تشهد الأدوات المنزلية والأجهزة الكهربية ارتفاعا جنونيا في الأسعار نتيجة انتشار ظاهرة "الأوفر برايس" التي انتقلت من سوق السيارات إلى الأجهزة الكهربائية وبعض السلع المستوردة، وتسببت في زيادة أسعار الأجهزة إلى حد كبير وبشكل مبالغ فيه، وهذه الظاهرة تلقى تشجيعا من عصابة العسكر لاستنزاف المصريين وتنغيص حياتهم، حتى لا يثوروا ضد عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب الدموي على أول رئيس مدني منتخب في التاريخ المصري الشهيد محمد مرسي. وكشفت شعبة الأجهزة الكهربائية باتحاد الغرف التجارية أن "الأوفر برايس" وصل إلى 7 آلاف جنيه في أسعار الثلاجات، وهناك بعض الثلاجات التي يبلغ ثمنها 15 ألف جنيه، تباع ب24 ألفا. يشار إلى أن "الأوفر برايس" هو تطبيق زيادة غير رسمية على سعر السلع، يقرره الموزعون مقابل البيع، لتسليم السلعة للعميل بشكل فوري بدلا من الانتظار في قوائم التوكيل لأشهر قبل الاستلام عند الشراء من الوكيل بالأسعار الرسمية. بدأ "الأوفر برايس" مع عمليات الإغلاق الجزئي التي شهدها العالم بسبب فيروس كورونا المستجد، حيث عملت مصانع إنتاج أشباه الموصلات على تغيير نمط الإنتاج والتحول لإنتاج أشبه الموصلات الخاصة بالألعاب الإلكترونية وأجهزة الحاسب الشخصية، مما قلل إنتاج أشباه الموصلات الخاصة بالسيارات والأجهزة المنزلية، مما أدى إلى خفض إنتاجها بأكثر من 50%، وهو ما أثر على حجم المعروض من الأجهزة المنزلية في مقابل الطلب عليها، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع بهذا الشكل. تكلفة النقل من جانبه أكد أحد تجار الأدوات الكهربائية بمركز طهطا في محافظة سوهاج أن أسعار جميع الأجهزة في تزايد مستمر، وأن المحلات لم تعد مزدحمة بالمشترين كما كانت في الماضي بسبب ارتفاع الأسعار، وهو ما أدى إلى خسائر كبيرة بالنسبة للتجار. وقال التاجر: إن "الطلب على البضاعة بشتى أنواعها قل بنسبة 50%، وذلك أثر كثيرا علينا في طلبنا للبضاعة من المصانع بوجه بحري، بسبب تكلفة النقل لتلك الأجهزة ، والتي تضاعفت بعد ارتفاع سعر السولار والبنزين أيضا، كل ذلك يمثل عبئا كبيرا على عاتق الزبون". وقال تاجر آخر رفض ذكر اسمه: إن "هذا الارتفاع الشديد في الأسعار طفّش الناس من المحلات ، مشيرا إلى أن ثلاجة بحجم 12 قدما من ماركة يونيون إير مدعومة بخاصية نوفروست وتقنية الديجيتال وصلت إلى 26 ألف جنيه، ونفس النوع 14 قدما وصل إلى 22 ألف جنيه، وأنواع أخرى وصلت إلى أكثر من ذلك".
