نقلت ناقلة وقود إلى غزة للمرة الأولى منذ بدء الحرب بين حماس ودولة الاحتلال قبل خمسة أسابيع، بحسب ما أفاد موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي". وقال مسؤول كبير في الأممالمتحدة: إن "الشركة تلقت 23,000 لتر 5,060 غالون من الوقود عبر معبر رفح في مصر". لكنه حذر من أن سلطات الاحتلال قصرت استخدامه على نقل المساعدات إلى غزة، وأنه لا يمكن استخدام أي منها لتشغيل المستشفيات أو مضخات المياه. وتمنع دولة الاحتلال جميع شحنات الوقود قائلة: إن "حماس قد تسرقه وتستخدمه لأغراض عسكرية". وقالت هيئة تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية: إنها "وافقت على السماح بإعادة تزويد شاحنات المساعدات التابعة للأمم المتحدة بالوقود بناء على طلب من الحكومة الأمريكية". وجاء القرار بعد ساعات من مداهمة قوات الاحتلال الإسرائيلية مستشفى الشفاء أكبر مستشفى في غزة والذي كان محور أيام من القتال وشهد غارات جوية قريبة. وشنت دولة الاحتلال حملة عسكرية كبرى ضد حركة حماس، وبدأت حصارا على غزة ردا على هجوم عبر الحدود شنه مئات المسلحين في 7 أكتوبر، قتل فيه ما لا يقل عن 1,200 شخص واحتجز حوالي 240 أسرى. وقالت وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة: إن "11500 شخص قتلوا في القطاع منذ ذلك الحين، وحذرت الأممالمتحدة من كارثة إنسانية". وقالت وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي تدير أكبر عملية إنسانية في غزة يوم الثلاثاء: إن "نقص الوقود يعني أنها لم تعد قادرة على تفريغ أو توزيع المساعدات من الشاحنات التي تصل إلى رفح". وعلى الرغم من أن تسليم يوم الأربعاء يعني أن الأممالمتحدة ستكون قادرة الآن على ملء مركباتها، إلا أن دولة الاحتلال منعتها من استخدام أي من الوقود لتوفير الخدمات الأساسية ل 1.5 مليون شخص فروا من منازلهم، أكثر من نصفهم يحتمون في مرافق الأونروا. كتب المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، على موقع X، المعروف سابقا باسم تويتر، "عمليتنا بأكملها الآن على وشك الانهيار". وأضاف: "بحلول نهاية اليوم، لن يتمكن حوالي 70٪ من سكان غزة من الحصول على المياه النظيفة". "إن الحصول على وقود للشاحنات فقط لن ينقذ الأرواح بعد الآن، الانتظار لفترة أطول سيكلف الأرواح". وقال توماس وايت، رئيس الوكالة في غزة: إن "23,000 لتر تمثل 9٪ فقط مما تحتاجه يوميا للحفاظ على الأنشطة المنقذة للحياة، وطالب بأن يتم تسليم المساعدات بناء على الحاجة وليس على أساس الشروط التي تحددها أطراف النزاع". وفي وقت سابق، قال وايت: إن "مضخات الصرف الصحي الثلاث و10 مضخات مياه في مدينة رفح الجنوبية توقفت عن العمل بسبب نفاد الوقود، وكذلك محطة تحلية المياه في مدينة خان يونس القريبة". كما اضطر مستشفى الأمل في خان يونس إلى إيقاف جميع الخدمات باستثناء حالات الطوارئ، وتم إخراج 24 سيارة إسعاف من الخدمة. وقد اضطرت العديد من مرافق الصحة والمياه والصرف الصحي الأخرى إلى الإغلاق في جميع أنحاء القطاع بسبب نقص الوقود والأضرار والهجمات وانعدام الأمن. وقالت شركات الاتصالات الفلسطينية أيضا إنها تتوقع قطع خدمات الهاتف والإنترنت يوم الخميس بسبب نقص الوقود لمراكز البيانات والتبادلات، وفقا للأمم المتحدة. وقال مرصد نتبلوكس للإنترنت يوم الأربعاء: إن "المقاييس أظهرت انخفاضا تدريجيا جديدا في الاتصال بالإنترنت في غزة، وإن من المرجح أن تقل قدرة السكان على التواصل". وفي يوم الثلاثاء، دخلت 91 شاحنة محملة بالأغذية والأدوية والإمدادات الصحية والمياه المعبأة في زجاجات والبطانيات والخيام ومنتجات النظافة إلى غزة من مصر، وفقا لما ذكرته الأممالمتحدة، ليصل العدد الإجمالي منذ إعادة فتح معبر رفح في 21 أكتوبر إلى 1,187. ووصفت الأممالمتحدة ذلك بأنه قطرة في محيط، مشيرة إلى أن حوالي 500 شاحنة كانت تعبر إلى غزة كل يوم في المتوسط قبل بدء الحرب.