يُلوّح الصهاينة بعد إفاقتهم في 9 أكتوبر الماضي من صدمة طوفان الأقصى 7 أكتوبر أنهم في طريقهم إلى الحرب البرية، وإن انتهت إلى حديث الإعلام الصهيوني عن توغل بري، ولكن آخر عنترية صهيونية أنهم سينفذون هذا التوغل حتى ولو سقط جنود قتلى بحسب صحيفة هآرتس الصهيونية الاثنين 23 أكتوبر. عنترية أخرى الاثنين، حيث أعلن جيش الاحتلال البدء في الهجوم البري بصورة محدودة وقال: إن "قواته البرية نفذت مداهمات محدودة في غزة، وإن غارات جوية استهدفت مسلحين فلسطينيين يتجمعون لصد غزو إسرائيلي أوسع، بينما يستعد كل جانب للمرحلة التالية من الحرب المتصاعدة". وقال مراقبون: إنه "إلى الآن لم يتضح موعد شن تل أبيب غزوا واسع النطاق على غزة، ولا يستطيع أي من الطرفين توقع ما يمكن أن يحدث تحديدا عند بدء الغزو". وقالت هآرتس: إن "الجيش أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن أهداف الحرب تتطلب عملية برية بقطاع غزة، حتى على حساب سقوط قتلى في صفوفه". ويعتقد جيش الاحتلال أنه من الضروري التوغل برا في قطاع غزة، من أجل تحقيق أهداف الحرب التي حددتها الحكومة، حتى على حساب العديد من القتلى من الجنود، لكنه ينتظر موافقة نتنياهو، بحسب الصحيفة. وضمن تسويح الاتهامات، حيث يتهم السياسي العسكري والعكس في تأجيل التوغل والتحسب لحماس، تحدثت هآرتس عن أن المستوى السياسي الإسرائيلي سبق ووجه الجيش بتدمير القدرات العسكرية والسلطوية لحماس وخلق واقع أمني جديد في القطاع. وقالت هآرتس: إن "أعضاء بهيئة الأركان العامة يرون الضغط على حماس بالدخول البري يفضي إلى اتفاق لإعادة المختطفين، في محاولة لإنهاء الحرب، ونسبت إلى مصادر عسكرية أنهم لمسوا ترددا في المستوى السياسي بشأن استمرار الحرب". واستعرضت آراء تشير إلى أن نتنياهو لا يثق في الجيش الإسرائيلي وقدرته على تحقيق الأهداف التي حددتها الحكومة، وأن ذلك بدا من مسؤولين مقربين من نتنياهو يرددون رسالة : "من الأفضل عدم التسرع بالدخول إلى غزة، نظرا لخطر اندلاع حريق في الشمال مع حزب الله اللبناني، بل وربما المنطقة برمتها". وقال مستشار الأمن القومي السابق يعقوب عميدرور، لقناة كان الرسمية: إنه "لا ضرر من تأخير الدخول البري كل يوم يمر هو لصالحنا وعلى حساب حماس، وكلما مر الوقت نحتاج إلى قدر أقل من القوة الجوية في غزة ومن الممكن نقلها إلى الشمال". فرصة حماس وبالمقابل، صرحت حركة المقاومة الإسلامية حماس الإثنين، أن دخول الاحتلال الإسرائيلي البري إلى قطاع غزة، سيكون فرصة لتكبيده خسائر، قتلا وأسرا، بحسب الناطق باسم الحركة عبد اللطيف القانوع. وهو ما أكد عليه القيادي وعضو المكتب السياسي د. إسماعيل رضوان في تصريحات لقناة "السراج" والذي شكك في نية الاحتلال بالتوغل بريا في غزة وأنهم عين المقاومة المتيقظة في كل أنحاء القطاع أعلمته بما سيواجهونه كما حدث في ثغرة شرق كيسوفيم التي تصدى لها مجاهدو المقاومة في خان يونس الأحد. القانوع قال أيضا عبر الفضائية التي تحمل حاليا اسم اليرموك 2: إنه "إذا أقدم الاحتلال على الدخول البري فهذه فرصة سانحة لتكبيده الخسائر قتلا وأسرا وشدد على أن عملية كيسوفيم من الرسائل التي وصلته". واعترف العدو الصهيوني بوقوع إصابات في صفوف جنوده بعد وقوع قوة مدرعة في كمين لكتائب القسام شرق خانيونس، وقال إن 4 إصابات بينها حالاتين خطيرة جراء محاولة صهيونية لصد هجوم للقسام. ثم عاد الاحتلال ليؤكد مقتل جندي وإصابة 3 آخرين، جراء سقوط صاروخ مضاد للدبابات، أطلق من قطاع غزة على قوة عسكرية بمنطقة كيسوفيم جنوب البلاد. غير أن القسام كانت أسبق في الإعلان عن كمين غرب كيسوفيم وشرق خان يونس بعدما أعلنت الكتائب الجناح العسكري لحركة حماس، الأحد، أنها أوقعت قوة الكيان المدرعة في كمين محكم. وأضافت، في بيان على تيلجرام: "القوة الألكيان ية حاولت عبور السياج الزائل لعدة أمتار، حيث التحمت قوات كتائب القسام مع القوة المتسللة، ودمرت جرافتين ودبابة وأجبرت القوة على الانسحاب". وأردفت أن "مجاهدينا يأكدون أن جنود القوة الصهيونية التي وقعت في كمين خانيونس غادروا آلياتهم وفروا شرق السياج الزائل مشيا على الأقدام". وتوازى مع البيان الإعلامي وقفة لأبناء غزة يهتفون من أعلى سيارة أمام مستشفى الشفاء بغزة وهي الجهة الصحية الأكبر استيعابا في القطاع بين 35 مستشفى أخرى توقف نحو 20 منها بسبب القصف الصهيوني ونقص الامدادات الصحية. وشارك العشرات من الغزاوية وهتفوا "كلنا رجالك يا محمد ضيف"، و"اضرب يا قسام يا حبيب واخسأ يا صهيوني". وحتى الساعة يتلقى الحي (خان يونس) الذي صد مجاهدوه المحاولة الصهونية للاختراق بجرافتين ودبابة، غارات جوية كثيفة غير معتادة منذ الإعلان عن هزيمتهم المتجددة وقال جيش الاحتلال إنه جرى إطلاق نار على قوات الكيان ية غرب القطاع، فيما قام الجيش بقصف المكان.