استقبل الفلسطينيون بالفرح والدموع، 39 من الأسرى النساء والأطفال الذين أفرجت سلطات الاحتلال عنهم، مقابل 13 أسيرة وطفلا من الإسرائيليين المحتجزين بقطاع غزة، في أول أيام اتفاق الهدنة الذي توسطت فيه قطر بين الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية (حماس). وشهدت أرجاء المدن الفلسطينية من جنين ونابلس إلى القدس وبيت لحم وغيرها، احتفالات كبيرة حيث وزعت الحلوى وأطلق الشبان الألعاب النارية، بالرغم من محاولات قوات الاحتلال منع مظاهر الاحتفال. ورددت الحشود هُتافات تحيي غزة وأهلها، كما هتفوا لرئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار، حيث قال بعضهم "روّحت الحرة على الدار، يديم عزك يا سنوار". ومن بين الأسيرات المحررات، فاطمة عمارنة، التي استقبلتها عائلتها في بلدة يعبد قضاء جنين شمالي الضفة الغربية، وسط حشد من أهالي البلدة. واحتفى الفلسطينيون بالأطفال والفتية المحررين من سجون الاحتلال، إذ حملوهم على الأكتاف وجابوا بهم الشوارع رافعين علم فلسطين وأعلام فصائل المقاومة. ووجّه المحررون مناشدات للسعي لتحرير بقية الأسرى في سجون الاحتلال. وفي مشهد آخر، هتفت الأسيرة المحررة روضة أبو عجمية للمقاومة الفلسطينية وقائد كتائب القسام محمد الضيف لدى وصولها إلى مخيم الدهيشة في بيت لحم. لا خطوط حمراء بدورهما قالت الأسيرتان المقدسيتان المحررتان، أماني الحشيم، ومرح باكير، إن إدارة السجون الإسرائيلية تجاوزت الخطوط الحمراء في تعاملها مع الأسيرات، بما في ذلك الاعتداء عليهن بالضرب ورشهن بالغاز ومصادرة أغراضهن الشخصية. وأشارت أماني ، ومرح ، وهي ممثلة الأسيرات، وأفرج عنهما ضمن صفقة تبادل مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الجمعة؛ إلى ظروف اعتقال قاسية تعيشها الأسيرات منذ السابع من أكتوبر الماضي، حيث بدأ الاحتلال حربا مدمرة على قطاع غزة، وأطلقت الفصائل عملية "طوفان الأقصى". واعتقلت مرح باكير جريحة خلال عودتها من مدرسة بالقدس في 12 أكتوبر 2015 وكان عمرها 16 عاما، وحكمت بالسجن 8 سنوات ونصف وغرامة مالية. بينما أماني الحشيم وهي أم لطفلين، معتقلة منذ 13 ديسمبر 2016، بعد إطلاق النار عليها أثناء قيادتها سيارتها عند حاجز قلنديا العسكري شمالي القدس، وحكم عليها بالسجن 10 سنوات. من جانبها أعربت الأسيرة المفرج عنها أسيل منير (23 عاما) عن فرحتها الكبيرة بالإفراج عنها، قائلة "نحن أقوى منهم"، في إشارة إلى الاحتلال الإسرائيلي. وقالت لقناة الجزيرة إن الوضع داخل السجون الإسرائيلية سيئ جدا، بعد أن منعت إدارة السجن عنهن الأجهزة الكهربائية ومنعتهن من الخروج من الزنازين. ولم تتمالك والدة الأسيرة المحررة أسيل نفسها من الفرحة، فوقعت على الأرض مغشيا عليها. وذكرت الأسيرة المحررة أن أمها لم تتمكن من رؤيتها طوال فترة حبسها. أما الأسيرة المفرج عنها "سارة عبد الله" فبمجرد وصولها إلى محيط منزلها في نابلس بالضفة الغربية، خرت ساجدة شكرا لله، وقالت للجزيرة إنها كانت محكومة بالسجن 8 سنوات، وقالت "أنا فخورة بحركة حماس، وأحب غزة كثيرا، وفخورة بيحيى السنوار ومحمد الضيف لأنهم الوحيدين اللي وقفوا معنا"، على حد قولها. وفي القدس، امتلأ منزل الأسيرة المفرج عنها ملك سليمان بالفرحة، وقد احتشد الأقارب والأصدقاء لتهنئتها بالتحرر. مصادرة الفرحة وجاءت فرحة الأسرى والأسيرات المفرج عنهم وأهاليهم وعموم الشعب الفلسطيني رغم الإجراءات الأمنية التي اتخذتها قوات الاحتلال منذ صباح اليوم منعا لمظاهر الاحتفال المرتقبة. وأطلقت قوات الاحتلال النار وقنابل الغاز على مئات الفلسطينيين المحتشدين أمام سجن عوفر في انتظار الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، مما أدى إلى إصابة طفلين فلسطينيين. كما اعتدت قوات الاحتلال على الصحفيين وأهالي الأسرى المقرر الإفراج عنهم. كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منازل بعض الأسيرات في مدينة القدسالمحتلة، ومنهن أماني الحشيم ومرح باكير وزينة عبده. ويأتي تصعيد الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين وعائلاتهم بعد 48 يوما شن خلالها جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت أكثر من 14 ألفا و854 شهيدا فلسطينيا، بينهم 6 آلاف و150 طفلا وأكثر من 4 آلاف امرأة، فضلا عن أكثر من 36 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة. والجمعة، دخلت الهدنة الإنسانية المؤقتة بين الاحتلال والفصائل الفلسطينية حيز التنفيذ. ويتضمن اتفاق الهدنة الإنسانية إطلاق 50 أسيرا إسرائيليا من غزة، مقابل الإفراج عن 150 فلسطينيا من سجون الاحتلال الإسرائيلي، وإدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق القطاع.