نفت حركة الجهاد الإسلامي الأكاذيب والاتّهامات الباطلة التي أطلقتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بأن صاروخا أطلقته الحركة سقط "بالخطأ" فوق مستشفى المعمداني بغزة وأسفر عن مقتل 500 فلسطيني على الأقل. وأكدت حركة الجهاد الإسلامي "أنّ إسرائيل تحاول التنصّل من مسؤوليتها عن المجزرة الوحشية"، مشيرة إلى أن إسرائيل "كعادتها في فبركة الأكاذيب، تحاول جاهدة التنصّل من مسؤوليتها عن المجزرة الوحشية التي ارتكبها بقصفه المستشفى، وتوجيه أصابع الاتّهام نحو حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين". وفيما تم إلغاء "القمة الرباعية" التي كان مقررا أن تعقد في الأردن الأربعاء اشتعلت عواصم عربية وعالمية ضد الجريمة التي اقترفتها قوات الاحتلال الصهيوني بقصف مستشفى "المعمداني" في حي الزيتون بغزة والذي كان ملاذا آمنا للمدنيين ما أدى إلى استشهاد أكثر من 500 فلسطيني، في حصيلة غير مسبوقة. وغادر الرئيس الأمريكي البيت الأبيض في طريقه إلى إسرائيل، وجاء في بيان مقتضب أن بايدن توجه إلى قاعدة أندروز العسكرية القريبة من واشنطن حيث سيستقل طائرة إلى تل أبيب. وفي السياق خرجت مظاهرات غاضبة ليلا في بلدان عربية ومناطق أخرى بالعالم، حيث حاول متظاهرون أردنيون غاضبون الوصول إلى مبنى سفارة دولة الاحتلال الإسرائيلي في منطقة الرابية غرب العاصمة عمان، بعد دعوات للاحتشاد أمامها احتجاجا على مجزرة المستشفى المعمداني. وطالب المتظاهرون الحكومة الأردنية بطرد سفير دولة الاحتلال، روجيل راحمان، وإغلاق السفارة، فيما حاولت قوات الأمن الأردنية منع المتظاهرين من اقتحام السفارة. ونظم "الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن" وقفة حاشدة مساء الثلاثاء بمنطقة العبدلي نصرة للمقاومة في فلسطين وإسنادا لأهل غزة الصامدين بوجه العدوان الإسرائيلي. وردد المشاركون في الوقفة هتافاتٍ تطالب العالم الحر والأنظمة العربية والإسلامية بالتدخل العاجل لوقف نزيف الدم الذي يسيل في غزة على يد جيش الاحتلال، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة لإنقاذ آلاف الجرحى والمصابين. كما رفع المشاركون لافتات تحيي المقاومة الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني والتضحيات التي قدمها في سبيل حماية القدس والمسجد الأقصى في وجه مشاريع التقسيم والتهويد، والدفاع عن حقوقه المشروعة. وتظاهر آلاف الأتراك وأبناء الجاليات العربية والإسلامية في إسطنبول أمام القنصلية الإسرائيلية في المدينة، معربين عن غضبهم بعد مجزرة المعمداني. ومع انتشار أخبار جريمة قصف المستشفى توجه المتظاهرون بشكل فردي وبدعوات من قبل منظمات المجتمع المدني إلى مقر القنصلية الإسرائيلية بمنطقة ليفنت. واتخذت السلطات الأمنية إجراءات مشددة لمنع اقتراب المتظاهرين من القنصلية، فيما حمل المتظاهرون الأعلام التركية والفلسطينية مرددين هتافات "الموت لإسرائيل". من جانبه وصف رئيس الوزراء الفلسطيني ما حدث بأنه جريمة مروعة وإبادة جماعية، وقال إن الدول التي تدعم إسرائيل تتحمل المسؤولية أيضا. من جانبه قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن استهداف مستشفى الأهلي "جريمة حرب بشعة لا يمكن السكوت عنها أو أن نجعلها تمر بدون حساب"، مضيفا أن "أي كلام غير وقف هذه الحرب لن نقبل به من أحد". فيما حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني "من أن هذه الحرب التي دخلت مرحلة خطيرة ستجر المنطقة إلى كارثة لا تحمد عقباها، وعلى المجتمع الدولي وضع حد لسفك الدماء الذي يشكل استمراره وصمة عار على الإنسانية". يشار إلى أن وزارة الصحة الفلسطينية أفادت بأن عدد القتلى الفلسطينيين نتيجة الهجمات الإسرائيلية منذ بدء التصعيد تجاوز حاجز 3 آلاف شخص. ووفقا لبيان وزارة الصحة، قتل نحو 3 آلاف شخص في قطاع غزة، وما لا يقل عن 61 آخرين في الضفة الغربية. وبحسب الوزارة، ارتفع العدد الإجمالي للمصابين إلى 13750 شخصا، منهم نحو 12500 أصيبوا في غزة، وما لا يقل عن 1250 في الضفة الغربية. في سياق متصل، أعلنت حركة "حماس" مقتل ما لا يقل عن 16 صحفيا فلسطينيا في قطاع غزة نتيجة الضربات الإسرائيلية.