح". وأضافت أنه فور تقدم قوة إسرائيلية لانتشال القتلى والمصابين، استهدف المقاومون دبابة ميركافا بقذيفة الياسين 105 وفجّروا أخرى. كما أعلنت كتائب القسام قنص جندي إسرائيلي شرق مدينة جباليا، وفي المحور نفسه استهدف مقاتلوها جرافة عسكرية وقصفوا حشودا لقوات الاحتلال بالقذائف في مواقع عدة. وقد بثت القسام صورا قالت: إنها "لالتحام مقاتليها مع جنود الاحتلال وآلياته شرق مخيم جباليا". سرايا القدس من جهتها، قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي: إن "مقاتليها تمكنوا صباح الثلاثاء، من قنص جندي إسرائيلي تحصن في أحد المباني، واستهدفوا قوة إسرائيلية متحصنة داخل شقة سكنية بقنابل مضادة للأفراد في مخيم جباليا". وأضافت أن مقاتليها استدرجوا قوة إسرائيلية كبيرة خاصة إلى كمين محكم ومركّب، وأجهزوا على أفرادها من نقطة الصفر بالأسلحة المناسبة والعبوات الهندسية شديدة الانفجار وقذائف مضادة للأفراد، كما استهدفوا جرافة عسكرية بعبوة متفجرة في مخيم جباليا أيضا. رفح وفي حصيلة لعملياتها أمس الثلاثاء أكدت كتائب القسام أن مقاتليها استهدفوا 8 دبابات ميركافا و5 آليات عسكرية بين ناقلات جند وجرافات في جباليا شمالا وشرق مدينة رفح وفي محيط معبرها جنوبا. وبالتوازي مع تصديها وفصائل المقاومة الأخرى للقوات المتوغلة في جباليا، أعلنت كتائب القسام تدمير ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة "الياسين 105" وإيقاع طاقمها بين قتيل وجريح شرق رفح. وقالت القسام: إن "مروحيات هبطت لإجلاء الجنود القتلى والجرحى في منطقة حي السلام شرق رفح". وكانت كتائب القسام قالت: إن "مقاتليها فجّروا فتحة نفق فُخخت مسبقا بقوة هندسة إسرائيلية حاولت الدخول إلى فتحة النفق، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح في محيط محطة القدس شرق رفح". وأضافت أن مقاتليها فجّروا أيضا منزلا مفخخا مسبقا في قوة إسرائيلية خاصة، وأوقعوا أفرادها بين قتيل وجريح بالمنطقة نفسها. وفي السياق، أفاد مراسل الجزيرة بهبوط مروحيات إسرائيلية، وسط إطلاق قنابل دخانية شرق رفح. وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي بدأت قبل أسبوع عملية عسكرية شرق المدينة، مما تسبب في تهجير 450 ألف فلسطيني، بحسب إحصاء جديد لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). في الوسطى وفي وسط القطاع، أعلنت كتائب القسام أنها قصفت القوات المتقدمة شمال المحافظة الوسطى بالقرب من جسر وادي غزة بقذائف الهاون. وفي حي الزيتون بمدينة غزة شمالا، استهدفت القسام بالاشتراك مع سرايا القدس دبابة ميركافا بقذيفتين مضادتين للدروع، كما قصفت القوات المتوغلة في الحي بقذائف الهاون. اعتراف الاحتلال بالخسائر من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس إصابة 28 جنديا في المعارك الدائرة بقطاع غزة خلال الساعات الماضية، بعضهم بجروح خطيرة. وبذلك، يرتفع عدد المصابين الذين أعلن عنهم الجيش الإسرائيلي منذ يوم الجمعة الماضي إلى 95 جنديا أصيبوا في معارك قطاع غزة. من جهتها، ذكرت مواقع إخبارية إسرائيلية أن مروحيات عسكرية نقلت في الساعات الأخيرة مصابين من داخل غزة إلى عدد من المستشفيات بمنطقتي تل أبيب والقدسالمحتلة. وأفادت مراسلة الجزيرة بأن صفارات الإنذار دوّت ظهر أمس في سديروت ومحيطها بغلاف غزة، وأكد الجيش الإسرائيلي إطلاق 3 صواريخ باتجاه سديروت. وأكد موقع "يديعوت أحرونوت" أن صفارات الإنذار في سديروت والاعتراضات الصاروخية حدثت خلال مسيرة في المدينة طالبت بإعادة الاستيطان في قطاع غزة. وكانت كتائب القسام أعلنت صباح الثلاثاء ، أنها استهدفت مدينة عسقلان برشقة صاروخية ردا على مجازر الاحتلال في قطاع غزة. إسرائيل بلا رؤية إلى ذلك، قال الخبير العسكري العقيد الركن حاتم الفلاحي: إن "القوات الإسرائيلية الموجودة حاليا شمال قطاع غزة، لا تملك مهمة محددة ولا هدفا عسكريا معينا، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال يحدد عملياته حسب الهجمات التي تشنها المقاومة". وأضاف -في تحليل للمشهد العسكري في غزة- أن فصائل المقاومة ليست لها أماكن ثابتة لأنها تخوض حرب عصابات هدفها استنزاف جيش الاحتلال، مستدلا بحديثه على العمليات العسكرية المتتالية التي تنشرها المقاومة لاستهداف الآليات والجنود الإسرائيليين. وأوضح أن قوات الاحتلال حاليا تتمركز داخل أماكن خطرة لأنها مليئة بالشوارع الضيقة والأزقة التي تمنح المقاومة فرصة شن هجمات خاطفة وسريعة، مؤكدا أن ما يجري حاليا هو تدمير لمعنويات المقاتل الإسرائيلي. ولفت إلى أن عدد القتلى قد يعادل نصف عدد الجرحى المعلن والذي وصل إلى 95 خلال أسبوع واحد، وقال: إن "عمليات التفخيخ زادت بشكل يضع قوات الاحتلال في مأزق". وعن توسيع العمليات في جباليا، قال الفلاحي: إنها "خطوة بلا هدف، لأن المقاومة لن تنتظر حتى تأتي القوات الإسرائيلية لمهاجمتها، مؤكدا أن جيش الاحتلال بدأ يخسر الإنجازات التكتيكية التي حققها خلال الشهور الماضية، بدليل أنه عاد إلى المناطق التي خرج منها قبل شهور". ومع استمرار المقاومة في تحقيق نجاحات على أرض الواقع تزداد الآلام للصهاينة، الذين يسعون لتعويضها بالقصف الجوي والصاروخي في أوساط المدنيين، في محاولة يائسة لتحقيق إنجاز يحافظ على ائتلاف نتانياهو الحكومي الممزق.