بعد مجزرة بوابة مستشفى الشفاء 3 نوفمبر 2023 سأل مراسل قناة الجزيرة مدير المستشفيات في قطاع غزة: "مَن اليوم تطلبون منه التدخل والتحرك بأي طريقة؟" رد قائلا: "نطلب من جيراننا، الذين هم بجانبنا، إخواننا المصريين، في وحدة الدم ووحدة العروبة، الذين كانوا دائمًا وأبدًا معنا في كل الحروب وكل الانتصارات تلتي حققها المصريون 73". أضاف: كنا نأمل أن يكون دورهم أكبر من هكذا، وأن يكون تدخلهم أقوى من هكذا تدخل، وأن يسمح بفتح معبر رفح؛ كل الحروب السابقة كان معبر رفح يُفتح، وكان يُسمح بدخول المساعدات ودخول الوقود، وخروج الجرحى، هذه المرة مغلقة من جميع النواحي، لا أحد يتدخل، ولا أحد يحرك ساكنًا"! ما قاله مدير المستشفيات في غزة يكشف جانبا من الحصار الذي يلعب النظام المصري برئاسة عبد الفتاح السيسي دورا فيه، وماذا قاله بايدن وجيش اسرائيل يؤكد ذلك. الرئيس الأميركي، جو بايدن قال 2 نوفمبر إنه هو الذي أقنع عبد الفتاح السيسي بفتح معبر رفح كي يخرج حملة الجنسية الأجانب من غزة، بينما هللت صحف النظام لأن السيسي فتحه نصرة لغزة! بايدن قال أنا الشخص الذي تحدثت إلى (عبد الفتاح) السيسي لإقناعه بفتح الباب"، أي معبر رفح، وفق ما نقله موقع "ذا هيل". الجيش الاسرائيلي قال ايضا أنه يقوم بتفتيش أي شاحنات تدخل غزة في معبر العوجة المصري أولا ثم تعود لرفح لتدخل غزة، وأنه يمنع دخول الوقود ومصر تنفذ تعليماته! مؤشرات هذا الدور المتواطئ لا تقتصر على غلق معبر رفح والانصياع للأوامر الاسرائيلي والأمريكية الخاصة بفتحه وتفيش الاسرائيليين لما يمر به، ولكنها تمتد لمنع قبائل سيناء من العودة لمدنهم وإطلاق الجيش المصري النار عليهم لتهديدهم حين تظاهروا للعودة. دلالات الدور المصري في الحصار تشير لتورطه في مخطط التهجير رغم التصريحات الرسمية والعنتريات الاعلامية حول رفض مصر التفريط في سيناء، مقابل وعود واضحة تطرحها أمريكا ودول التطبيع لتخفيف أزمة نظامه الاقتصادية التي توشك أن تعصف به. «كينيث روث» المدير السابق لمنظمة «هيومان رايتس ووتش» قال: «إن الصفقة القذرة التي تتم مع السيسي -وهو أكثر زعيم قمعي في تاريخ مصر المعاصر-هي أن تتجاهل واشنطن انتهاكات السيسي لحقوق الإنسان مقابل تطبيقه لحصار غزة» https://twitter.com/KenRoth/status/1720415584569946570 أشار لتقرير نشرت "نيويورك تايمز" 14 سبتمبر 2023 عن موافقة إدارة بايدن على الافراج عن مساعدات عسكرية بقيمة 235 مليون دولار لنظام السيسي على الرغم من عدم تلبية شروط حقوق الإنسان المرتبطة بالتشريعات المتعلقة بتلك المساعدات، ووصفها بأنها تفسير لهذه "الصفقة القذرة". مساعدات وهمية وبث نشطاء على مواقع التواصل فيديو شاحنة مساعدات مصرية قالوا إنها انقلبت وهي داخل غزة وتكالب عليها الجائعين فلم يجدوا فيها سوى بسكويت قالوا إنه "خربان" لأن تاريخ صلاحيته ينتهي بعد شهر وأكفان موتي. وقالوا إن البسكويت غالبا من إنتاج شركات الجيش التي افتتحها السيسي ولا تلقي منتجاتها إقبال من المصريين. قالوا إن "شاحنة من مصر السيسي دخلت أمس معبر رفح في قطاع غزة، ومن شدة اندفاع السائق لمساعدة أهل غزة انقلبت الشاحنة فانكشفت الحمولة التي يمن بها السيسي واعلامه على أهل قطاع غزة" "وكانت الحمولة عبارة عن بسكويت خربان وأكفان هدية لشعب غزة من البطل قاهر الحصار "السيسي" https://twitter.com/ghfds43278mkl/status/1720503082805547018 واعتبر نشطاء ذلك "فضيحة كبيرة وعار" متسائلين: "هل هي خديعة من نظام السيسي للعالم أن المعبر مفتوح بينما الحصار مستمر؟ وهل هذه حصيلة تبرعات المصريين لشعب غرة؟ حكام العرب يبحثون ما بعد حماس! صحيفة "وول ستريت جورنال" 2 نوفمبر 2023 قالت واشنطن تبحث مع أنظمة عربية من بينها مصر "خيارات حكم غزة بعد حماس"! قالت إن "وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، ونوابه يتحدثون مع نظرائهم في الدول العربية حول خطط لحكم غزة بعد أن تنهي إسرائيل الحرب، وفقا لأشخاص مطلعين على محادثات المرحلة المبكرة". وذكر جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أمام صحفيين 2 نوفمبر 2023 أن الولاياتالمتحدة وحلفاؤها وشركاؤها يناقشون احتمالات ما بعد الحرب في غزة، نعمل مع شركائنا في المنطقة لاستكشاف الشكل الذي يُحتمل ويجب أن يكون عليه الحكم في غزة". وقالت صحيفة وول ستريت جورنال2 نوفمبر 2023 إن واشنطن تبحث مع أنظمة عربية خيارات حكم غزة بعد حماس! قالت: بدأت الإدارة الأميركية مناقشة مستقبل غزة بعد إنهاء إسرائيل عملياتها العسكرية وبحث خطط لإدارة القطاع في مرحلة ما بعد حماس. وقالت الصحيفة إن وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، ونوابه يتحدثون مع نظرائهم في الدول العربية حول خطط لحكم غزة بعد أن تنهي إسرائيل الحرب، وفقا لأشخاص مطلعين على محادثات المرحلة المبكرة. ويقول المسؤولون المشاركون في الجلسات إنه من السابق لأوانه مناقشة التفاصيل، فيما لا يرى محللون مخططا دقيقا لإدارة غزة في الوقت الحالي، ولكن من المتوقع أن تطرح القضية خلال زيارة بلينكن القادمة إلى المنطقة، وفق التقرير. وكانت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، في المنطقة قبل زيارة بلينكن، لمناقشة الخطط المستقبلية لغزة من بين قضايا أخرى، وفق الصحيفة. ويشدد المسؤولون المطلعون على المناقشات المبكرة حول الخطوة التالية لغزة على أنه لا توجد حتى الآن خطة تدعمها واشنطن، فيما أحد الخيارات هو فترة تقود فيها غزة قوة متعددة الجنسيات من المنطقة، بحسب الصحيفة. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن الهدف هو تدمير قدرات حماس العسكرية وقدرتها على الحكم، لكنه أضاف أن بلاده ليس لديها مصلحة في السيطرة على غزة بشكل دائم. ويقول مسؤولون إنه في ظل محمود عباس، ينظر إلى السلطة الفلسطينية التي تحكم أجزاء من الضفة الغربية على أنها أضعف من أن تدير غزة على المدى القريب. ويقول بعض المحللين إن ائتلافا من الدول العربية أو القادة الفلسطينيين يمكن أن يشرف على غزة على أساس مؤقت حتى يصبح القطاع في وضع أفضل لانتخاب قيادته. والاحتمال الآخر، بحسب الصحيفة، هو إقناع الدول العربية التي وقعت اتفاقات سلام أو اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل بتوفير قوة أمنية لغزة أو الإشراف عليها، لكن ذلك سيتطلب من بعض البلدان أو المنظمات تحمل المسؤولية الإدارية والإشراف على الأمن. وتقول الصحيفة أن بعض الجيران العرب يترددون في القيام بدور في الحكم، خوفا من أن يقوض ذلك هدفهم على المدى الطويل المتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة. واعلنت وزارة الخارجية الأردنية أن وزراء خارجية الأردن والإمارات والسعودية وقطر ومصر وأمين سر اللجنة التنفيذية ل"منظمة التحرير الفلسطينية"، سيعقدون السبت 4 نوفمبر 2023، اجتماعاً تنسيقياً في ظل الجهود التي تستهدف التوصل إلى وقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين، قبل أن يعقدوا اجتماعاً مع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الذي يزور الأردن. لكن وزير الخارجية الأمريكي تحدث في تل ابيب بشأن "اليوم التالي لما بعد الحرب في غزة"، قال بلينكن: "الأهم هو أنه لا يمكن العودة إلى وضع ما قبل 7 أكتوبر (تاريخ عملية طوفان الأقصى)"، مشيراً إلى "رفض عودة حكم حماس لغزة". وقال الناطق باسم الخارجية الأردنية، سفيان القضاة، إن الوزراء سيعقدون "اجتماعاً مشتركاً مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، يؤكدون خلاله الموقف العربي الداعي لوقف فوري لإطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل فوري وعاجل للقطاع".