( إيه رماك على المر) ملخص حال اختطاف ستة مصريين في ليبيا للمرة الألف، وسط التراخي التام من سلطة الانقلاب مصر، وخاصة خارجيتها أو مسئولي وزارة القوى العاملة. وقام مسلحون مجهولون بليبيا بخطف ستة مصريين من الأقباط أثناء دخولهم بتأشيرة إلى ليبيا للعمل الأسبوع الماضي من مطار برج العرب بالإسكندرية، متجهين إلى منطقة دميم ثم إلى سبراته من خلال الطريق البري عبر بوابة نجمة وهلال، بينهم 6 من قرية الحرجة قبلي مركز البلينا بسوهاج، وهم يعملون في أعمال البلاط والمحارة و بينهم صلة قرابة. نور عين السيسي أهالي المختطفين سارعوا بإعلان أسمائهم وهم، شنودة مصري فخري شحاتة، وشنودة حبيب جاد سيدراك، وعماد مرعي عطا الله سدراك ، ومينا كمال جاد سيدراك، وعبد المسيح جودة سيدراك، وروماني حبيب جاد سيدراك تتراوح أعمارهم ما بين العشرين و الثلاثين. مواقع التواصل امتلأت بالاستغاثات الصوتية عبر موقعي التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر بصوت المختطفين يناشدون فيها ذويهم بدفع فدية قدرها 15 ألف دولار. أحد أقارب المختطفين يقول إن "هناك رجلا بالزاوية تسلمهم عند وصولهم إلى بني غازي بطرابلس، ويرجح أنه قام بتسليهم إلى الميليشيات المسلحة، وقد اتفق آخر من بني سويف على تحضير التأشيرات وهو يعمل كوسيط لمن يريد السفر إلى ليبيا للعمل، وبالفعل غادروا يوم 3 من الشهر الجاري متجهين إلى ليبيا و دخلوا البلاد بطريقة قانونية عبر جوازات سفر سليمة بحثا عن لقمة العيش ،وتلقى رسائل الأيام الماضية تطلب فدية ،فقاموا بنشر الصور و الإبلاغ الفوري". أهالي المختطفين ناشدوا سلطات الانقلاب المصرية التوصل إليهم بعد تسليم كافة أرقام الهواتف التي تم إرسال الرسائل من خلالها و تعقبهم في محاولة لإنقاذهم. تكرار لمذبحة 2015 وأعلن المستشار أمير نصيف في فيديو تم بثه عن اختطاف 6 أقباط مصريين بليبيا وهم من قرية الحرجة مركز البلينا بمحافظة سوهاج، على يد إرهابيين داخل ليبيا وطالبوا بفدية. وكشف أحد المختطفين عن طريق تسجيل صوتي له يطالب فيه ب 15 ألف دينار عن كل شخص من المحبوسين والذين يتواجدون في الحبس دون أكل أو شرب، وأوضح التسجيل أن المختطفين لنويام تركهم حتى دفع الفدية. هانوا على مصر ولم تكن هذه القصة الأولى التي يتم فيها اختطاف مصريين بالخارج، سواء كان طالبا أو عاملا أو حتى مسئولا هاما ذي مستوى كبير وإن اختلفت الدوافع وراء الخطف، بل إن حوادث الاختطاف أصبحت ظاهرة منتشرة في السنوات الأخيرة للمصريين بالخارج ، لتنسف المقولة الخالدة "لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا". سبق وقام مجهولون بخطف طالبين مصريين يدرسان في جنوب إفريقيا، بعد انقطاع الاتصال بهما من قبل ذويهما في مصر. وتلقت أسرتا الطالبين مؤمن هيثم وفادي سعيد اتصالا من الخاطفين ، طلبوا فيه بضرورة سداد فدية تصل قيمتها إلى 9 ملايين جنيه مصري مقابل الإفراج عنهما. وقبل عدة أشهر، كشفت تقارير رسمية عن اختطاف 13 عاملا مصريا في ليبيا، تم اختطافهم على يد ميليشيات، طلب أفرادها فدية من أهالي المخطوفين مقابل الإفراج عنهم. المختطفون جميعهم من قرية ميت الكرما التابعة لمدينة طلخا بمحافظة الدقهلية، انقطع الاتصال بذويهم في مصر، فيما طلب الخاطفون فدية تجاوزت 8 آلاف دولار عن كل شاب، ثم تراجعت لتصل إلى نحو 5 آلاف دولار. الحوادث التي تشهدها الدول في اختطاف المصريين يتحدث عنها الباحث حسام عادل، ليقول إن "السر وراء كثرة اختطاف المصريين هي ضعف التواصل بين المسئولين بالخارج والمواطن نفسه". ويكمل، هناك بعد كبير بين المغترب وبين سفارته والقنصلية التي يعيش في مدينتها ، لذا نجد الأكثرية من المصريين لايهتمون بالتواصل مع المسئولين بالسفارات لعلمهم مسبقا أنها لاتثمن ولاتغني من جوع ، وأن التواصل يكون في أضيق الحدود مثل تجديد الرخص وجوازت السفر وخلافه. ويتابع الباحث حسام عادل، الأمر يدفع محترفي السرقة وعصابات الخطف إلى تتبع الجنسيات كما يحدث في ليبيا على سبيل الخصوص، لعلمهم أن المصريين يأتون إليهم هروبا من واقع أليم بداخل مصر، لذا فإن الاختطاف وسيلة للضغط كي يتم الدفع من خلالهم لكونهم لا سند لهم، بحسب قوله. ويزيد فيقول إن "تكرار حوادث اختطاف المصريين في الخارج مثل الأردن وليبيا والسعودية والإمارات وجنوب أفريقيا وألمانيا والسويد ليست عشوايئة، بل إن تكرارها يدفع هؤلاء لتنفيذ عدة محاولات خطف للمصريين فقط دون غيرهم ، ويتعجب أن هناك مئات من السودانيين والسوريين والفلسطنيين في جنوب أفريقيا لايتم اختطاف أحد منهم، لكونهم أشد صلة بالمسئولين في السفارات التابعة لهم كلا على حده، وخوف هؤلاء من العواقب القانوينة حال فشل محاولة الخطف للشخص". من جحيم إلى جحيم الوقائع ليس جديدة، لكن الغريب غض الطرف من قبل الانقلاب العسكري الذي تشدق بأن المصريين "نور عينيه" بلا أي حلول لوقف تلك الكوارث للغلابة الباحثين عن سد جوع ذويهم بالعمل في الخارج وتحمل الهجرة والإهانة والتعب. وسبق أن اختطف مجهولون في مدينة طبرق الليبية، قبل عام، 10 مصريين من قرية فابريقة التابعة لمدينة ببا بمحافظة بني سويف، كانوا قادمين للعمل في المدينة، وطلبوا فدية مقابل الإفراج عنهم. وفي ليبيا أيضا، سبق تعذيب 15 مصريا على يد مسلحين، وإرسال الصور لذويهم طلبا لفدية مالية كبيرة. كما اختُطف في 2018 ، خمسة مصريين بليبيا من قرية الغنيمية بدمياط، وفى إبريل 2016، قُتل 16 مصريا وأُصيب آخرون، نتيجة إطلاق نار عليهم بمدينة بني وليد الليبية.