هذه المرة يبدو أن الحوثيين ليست لهم بصمة بهذا الصدد، فقبل ساعات أعلنت قنوات منها الجزيرة أن قوات يمنية سيطرت على السفينة ناقلة النفط سنترال بارك. مصادر الجزيرة كان الإعلام العبري الذي تحدث عن اعتراض سفينة مرتبطة بإسرائيل. وقالت المصادر العبرية: إن "اليمن استولوا على سفينة ثانية مملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي "إيال عوفر" وتسمى "سنترال بارك" وتحمل علم ليبيريا". وقال يديعوت أحرونوت شركة زودياك المملوكة لإسرائيليين تقول: إن "طاقم سفينتها المختطفة قبالة سواحل اليمن يتكون من 22 شخصا، وتحمل شحنة من حمض الفوسفوريك، مضيفة أن شركة Zodiac Marine التابعة له تعد واحدة من أكبر شركات الشحن الدولية في العالم". وحسب موقع التتبع "واجد السفن" فقد حُمِّلَت الناقلة في ميناء آسفي بالمغرب، ربما بحمض الفوسفوريك، ثم مرت بموانئ طنجة وجبل طارق وبور سعيد وعبرت قناة السويس إلى البحر الأحمر. وأطفأت السفينة جهاز تحديد الموقع منذ خمسة أيام، ربما لتجعل اكتشاف وجودها من الحوثيين أمرا صعبا. وقالت منصات رادراية راصدة: إن "السفينة سيطر عليها في خليج عدن وهي متجهة شرقا عبر المحيط الهندي، إلى ميناء ربما في الهند".
غير أن خلو طرف الحوثيين من العملية هذه المرة، جاء بحسب منصة فضائية "الميادين" التابعة لإيران التي نسب إلى مصادر عربية أن قضية السفينة التي جرى الحديث عن السيطرة عليها بالقرب من خليج عدن، مشكوك في صحتها كليا.
وقال الإعلامي خليل نصر الله عبر @khalilnasrallah وهو مرتبط بالميادين: "إذا كانت السفينة المرتبطة بالكيان الإسرائيلي قد تعرضت لهجوم بمسيرات، فهذا أمر قد تكون نفذته صنعاء، أما إذا كان الأمر هو سيطرة على سفينة في خليج عدن، فيجب التريث قليلا وانتظار إشارة من صنعاء، لأن خليج عدن تحت سيطرة قوات تحالف العدوان، وهناك وجود للبحرية الأميركية، إذا كانت قوات البحرية اليمنية التابعة لصنعاء قد وصلت إلى هناك، فنحن أمام تطور كبير جدا، وعليه يجب التريث قليلا، لأن احتمال أن تكون جهات أخرى خلف الهجوم أمر وارد.".
ومن جانب ثالث تحدثت مصادر يمنية عن انتشار عسكري واسع في عدن من جميع التشكيلات العسكرية من ضمنها قوات تابعة لطارق عفاش نجل الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بعد احتجاز سفينة إسرائيلية. وقال يمني من عدن وضاح بن عطية: إن "الحوثيين في السفينة الثالثة "جلالكسي ليدير" خطفوا السفينة من خليج عدن، مروا بها من مضيق باب المندب من أمام عشرات البوارج الحربية الأمريكية" معلقا أن عمليات خطف الحوثي للسفن يتم بتواطؤ أمريكي ويشبه عمليات القراصنة الصومال سابقا، والهدف إيجاد ذريعة لأمريكا لإنشاء قاعدة عسكرية في باب المندب".
