تزداد مشاهد التضامن مع غزة في ضوء استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع المُحاصَر، وقد بلغت ذروتها الجمعة من خلال مظاهرات واسعة شهدتها مدن عدّة في العالم. خرجت المظاهرات في العديد من دول العالم تأييدا للفلسطينيين وللتنديد بالعدوان الصهيوني المدعوم أمريكيا واوروبيا على قطاع غزة.
وانطلقت عدة مسيرات في محافظاتالأردن بعد صلاة الجمعة، دعماً لغزة ، وطالب المتظاهرون في المسيرات بوقف "العدوان الإسرائيلي" على القطاع المحاصر.
وفي مشهد نادر منذ انقلاب السيسي في 30 يونيو 2013، تجمع المتظاهرون في ساحات الجامع الأزهر وأماكن أخرى في العاصمة القاهرة، في تحد لقانون حظر التظاهر، احتجاجا على القصف الصهيوني لقطاع غزة مرددين الشعارات المتضامنة مع الفلسطينيين.
وفي القدسالشرقية قمعت شرطة الاحتلال الصهيوني تظاهرة انطلقت في منطقة وادي الجوز وأصيب ستة أشخاص إثر ذلك، وتلقى جميعهم العلاج ميدانيا، بحسب شهود عيان.
وبعد الصلاة في العاصمة الباكستانية إسلام باد، نظمت احتجاجات طالبت بإيقاف القصف الإسرائيلي، مع توقعات بتنظيم احتجاجات أخرى أكبر في وقت لاحق.
وفي المسجد الأقصى في القدس، لم تسمح شرطة الاحتلال الصهيوني سوى لكبار السن والسيدات والأطفال بدخول المجمع لأداء صلاة الجمعة، في مسعى للحيلولة دون اندلاع تظاهرات ضد الإحتلال حال السماح لعشرات الآلاف بالدخول لأداء الصلاة.
وفي العاصمة اليابانية طوكيو نُظمت مظاهرة تضامنية مع الشعب الفلسطيني تحت شعار "الحرية لغزة".
وعقب صلاة الجمعة، تجمع المتظاهرون في منطقة تشيودا بطوكيو، وساروا نحو السفارة الإسرائيلية. ومنعت قوات الأمن المتظاهرين الذين حملوا أعلام دول مسلمة من الدخول إلى الشارع حيث تقع السفارة الإسرائيلية.
وقام المتظاهرون بالدعاء من أجل الفلسطينيين، ورددوا هتافات من قبيل "إسرائيل إرهابية" و"الحرية لفلسطين".
وفي السياق، أصبح موقف اللاعب محمد صلاح غير مفهوم بالنسبة لجمهوره، بعد عدم إعلان موقفًا، بشأن الأحداث التي يشهدها قطاع غزة، خاصة بعد إعلان معظم زملائه في المنتخب الوطني موقفاً مؤيداً للشعب الفلسطيني، وأبرزهم اللاعب محمد النني لاعب الأرسنال الإنجليزي ومصطفي محمد، الذي يلعب في الدوري الفرنسي، رغم تحذيرات «باريس» من نشر أية تعليقات تخص أحداث فلسطين الأخيرة، وهو ما يضع لاعب الزمالك السابق في مرمى هجوم الشعب الفرنسي.
ويتمتع صلاح بشعبية كبيرة عبر وسائط التواصل الاجتماعي، إذ يزيد عدد متابعيه عبر منصة «إكس» على 18 مليون متابع، بالإضافة إلى 17 مليون متابع على «فيسبوك» ونحو 63 مليون متابع على «إنستغرام».
وبالمقارنة السريعة بين موقف الغرب من قتل جنود الاحتلال ومستوطنيه، وموقفه من محاولة إبادة غزة بالكامل وقتل الأطفال بالجملة باتت مقاربة اعتيادية ومعروفة. الناشطون والمؤثرون على صفحات التواصل الاجتماعي يضعون الصور المتقابلة وينبشون الأرشيف؛ هنا سكت الغرب وهناك تحدث، هنا تراءى للغرب "جريمة" وهناك لم تصله أخبار الموت. من آثار العامل البرتقالي القاتل لأطفال فيتنام إلى اليورانيوم المنضّب في العراق ووسائل التعذيب السادية في أبو غريب إلى القنابل المحرمة دولياً والفوسفور في غزة، مسلسل الصمت الغربي طويل ومستمر.
لا جديد في مسلسل الصمت الطويل هذا، ولا جديد في الصور المتقابلة على وسائل التواصل، ولكن الجديد نسبياً هذه المرة، هو اختراع صورة متخيّلة في القتل، أراد الغرب إلباسها عنوة للمقاومة الفلسطينية في غزة، عبر أبواق الإعلام المتبجح بحرفية "التثبت من الوقائع". هي محاولة لاستثارة الإجماع العالمي عبر استرجاع صورة " داعش"، وإسقاطها على المقاومة الفلسطينية.