في ظل الانفلات العسكري الذي يعيشه الجيش الصهيوني الذي يعربد بالمنطقة والأراضي العربية في فلسطين ولبنان وسوريا، وصلت العربدة أمس الأحد، من قصف دقيق لبرج مراقبة عسكري مصري، ما أدى لإصابات خطيرة لتسعة من أفراد قوات حرس الحدود المصرية، بينهم عقيد ورائد وملازم أول واثنان صف ضابط و4 من المجندين . والأحد، كشف موقع "مدى مصر" عن إصابة 9 مصريين جراء انفجار وقع قبل قليل بالقرب من برج تابع لقوات حرس الحدود جنوب مدينة رفح المصرية على خط الحدود الفاصل بين مصر وقطاع غزة. ونقل الموقع عن مصدر في هيئة الإسعاف ومصدرين مسؤولين في محافظة شمال سيناء، تأكيدهم نقل سيارات الإسعاف للمصابين إلى المستشفى العسكري في العريش. من جانبها، نشرت مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان ومقرها لندن صورة تظهر سيارتي إسعاف مساء الأحد قالت: إنهما "كانتا في اتجاههما لنقل ضحايا قذيفة إسرائيلية أصابت برج حراسة مصري بالقرب من معبر كرم أبو سالم جنوب رفح". ونقلت المؤسسة عن مصادر في قطاع الإسعاف بشمال سيناء قولها: إن "سيارتي إسعاف تحركتا من مستشفى رفح، بينما تحركت 3 أخرى من نقطة أبو طويلة بمدينة الشيخ زويد لموقع الحادث". فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف موقع مصري عن طريق الخطأ بالقرب من معبر كرم أبوسالم. وقال المتحدث بلسان جيش الاحتلال للإعلام العربي أفيخاي أدرعي: إن "دبابة لجيش الدفاع أطلقت قبل قليل نيرانها عن طريق الخطأ، وأصابت موقعا مصريً بالقرب من الحدود في منطقة كرم شالوم". وأضاف في تغريدة عبر منصة "إكس" أن الحادث قيد التحقيق ويتم فحص تفاصيله. أما المتحدث الرسمي باسم الجيش المصري العقيد غريب عبدالحافظ، فأكد الأحد، إصابة عدد من عناصر المراقبة الحدودية بشظايا قذيفة من دبابة إسرائيلية. وبلا تحقيق، معتمدا على الرواية الإسرائيلية، قال المتحدث: إن "الحادث وقع عن طريق الخطأ، وإن الإصابات طفيفة، مؤكدا أن الجانب الإسرائيلي أبدى أسفه على الحادث غير المتعمد فور وقوعه". الحادث يبدو غريبا جدا، خاصة وأنه يأتي بعد 5 استهدافات للطيران الصهيوني لمعبر رفح، من الاتجاه الفلسطيني وتهديده في وقت سابق بقصف أي شاحنة مصرية تدخل قطاع غزة، وهو ما أرجع المساعدات من أمام المعبر إلى العريش، قبل الاتفاق والقرار الأمريكي بإدخال 20 شاحنة فقط، فيما كان يدخل يوميا 500 شاحنة يوميا لتلبية حاجيات الحياة الأساسية لسكان القطاع المحاصر منذ 16 عاما. ويرى مراقبون أن دقة تصويب القذيفة في البرج العسكري نفسه، وليس في المنطقة الواسعة المحيطة به، تبدو مقصودة، وذلك ردا على قتل أمين شرطة مصري لثلاثة سائحين إسرائيليين بالإسكندرية في أول أيام حملة إسرائيل العسكرية ضد المدنيين الفلسطينيين العزل. أو أن الاحتلال يريد تهديد مصر، بأنها في مرمى نيران الاحتلال، وذلك لدفع النظام المصري نحو الانحياز أكثر لإسرائيل، والسماح بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وهو الموقف الذي لا يعترض عليه رأس النظام العسكري بمصر، ولكن يريد ثمن اقتصاديا أكبر، وفق تقديرات استراتيجية. وسبق أن أعلن السيسي أنه يمكن لإسرئيل تهجير الفلسطينيين إلى صحراء النقب، ثم إعلان النظام المصري إمكانية قيامه بالإشراف على مخيمات في رفح الفلسطينية المجاورة للحدود المصرية، بعد إقامة مخيمات إيواء لنحو مليون فلسطيني، كي تتمكن إسرائيل بإنهاء عملياتها العسكرية، وتدمير قدرات المقاومة الفلسطينية، وهو موقف مخز ، لم يقل به أي حاكم عربي. وأمام هذا المشهد ، فإن تضعضع الموقف المصري وعدم قدرته على الرد المباشر لحماية الحدود المصرية، سيمنح إسرائيل ضوءا أخضر لممارسة أعمال عربدة أكبر تجاه مصر. وينصح خبراء باستخدام مصر لنفس الاستراتيجية الإسرائيلية "الخطأ الدقيق" باستهدافات عسكرية لمواقع إسرائيلية على الحدود للجم الاحتلال، ثم تقديم الأسف والاعتذار، مشيرين إلى أن اتجاه القصف الإسرائيلي من الدبابات والقاذفات الإسرائيلية ضد غزة من المفترض أن يكون متخذا الاتجاه شمالا، وليس بالغرب في اتجاه مصر، وهو ما يلفت إلى أنه خطأ مقصود له ما وراءه، كما أن نظام إطلاق الدبابات للقذائف مبني على إحداثيات لا تسمح بالخطأ الشديد الذي حصل، إذ يمكن أن يكون معامل الخطأ لا يتجاوز مترا واحدا إلى ثلاثة أمتار، وليس بمثل هذا الانحراف الكبير تجاه مصر، فهل يفعلها السيسي ويرد بخطأ دقيق آخر؟ أم يبلعها كما بلع سابقا الكثير من الإهانات، وأدت لتفريط مصر في أراضيها على يد الحاكم العسكري القزم؟.