الأوفر برايس
وقال وافي أبو سمرة عضو شعبة الأجهزة الكهربائية بالجيزة: إن "ظاهرة الأوفر برايس وصلت إلى الأجهزة الكهربائية بعد انتشارها في سوق السيارات ، ووصل الأوفر برايس إلى 7 آلاف جنيه في أسعار الثلاجات، مشيرا إلى أن هناك بعض الثلاجات التي يبلغ ثمنها 15 ألف جنيه، تباع ب24 ألفا، وهو زيادة للتاجر فوق المكسب الذي يتحصل عليه من الشركة المنتجة". وأكد أبو سمرة في تصريحات صحفية أن المصانع توزع هذه المنتجات على جميع التجار بأسعار عادلة، ولكن التجار يضعون بعد ذلك "الأوفر برايس" على المنتجات الكهربائية، معربا عن أسفه بسبب غياب الرقابة على الأسواق والتجار من جانب حكومة الانقلاب . وأشار إلى أن بعض التجار يقومون ببيع بعض منتجات الأجهزة الكهربائية مثل " الثلاجات" بسعر أعلى من سعرها الحقيقي، موضحا أنه بعد إضافة الأوفر برايس على سعر بعض أنواع الثلاجات، مثلا يصل سعرها إلى نحو 25 ألف جنيه، في حين أن سعرها الرسمي 17 ألف جنيه فقط، وكذلك بعض الغسالات تباع بنحو 3000 جنيه. وأضاف أبو سمرة أن ما يحدث من زيادة في أسعار الأجهزة المنزلية تؤثر بشكل كبير على المبيعات في السوق المحلي، معربا عن أسفه لأن الأوفر برايس انتقل من السيارات إلى العديد من السلع الأخرى خاصة السلع المستوردة أو التي يدخل في إنتاجها خامات من الخارج نتيجة تكدس البضائع في الموانئ .
العملة الصعبة
وأكد المهندس أشرف هلال رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية باتحاد الغرف التجارية، أن هناك تراجعا كبيرا في حجم المعروض من الأجهزة الكهربائية خلال الوقت الحالي نتيجة نقص سلاسل الإمداد وعدم توافر مستلزمات الإنتاج، وأرجع هلال في تصريحات صحفية سبب ارتفاع أسعار الأجهزة الكهربية إلى صعود تكلفة الخامات والإنتاج وليس جشع التجار فقط، مشيرا إلى أن عملية البيع تتم عبر فواتير ومن المستحيل القيام بأي زيادات أو تداولها بغير الثمن المقرر من الشركات المصنعة. وكشف أن هناك طلبا أعلى من المعروض ما يسهم في زيادة الأسعار نظرا لآليات السوق، مؤكدا أن جميع المنتجات الكهربائية وغيرها شهدت زيادات بنسب متفاوتة نتيجة صعوبة توفير العملة الصعبة لتسهيل التصنيع والاستيراد وتراكم مستلزمات الإنتاج في الموانئ .
"مفيش جواز"
وقال جورج زكريا، رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية بغرفة الجيزة التجارية: إن "تجار الأجهزة الكهربائية الذين يخفون السلع والأجهزة الكهربائية للتلاعب بأسعارها يخالفون ميثاق الشرف، لافتا إلى أن هناك زيادة عالمية في الأسعار يعترف بها الجميع وبناء عليه التجار بدأوا في رفع أسعار السلع". وأوضح زكريا في تصريحات صحفية أنه مع ارتفاع الأسعار رفع الكثير من الشباب لافتة "مفيش جواز" تهكما على الوضع الحالي وارتفاع أسعار الأجهزة والذهب وغير ذلك من الأمور الأساسية التي يحتاجها كل مقبل أو مقبلة على الزواج، وزادت الأعباء على الأسر. وأشار إلى أن التجار رفعوا أسعار الأجهزة الكهربائية لأن مصاريفهم ارتفعت، علاوة على أن هناك منافسة ذاتية بين التجار، مؤكدا أن هناك مولات وأماكن وشركات كبيرة تدخل المنافسة. وأكد زكريا، عدم صحة ما تم تداوله عن فرض "أوفر برايس" على الأجهزة الكهربائية، معترفا بحدوث ارتفاعات متدرجة في الأسعار بنسبة تتجاوز ال 35% خلال العام الجاري. وكشف أن أسعار الأجهزة الكهربائية ارتفعت بنسبة 100% منذ شهر 2022، لافتا إلى أن التاجر مُلزم بالأسعار المعلنة، ومن يخالف ذلك يمكن التصدي له من خلال إبلاغ الجهات المسئولة .