تنفيذ التهديد اليمني وأظهرت بيانات (إل.إس.إي.جي) أن ناقلة النفط الصغيرة تديرها شركة زودياك ماريتايم ليمتد المملوكة لإسرائيليين، وهي شركة دولية لإدارة السفن مقرها لندن. وقال مسؤول دفاعي أمريكي: إن "مسلحين مجهولين احتجزوا ناقلة النفط سنترال بارك في خليج عدن اليوم الأحد". وفي وقت سابق، أفادت شركة "إمبري" للأمن البحري أنه تم اعتراض ناقلة نفط تابعة لشركة مرتبطة بإسرائيل قبالة سواحل اليمن، بعد حوادث مماثلة على نفس طريق الشحن، مضيفة أن القوات البحرية الأمريكية تتابع الوضع بعد الحادث المتعلق بسفينة "سنترال بارك" المملوكة من قبل شركة مقرها المملكة المتحدة ومرتبطة بإسرائيل. وأشارت أمبري إلى أن الحوثيين المرتبطين بإيران هددوا سابقا بمهاجمة السفينة في حال لم تحول مسارها باتجاه ميناء الحديدة، مبينة أنه تم اعتراض اتصالات من سفينة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تحذر سنترال بارك من تجاهل الرسائل. وصعد أشخاص على متن الناقلة تم قبالة الشاطئ من مدينة عدن الساحلية اليمنية، حيث أبلغت سفينة أخرى في المنطقة عن اقتراب ثمانية أشخاص على زورقين يرتدون الزي العسكري، بحسب "أمبري". وكانت سفينة تجارية مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي تعرضت لهجوم في المحيط الهندي الجمعة بطائرة مسيّرة يشتبه بأنها إيرانية الصنع، وفق ما أفاد مسؤول عسكري أمريكي السبت.
أسبوع على احتجاز جالاكسي وتأتي هذه التقارير بعد نحو أسبوع من إعلان الحوثيين في اليمن، احتجازهم سفينة مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي في البحر الأحمر. وأتى احتجاز السفينة في إطار تهديد الحوثيين المقربين من إيران، باستهداف السفن الإسرائيلية في تصعيد جديد لهجماتهم ضد الدولة العبرية ردا على حربها ضد غزة. وقالت جماعة أنصار الله اليمنية الحوثيون: إن "قرارها بإغلاق البحر الأحمر أمام السفن الإسرائيلية، لا يزال قائما رغم الهدنة في قطاع غزة وذلك في تصريحات صحفية لنائب رئيس حكومة صنعاء لشؤون الدفاع والأمن، جلال الرويشان". وأكد "الرويشان": "الهدنة تخص غزة، والناطق العسكري أعلن أن قرارنا بإغلاق البحر الأحمر أمام العدو ما زال قائما، وأن الموقف اليمني أعلن رسميا وشعبيا بوضوح ولم تعد هناك لغة دبلوماسية". واعتبر الرويشان، أن وقوف اليمن إلى جانب فلسطين واجب قومي وعروبي ووطني وأخلاقي، جاهزون لأي تبعات وأي عدوان لن يزيد عن العدوان الأمريكي الإسرائيلي بأياد عربية، الذي نتعرض له منذ تسع سنوات.
سفينة ثالثة وفي وقت سابق من السبت، 25 نوفمبر، قالت وكالة أسوشيتد برس، نقلا عن مسؤول أمني أمريكي، بأن سفينة حاويات مملوكة لملياردير إسرائيلي، تعرضت لهجوم بطائرة من دون طيار يشتبه أنها إيرانية في المحيط الهندي. السفينة ترفع علم مالطا، يشتبه في أنها استهدفت بطائرة من دون طيار في أثناء وجودها في المياه الدولية، بحسب مسؤول أمني أمريكي، قال أيضا: إن "الطائرة المسيرة هي من طراز شاهد-136 وكانت تحمل قنبلة على شكل مثلث". وذكر أن "الطائرة انفجرت بعد اصطدامها بالسفينة، ما أدى إلى إلحاق أضرار بها دون إصابة أي من أفراد طاقمها". في سياق متصل، قالت وكالة عمليات التجارة البحرية في المملكة المتحدة (UKMTO): إنه "تم إبلاغها بوجود كيان يعلن أنه السلطة اليمنية، ويأمر إحدى السفن بتغيير مسارها، مطالبة السفن الموجودة في المنطقة بتوخي الحذر والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه". واستولى الحوثيون في اليمن بالفعل على ثلاث سفن إسرائيلية وتم استداف السفينة الرابعة في بحر العرب، واحدة مليئة بالحاويات وواحدة مليئة بالنفط والثالثة بالسيارات، كما ضربوا واحدة في المحيط الهندي بطائرات انتحارية بدون طيار.