في انسحاب مقيت لنظام أكبر دولة إقليمية، والتي لا تملك من أمرها شيئا في الوقت الحالي أمام العنفوان الإسرائيلي والعجز العربي، وبدلا من أن يعلنها قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي صريحة برفض مخطط التطبيع مع دولة الاحتلال نهائيا، راح يقدم البدائل لإسرائيل بتهجير سكان غزة الى النقب بدلا من سيناء، فيما كان يستوجب التشديد على وقف الاعمال العدوانية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل. وبعد عشرية سوداء من قمع الشارع المصري ومنع التظاهرات تماما، راح السيسي يهدد إسرائيل بإنزال المصريين للتظاهر في الشوارع رفضا لمخطط التهجير، وذلك بدلا من تحريك القوات المسلحة لمنع التغول الإسرائيلي وحماية المدنيين أو حماية السيادة المصرية بإدخال المساعدات الإنسانية والغذائية والوقود للشعب الفلسطيني. واليوم الأربعاء، لوح السيسي بإنزال ملايين المصريين في الشوارع لرفض فكرة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء، معتبرا أن فكرة تهجيرهم تعني جر مصر إلى حرب مع إسرائيل، واقترح على دولة الاحتلال إبعادهم إلى صحراء النقب المحتلة، لحين انتهاء العمليات العسكرية. وقال السيسي، خلال مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني أولاف شولتس، اليوم الأربعاء بالقاهرة، إن "استمرار العمليات العسكرية والتصعيد في غزة يهدد المنطقة بأكملها، مشيرا إلى ضرورة حل القضية الفلسطينية من منظور شامل يضمن تحقيق حل الدولتين". وأوضح أنه يجب السماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، زاعما بأن مصر لم تقم بإغلاق معبر رفح منذ بدء التصعيد، لكن قصف إسرائيل له حال دون استخدامه لنقل المساعدات الإنسانية. وأكد السيسي أن مصر لا تتحمل تبعات التصعيد في غزة وتدمير السلام، مشيرا إلى أن ملايين المصريين مستعدون للتظاهر تعبيرا عن رفض تهجير الفلسطينيين من غزة. وقال قائد الانقلاب في تهديد واضح: "إذا دعوت الشعب المصري إلى رفض فكرة تهجير الفلسطينيين فإن ملايين المصريين سوف يستجيبون لهذه الدعوة". وتحتشد عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية على الجانب المصري من قطاع غزة، انتظارا لإدخالها إلى القطاع، وسط رفض إسرائيل منح الإذن لمصر لإدخالها، كما قال وزير الخارجية سامح شكري، قبل أيام. وكان المستشار الألماني وصل إلى مصر الأربعاء بعد زيارة سريعة إلى دولة الاحتلال. وعبر شولتس عن "فزعه" من صور قصف مستشفى المعمداني في غزة، والتي أدت إلى استشهاد المئات، ودعا إلى إجراء تحقيق شامل. وتمارس إسرائيل وأمريكا ضغوطا كبيرة على مصر لتهجير نحو مليون ونصف مليون من سكان شمال قطاع غزة، لتتمكن القوات البرية الإسرائيلية من تنفيذ حربا بري شاملة تمحو إحياء غزة من الخارطة الفلسطينية نهائيا، وهو ما يمثل جريمة د الانسانية وتميز عنصري ضد الفلسطينيين. ولم تتورع دولة الاحتلال عن تنفيذ مجازر ضد المدنيين، وصلت لضرب واستهداف مستشفى المعمداني، ومدارس الأونروا وأماكن تجمع الفلسطينيين العزل.