تصاعدت حدة العمليات الإرهابية والاغتيالات التي تمارسها الإدارة الأمريكية ودولة الاحتلال الصهيوني ضد قيادات محور المقاومة في لبنانوالعراقوإيران بزعم القضاء على قيادات المقاومة الفلسطينية وحركة حماس، بعد فشل المعسكر الصهيو أمريكي في حربه الهمجية التي يشنها على قطاع غزة، رغم الإبادة الجماعية التي يرتكبها ضد المدنيين العزل . كانت آلة الحرب الصهيونية قد اغتالت صالح العاروري عضو المكتب السياسي لحركة حماس وستة من رفاقه، بينهم قيادات عسكرية في كتائب القسام عن طريق مسيرة هاجمت مقر مكتب حركة حماس في الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانيةبيروت، وفي اليوم التالي امتدت يد الإرهاب الصهيوأمريكي إلى إيران حيث وقع تفجير كرمان أمام قبر قاسم سليماني قائد فيلق القدس الراحل والذي أودى بحياة أكثر من 100 شخص، بالإضافة إلى مئات الجرحى، واليوم استهدفت مسيرة أمريكية مقرا لحركة النجباء في العراق، ما أودى بحياة قياديبن في الحركة بزعم تورطهما في عمليات مهاجمة القواعد الأمريكية في العراقوسوريا. المقاومة الإسلامية يشار إلى أن العاصمة العراقيةبغداد كانت قد شهدت انفجارا داخل مقر للحشد الشعبي، وأكدت تقارير أن طائرة مسيرة قصفت مقر الدعم اللوجيستي للحشد في شارع فلسطين شرقي بغداد، قرب وزارة الداخلية، وسيارة كانت قربه. وكشفت التقارير أن الغارة استهدفت مسؤول اللواء الثاني عشر في حركة النجباء، وأعلنت الفصائل العراقية عن مقتل أبو تقوى السعيدي، آمر اللواء 12، بالإضافة إلى مسؤول الدعم اللوجستي في الحركة علي أبو سجاد. وقالت مصادر أمنية وطبية: إن "الضربة التي استهدفت مقرا لفصائل مسلحة موالية لإيران أدت إلى مقتل اثنين على الأقل، وإصابة 6 آخرين من مقاتلي الفصائل". من جهتها، اتهمت حركة النجباء في بيان، الولاياتالمتحدة بالتورط فى الهجوم، محملة إياها مسؤولية شن الغارة على مقر الحشد الشعبي. وجاءت تلك الضربة بعد هجمات عدة شهدتها الأسابيع الماضية، طالت قواعد عسكرية للتحالف الدولي تضم قوات أمريكية سواء في العراق أو سوريا، كما تعرّضت السفارة الأمريكية في بغداد يوم 8 ديسمبر الماضي لهجوم بعدة صواريخ كان الأول الذي يطال السفارة منذ بدء الهجمات التي يتبناها تنظيم المقاومة الإسلامية في العراق، الذي يضم إلى جانب النجباء، حزب الله العراقي، وغيرهما. وكانت المقاومة الإسلامية قد توعدت بتنفيذ المزيد من الهجمات على القواعد الأمريكية، ما لم تتراجع واشنطن عن دعمها لإسرائيل خلال حربها على قطاع غزة . عمل إرهابي من جانبه أكد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي ل"حماس" ، أن اغتيال صالح العاروري القيادي بالحركة في ضربة بطائرة مسيرة إسرائيلية في بيروت عمل إرهابي مكتمل الأركان. واعتبر هنية أن اغتيال العاروري يمثل انتهاكا لسيادة لبنان، وتوسيعا للأعمال العدائية الصهيونية بحق الفلسطينيين . وشدد على أن المقاومة الفلسطينية لن تهزم أبدا، مشيرا إلى أن هذه الاستهدافات تزيدها قوة وصلابة وعزيمة لا تلين في الدفاع عن المقدسات والأراضي الفلسطينية حتى زوال الاحتلال الصهيوني . إسرائيل وأمريكا حول هذه التطورات قال الباحث في الشؤون العربية، مصطفى أمين: إن "جميع تلك العمليات الإرهابية لا يمكن أن تكون بمعزل عن إسرائيل وأمريكا، حتى وإن لم يصرحا بذلك رسميا إلا في بعض الحالات، مثل ما حدث في عملية اغتيال صالح العاروري في بيروت". وكشف آمين في تصريحات صحفية أن الكثير من هذه العمليات الإرهابية لا تتبناها جهة، وإنما يكتفي الجميع بالصمت، مشيرا إلى أن أمريكا زعمت أن قواتها في العراقوسوريا تعرضت خلال الفترة القليلة الماضية لأكثر من 118 هجوما، وبالتالي تقوم بتلك الهجمات الإرهابية بزعم ردع الجهات التي تقوم بمهاجمتها. حماس وحزب الله وقال الباحث في الشؤون العربية علي رجب: إن "بدء دولة الاحتلال الصهيوني في سياسة الاغتيالات ضد قيادات حماس والمقاومة ليس مفاجئا وإنما هو أمر متوقع، مشيرا إلى أن الإرهابي نتنياهو قال من قبل إنه أعطى الضوء الأخضر لجهاز الموساد بالبدء في عمليات اغتيال ضد قيادات حماس ". وأضاف رجب في تصريحات صحفية أن دولة الاحتلال نفذت عمليات اغتيال قبل عملية طوفان الأقصى ضد قيادات من حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين ومنهم من كان في سوريا، مؤكدا أن تلك العمليات الإرهابية من جانب الاحتلال الصهيوني ليست جديدة من حيث نوعيتها، لكن الأخطر أن تصل لقلب العواصم المهمة التي يقيم فيها قيادات الصف الأول من حماس، (طهران والدوحة) وهو الأمر الذي ربما ستتحسب له دولة الاحتلال مخافة رد الفعل. وأوضح أن تنفيذ عمليات الاغتيالات ليس مجرد قرار يتم اتخاذه، بل عملية يتم التجهيز لها لفترات طويلة حتى تتهيئ الأمور ويتم على أساسها اتخاذ القرار ومن ثم ساعة الصفر؛ لافتا إلى أن الجهاز الذي يخطط للعملية وينفذها يلعب على ما يسمى بالتوقيتات الرخوة، والثغرة الأمنية. وأشار رجب إلى أن قيادات مهمة في حركة حماس تمكن الاحتلال الصهيونى من الوصول إليها وعلى رأسها الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي، متوقعا ألا تكون ردود فعل حماس وحزب الله نوعية لأنه ليس هناك في الميدان أفضل مما كان، وفق المعطيات والإمكانيات. وعن رد فعل حزب الله، قال رجب: "لا أظن أن الحزب سيصعد، لكن ربما وصلته رسالة أن إسرائيل بمقدورها أن تصل إلى ما هو أبعد من العاروري، مشيرا إلى أنه ربما تتصاعد وتيرة القصف الصاروخي، أما أن تصل الأمور إلى تخطيط المقاومة لتنفيذ عمليات اغتيال ضد مسؤولين صهاينة، فهذا ليس متوقعا فمثل هذه العمليات تحتاج إلى إمكانيات أكبر من إمكانيات المقاومة، وإن حدث ذلك فالأمر لن يخرج بعيدا عن تخطيط ودعم إيران".