أشاد مراقبون بشجاعة وبسالة المقاوم الفلسطيني في التصدي لقوات الاحتلال الصهيوني، رغم تواضع الإمكانات أمام واحد من أحدث جيوش العالم تسليحا وتدريبا. وكشف ذلك مقاطع الفيديو التي جمعتها كتائب القسام ضمن أبرز عمليات ال3 من نوفمبر الجاري، في مشاهد كشفت تنفيذ المقاومة عدة هجمات على يد جنودها على دبابات الاحتلال بشكل منفرد لنحو 6 دبابات بمواقع مختلفة غربي القطاع منطقة بيت حنون وبيت لاهيا والساحل الغربي للقطاع. وسبق أن أعلنت تل أبيب أنها توغلت شرق حي الزيتون في قطاع غزة، إلا أن فيديوهات المقاومة أظهرت خروج أحد مقاتليها من فتحة نفق تحت الأرض، ومهاجمته دبابة بنصب عبوة ناسفة على ظهرها من مسافة صفر، قبل الانسحاب وتفجيرها. واستهدف المقاومون الدبابة بقذيفة من طراز الياسين ما أدى إلى تفجيرها، ما دفع القوة الإسرائيلية للانسحاب من المكان، ثم عاد المقاتلون، وجمعوا حطام الدبابة التي فجروها. مزاعم جيش الاحتلال الصهيوني أنه سخر ترسانته من دبابات والجرافات والآليات المدرعة مدعوما بطائرات فرنسية وأمريكية، علاوة على الصهيونية تقصف كل شيء على أرض غزة ضمن سياسة الأرض المحروقة. المسافة صفر التحشدات العسكرية والقوة الباطشة وسيل دماء الأبرياء، لم يحم الاحتلال ولا جنوده من "ياسين 105" كتائب القسام التي تشتبك معهم به من مسافة صفر بل ومسافة ما دون الصفر، والمفاجأة كانت توثيق بعض هذه الاشتباكات بالصوت والصورة فليس كل مقاتل في المقاومة "حماس" أو "السرايا" أو "المجاهدين" معه كاميرا. منصات التواصل الاجتماعي تفاعلوا بشكل واسع مع المقطع الذي بثته كتائب القسام، وبتصريحات الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، قد قال إن مقاتلي المقاومة دمروا ما قوامه كتيبة من دبابات الاحتلال التي تحاول التوغل في قطاع غزة. وأكد أبو عبيدة، السبت، أن مقاتلي حماس دمروا 24 آلية عسكرية بشكل كلي أو جزئي، خلال 48 ساعة الأخيرة في محاور القتال في قطاع غزة. وأوضح: "يتعامل قناصة الجناح العسكري لحماس مع الجنود المتحصنين في المنازل، أو على من يجرؤ على إخراج رأسه من الآلية التي يتحصن فيها". وأضاف: "مقاتلونا يواصلون الالتفاف خلف قوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة ويلتحمون من المسافة صفر مع جنوده". التطويق والعزل وفي تقرير لموقع "سكاي نيوز الإماراتي" قال المحلل العسكري اللواء ماجد القيسي، مدير برنامج الأمن والدفاع في مركز صنع السياسات الدولية استراتيجية "المسافة صفر" تعتبر المستوى الثالث من الحروب أو الاشتباكات داخل المدن. وأضاف، هذه الاستراتيجية يتم اللجوء إليها عندما يحدث تداخل بين طرفي الحرب، فيكونان داخل بناية واحدة أو مربع واحد أو يبعد أحدهما عن الآخر عدة أمتار. وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية حاليا في مرحلة التطويق والعزل، حيث يتم التطويق من الشمال الغربي والشمال الشرقي نزولا على طريق الرشيد الساحلي. ولفت إلى أن المقاومة تلتحم بهذه الأرتال العسكرية في ظل الظهور المفاجئ من فتحات الأنفاق وتضع القنابل اليدوية على سطح الدبابات، وقد يتراوح مجال المواجهة مابيت 50 أو 75 أو 100 متر. وأكد أن عمليات القتال في المدن صعبة جدا، لذلك تلجأ إسرائيل إلى الدمج بين استراتيجيتي الأرض المحروقة، والقضم من خلال تقسيم المربعات والسيطرة على البنايات. https://www.facebook.com/reel/890587032580623 الواقع والمعترف به وفي ضوء عدم اعتراف الصهاينة بخسائرهم، أعلن جيش الاحتلال أن عدد ضباط وجنود الجيش الذين قتلوا منذ بدء الحرب في قطاع غزة يوم 7 أكتوبر إلى 345. وبعد نشر القسام فيديوهات اصطياد قذيفة الياسين الترادفية لدباباتهم وآلياتهم يضطر الاحتلال عبر الناطقين باسم جيشه عن سقوط 4 جنود إضافيين قتلى في قطاع غزة في حين يدعي الجيش الصهيوني الخميس أنه طوق غزة بعد 6 أيام على بدء توغله البري في القطاع الفلسطيني. https://www.facebook.com/watch/?ref=search&v=3484513361863000&external_log_id=4d7c9545-18ae-43eb-9f82-c24e7aac96a5&q=%D9%85%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D9%81%D8%A9%20%D8%B5%D9%81%D8%B1 استراتيجية فدائية واعتبر تقرير ل"يورونيوز" أن المسافة صفر استراتيجية فدائية أذهلت العقول تغلب فيها فرد من القسام على منطق الرياضيات. واستعرضت واحدة من هذه العمليات، حيث أظهر الفيديو المقاتل أثناء خروجه من أحد الأنفاق وتتبعه للمركبة وتثبيت مفجر على متنها قبل أن يعود أدراجه ويقوم بتفجير المركبة عن بعد. واستعرض التقرير فيديو آخر ما تقول الحركة: إنه "بقايا المركبة بعد تدميرها وانسحاب القوة الإسرائيلية المصاحبة لها". وأشار التقرير إلى توعدت كتائب القسام، بأن غزة ستكون لعنة التاريخ على إسرائيل، محذرة من أن الجنود الإسرائيليين سيخرجون في أكياس سود. ويشير مراقبون إلى تل أبيب ومن خلفها واشنطن وباريس وعواصم أوروبا فقط يتمكنون من رفع حصيلة القتلى من الأطفال والنساء والمسنيين من القطاع الذي يشكله نحو 2.3 مليون قضى منهم نحو 9800 شهيد بينهم نحو 3800 طفلا. وأوقع طوفان الأقصى نحو 1400 قتيل في إسرائيل، وفق الجيش، معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول من الهجوم.