شكك الضابط السابق بالقوات المسلحة المصرية شريف عثمان في بيان خارجية السيسي الذي بدا أنه أحرجهم بيان الجيش السوداني الأول والثاني ولم يطيقوا سماعه، لاسيما بعد فضيحة إهانة جنودنا المصريين من مليشيات الدعم السريع في مروي. ورأى ناشطون أنهم استحدثوا لمحمد الغراوي الذي قتل ضمن سياق الصراع الدائر خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان هذه الوظيفة الغير المعروفة. وقال عثمان: "مساعد الملحق الإداري اللي استشهد في الخرطوم كان مخابرات عامة ولا حربية؟ حد قال لكم إنه من الصقور وكده ولا لسه؟ مش قادرين يعترفوا". وقال الإعلامي أسامة جاويش على "تويتر" "صباح اليوم على الموقع الرسمي للحكومة البريطانية ريشي سوناك رئيس الوزراء يشكر الرئيس المصري على المساعدة في إجلاء العاملين في السفارة البريطانية في السودان بأمان". وأضاف: "منذ قليل، مقتل مساعد الملحق الإداري للسفارة المصرية في السودان، هو إحنا بنساعد الأجانب ومش عارفين نساعد ولادنا ليه؟". وقال الإعلامي المصري معتز مطر: "مساعد الملحق الإداري أم العسكري في النهاية إنسان، صدق الجيش السوداني وكذبت الخارجية المصرية". وأضاف الإعلامي نور الدين عبدالحافظ، "استشهاد محمد الغراوي مساعد الملحق الإداري في سفارة مصر بالخرطوم ليكون الدبلوماسي الوحيد الذي تم اغتياله هناك، في الوقت اللي حكومة العسكر بتتفشخر أنها ساعدت الأجانب في الخروج سالمين من الخرطوم". وأعلنت خارجية السيسي، الإثنين، مقتل مساعد الملحق الإداري بسفارة القاهرة في الخرطوم محمد الغراوي، دون أن تتهم أحدا بمقتله، بينما اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع باستهدافه، وهو ما نفته الأخيرة. وطالبت السفارة المصريين في السودان من الراغبين في العودة أن يستقلوا حافلات خاصة مع تحملهم مسؤولية ذلك القرار، مع التشديد على أن السفارة غير مسؤولة عن أي تصرفات فردية. ونشرت أرقام خطوط هاتفية لتلقي الاتصالات من المصريين بشأن موقف الجالية في السودان، وأكدت أن عمليات الإجلاء ستتم بالتواصل مع غرفة عمليات القطاع القنصلي. تقاعس الجهود وأشار العضو السابق بالمجلس القومي لحقوق الإنسان أسامة رشدي @OsamaRushdi إلى أنه "في الوقت الذي تحركت فيه دول العالم من أركان الأرض واتخذت ترتيبات محددة لإجلاء مواطنيها من السودان بتنظيم القوافل الآمنة وإرسال الطائرات والسفن وحتى القوات للمساعدة إن تطلب الأمر من كوريا واليابان للولايات المتحدة وأوروبا للسعودية ودول الخليج والأردن ، إفراغ السودان من البعثات الديبلوماسية والأجانب تعني أن القادم أسوأ". وأضاف على "تويتر" أن "الوضع الإنساني الآن غير محتمل بالنظر لانقطاع الخدمات من مياه وكهرباء، وبالتالي الإنترنت والاتصالات وكذلك البنوك والأسواق وتوفير الغذاء، صحيح أن أعداد المصريين في السودان كبيرة، لكن لدينا ميزة الجوار وإمكانية التحرك السريع لتأمين القوافل برا وبحرا وجوا وإتاحة الفرصة لكل من يريد العودة للديار قبل المزيد من التدهور للأوضاع الأمنية". وأوضح أنه "حتى الآن سفارة مصر بالخرطوم تنصح المصريين بالسودان التزام أماكنهم والابتعاد عن مناطق الاشتباكات وتوخي الحذر لحين استقرار الأوضاع، متساءلا "هل هذا هو ما يملكه الوطن تجاه أبنائه في هذه الظروف؟ مجرد نصائح فارغة لمواطنين يعانون وتقطعت بهم السبل، المطلوب المسارعة بالتحرك لإنقاذ العائلات وتأمين عودتهم فهذا واجب أي دولة تجاه مواطنيها.". أوضاع من الداخل وقالت وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج سها جندي: إنها "تتابع على مدار الساعة أوضاع الجالية المصرية بالسودان (10 آلاف مصري)، وأنه سيتم إجلاء المواطنين وفقا لخطة تراعي سلامتهم، وتشمل التحرك بأقصى درجات الحيطة والحذر". ويعتمد المصريون على جهودهم الشخصية للفرار إلى معبر أرقين جنوب مصر، ويتواصلون معا بشأن توفير الحافلات، ومناطق التجمع، كما يواصلون الاطمئنان على بعضهم بعضا، وتبادل المساعدات المعنوية والمادية بعدما تقطعت بهم السبل، ونفدت أموال كثيرين منهم، وخصوصا الطلاب الذين يدرسون بالجامعات السودانية، وسط تساؤلات عن غياب أي دور للسفارة المصرية. وفي هذه الأجواء أصيب طالب كلية طب الأسنان بجامعة النيل محمود عاطف طنطاوي بشظايا قذيفة خلال تواجده داخل "سوبر ماركت" وأصدقاؤه يحاولون نقله إلى مصر، كما توفي الطالب ناصر حسن الطالب مصري في السودان، كما يشكو المصريون من صعوبة شديدة في عودة العالقين بسبب الزحام على المواصلات وارتفاع التكلفة المقدرة ب120 ألف جنيه سوداني حتى المعبر فقط. وقال مؤيد (@moayad_k96) التذكرة من السودان لأسوان 120 -150 ألف جنيه سوداني، أسوانالقاهرة 250 جنيها مصريا، التاشيرة في المعبر 150 جنيها مصريا، تاشيرة 25 دولارا، الأسعار دي للفرد الواحد من غير الإقامة والمعيشة". وطالب وزير الخارجية الكوري يطلب من نظيره الإماراتي دعم أبوظبي لإجلاء الكوريين العالقين بالسودان، بعد أيام من إعلان الإمارات نجاحها في التوسط لإجلاء الجنود المصريين من الخرطوم. وقال الدكتور مصطفى جاويش @drmgaweesh تعليقا، "كوريا اختارت الطرف القادر على إجلاء رعاياها، بعد شكر مصر الرسمي لدولة الإمارات العربية المتحدة على دورها البارز في تسليم العناصر العسكرية المصرية للصليب الأحمر الدولي". أما لويد أوستن وزير الدفاع الأمريكي يشكر السعودية وجيبوتي وأثيوبيا على إجلاء الأمريكان وتجنب مصر. ويتعرض المصريون العائدون للعديد من الأخطار، بما في ذلك السرقة والاعتداء، وعدم القدرة على توفير الإمدادات الغذائية والماء خلال الرحلة، وتزيد هذه المخاطر في ظل تفشي الجريمة المنظمة، ووجود مجموعات مسلحة في المناطق الحدودية بين السودان ومصر.